قال موقع بريطاني، إن الاجتماع الأخير للسعوديين مع المسؤولين الحوثيين في صنعاء، أثار التكهنات بأن المملكة ربما تفكر في الاعتراف بحكومة الحوثيين، سلطة الأمر الواقع في المناطق التي يسيطرون عليها في اليمن.
وتم تشكيل ما يسمى بحكومة الإنقاذ من قبل الحوثيين وبالتعاون مع الموالين لحزب الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، المؤتمر الشعبي العام في عام 2016 بعد أن طردوا الحكومة اليمنية المؤقتة وحلو البرلمان. وأنشأت تلك الحكومة منذ ذلك الحين سلطتها الخاصة في صنعاء، وتسعى جاهدة للحصول على اعتراف دولي.
وقال تقرير لموقع "ميدل إيست مونيتور" إن الاعتراف بحكومة الحوثيين يأتي مع مخاطر وتحديات للمملكة العربية السعودية. حيث اتُهمت تلك الحكومة بسوء الإدارة الاقتصادية وانتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك الاعتقالات التعسفية والتعذيب والقيود المفروضة على حرية التعبير والإعلام.
كما تعرضت لانتقادات لعلاقاتها الوثيقة مع إيران وتعتبر جزءًا من محور المقاومة. داخليًا، أثيرت مخاوف طائفية أيضًا من طموحات إحياء الإمامة الزيدية بالإضافة إلى فرض ضريبة الخُمس المثير للجدل.
وبحسب التقرير، قد يؤدي الاعتراف بحكومة الحوثيين إلى إضفاء الشرعية على هذه الإجراءات وتشجيع الحوثيين في سعيهم لإنشاء حكومة مستقلة في اليمن.
علاوة على ذلك، فإن الاعتراف بحكومة الحوثي يعني أيضًا إنهاء دعم المملكة العربية السعودية للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، بقيادة مجلس القيادة الرئاسي.
وتقود المملكة العربية السعودية تحالفًا عسكريًا من الدول العربية جاء لدعم الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي وحكومته، التي اعترف بها المجتمع الدولي كحكومة اليمن الشرعية.
ومع ذلك، فإن إنهاء الدعم للحكومة اليمنية يمكن أن يكون له تداعيات بعيدة المدى على المشهد السياسي اليمني ويمكن أن يؤدي إلى مزيد من الانقسام وعدم الاستقرار.
وأشار التقرير إلى أن أحد التحديات الرئيسية للاعتراف بحكومة الحوثيين بصنعاء هو التوازن الدقيق للقوى داخل اليمن. حيث ابتليت البلاد بشبكة معقدة من الخصومات القبلية والإقليمية والطائفية، وقد كافحت الحكومة اليمنية بقيادة هادي، ومؤخرًا المجلس الرئاسي برئاسة رشاد العليمي، من أجل الحفاظ على السيطرة وتأكيد سلطتها على سكان البلاد.
يقاتل الحوثيون، الذين ينتمون إلى الطائفة الزيدية ذات المذهب الشيعي، من أجل قدر أكبر من الحكم الذاتي في شمال اليمن منذ سنوات. وقد يؤدي الاعتراف بحكومتهم إلى تشجيع الحركة وإضعاف موقف الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، والتي تتصارع بالفعل مع الانقسامات الداخلية والتهديدات الخارجية من الجماعات المتطرفة مثل القاعدة وداعش.
التحدي الآخر هو التداعيات الإقليمية لقبول المملكة العربية السعودية بحكومة الحوثيين كحكومة اليمن الشرعية. حيث لطالما نظرت السعودية إلى الصراع في اليمن من منظور تنافسها مع إيران التي تتهمها بتسليح ودعم الحوثيين وحلفائهم في القوات المسلحة.
قد يُنظر إلى اعتراف الرياض بحكومة الحوثيين على أنه انتصار لإيران وسيزيد من ترسيخ نفوذ طهران في اليمن، الذي تعتبره المملكة العربية السعودية تهديدًا لأمنها وهيمنتها الإقليمية.
وقد يؤدي ذلك إلى إعادة إشعال التوترات في العلاقة الدقيقة بين المملكة العربية السعودية وإيران في المستقبل، وسيكون له تداعيات أوسع على المنطقة.
أخبار ذات صلة
الخميس, 13 أبريل, 2023
"تعدد الأجندات، غياب الاستراتيجية، سوء الإدارة".. كيف فشلت السعودية في حرب اليمن؟
الثلاثاء, 11 أبريل, 2023
نيويورك تايمز تتساءل: ماذا تعني محادثات السلام في اليمن لحربها التي استمرت ثماني سنوات؟