تعيش مدينة تعز عيدها الرابع وسط غياب للفرحة والبسمة، مثقلة بالحزن والألم ، ترقب آمال وطموحات تخفف من الآمها أو تنهي مأساتها نتيجة الحرب الدائرة في البلاد ، والحصار المفروض عليها من قبل مليشيا الحوثي وصالح منذ أكثر من عام ونصف.
لا يخلو منزلا في تعز إلا وجدرانه تخبئ قصه حزن ومعاناة ، فمنهم من فقد قريب له و آخر دمر منزله وثالث لا موعد له مع الفرح لعدة أسباب انتجتها آلة الحرب التي ألغت مواسم الفرح.
جولة في شوارع المدينة وحاراتها تشعرك بغياب ملامح فرحة العيد الحقيقية قام بها موقع" يمن شباب نت " رصد خلالها تفاصيل الاجواء العيدية خلال اليومين الأولى من عيد الأضحى.
ظروف صعبة
محمد أحمد، أب لطفلين ، يعمل لدى أحد المراكز التجارية يقول لـ"يمن شباب نت " : " قبل أن يكون هناك حرب وحصار على المدينة كنت أحرص جداً على زيارة أهلي وعائلتي في القرية ،لكن هذه المرة قضيت أولى ايام العيد داخل المدينة لأني لم أتمكن من ذلك بسبب الحرب و الحصار " .
ويضيف " فإذا أردت الخروج من المدينة سأكون محتاجاً لمبلغ لا يقلّ عن سبعون ألف ريال، بدل مواصلات فقط، ناهيك عن خطورة ومشقة الطريق التي كانت في السابق تستغرق ساعتين بينما أصبح اليوم يستغرق الوقت خمس ساعات ".
ويتابع "تدهور الوضع الاقتصادي شكل عقبه وتحدي أمام بعض طموحاتنا وآملانا العيدية كزيارة الأقارب والأهل ".
أما محمد أحمد ، فقد قضى أول أيام العيد في عزاء جارهم " عبدالله " الذي استشهد ابنه بقذائف مليشيا الحوثي وصالح التي تقصف الاحياء السكنية عشوائيا وبوحشية ،كما يقول، في أشاره منه أن الحزن والألم حلَّ محل الفرحة والبسمة.
ويشير الناشط الحقوقي، آدم عازب ،إلى أن العيد في تعز "تبدو الفرحة فيه محاصره بعد أن غابات المتنزهات والحدائق التي تجسد أحد ملامح العيد نتيجة الدمار والحصار الذي لحق بالحدائق ". مستدركاً بالقول " لكن نحاول أن نعيش فرحة العيد إرادياً إيماناً منا بالتفاؤل والأمل الذي نعتبره بذرة احلامنا اليوم ليكون في الغد القريب والمستقبل ثمار يانعه".
عيدنا مقاومة
ويرى عبدالقادر العماد ، أحد مقاتلي المقاومة الشعبية ،أن عيده مقاومة "لا عيد لدي فقد قضيت أيام العيد في جبهات القتال نذود بأرواحنا من أجل الدفاع عن المدينة من مليشيا الحوثي وصالح التي تحاول التقدم عبثاً وفي كل عيد او مناسبة تحشد تعزيزاتها وتقصف مواقعنا والمدنيين "
ويستدرك قائلاً لـ"يمن شباب نت " : "عيدنا الحقيقي هو يوم أن ننتصر وتتحرر مدينتنا المحاصرة وتنجلي الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد ".