دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني الدكتور رشاد العليمي، اليوم الاثنين، المجتمع الدولي إلى تبني آلية سريعة لإنهاء معاناة الشعب اليمني، بعدما فقد 126 مليار دولار من ناتجه القومي خلال الثمان سنوات الماضية.
جاء ذلك في كلمة أمام قمة المناخ التي تستضيفها مدينة شرم الشيخ المصرية، وفق وكالة الأنباء اليمنية "سبأ".
وقال العليمي، إن "اليمن كان على الدوام أحد أكثر بلدان المنطقة المهددة بالجفاف، ما قد يمثل مصدرا للاقتتال الأهلي على الماء، والأرض حيث يعتمد أكثر من 72 بالمائة من السكان على النشاط الزراعي الذي تنخفض انتاجيته بشكل كبير".
وأشار إلى توقعات بنضوب المياه الجوفية في الأودية الرئيسية من البلاد، إضافة لمخاطر ارتفاع منسوب مياه البحر في الاحواض القريبة من المناطق الساحلية، ما يشكل تهديدا خطيرا لحياة ومعيشة السكان والاقتصاد الوطني.
وأضاف، أن "مقوماتنا البيئية والسياحية، تتعرض لآثار مدمرة جراء هذه التغيرات في ظل انهيار شبكة الحماية الحكومية تحت وطأة الحرب التي أشعلتها المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني".
وأكد العليمي أن ذلك يتطلب التسريع بتعهدات خفض الانبعاثات، وبناء القدرات على التكيف ومضاعفة التمويلات لهذا الغرض، وقبل ذلك تعزيز فرص السلام بموجب قرارات الشرعية الدولية، والمرجعيات ذات الصلة.
وقال إن طريق السلام وإنهاء الانقلاب، واستعادة مؤسسات الدولة الوطنية العضو في الأمم المتحدة، وتمكينها من إدارة حصتها العادلة من المبادرة التمويلية للدول النامية والأقل نموا لمواجهة تحديات المناخ.
إضافة إلى الحد من نتائج الممارسات التدميرية التي تنتهجها المليشيات الإرهابية, بما في ذلك تحويل البلاد إلى أكبر حقل للألغام منذ الحرب العالمية الثانية، والمماطلة في إنهاء خطر الانسكاب النفطي المحتمل من الخزان العائم صافر الذي يهدد بأعظم كارثة بيئية في العالم.
وأضاف، "بالنسبة لليمنيين، فإن هذا الجمع الموقر، يتحمل مسؤوليات متداخلة تتلخص بمساعدة الحكومة اليمنية على بناء قدراتها، وإعادة اعمار مؤسساتها، وردع تهديدات المليشيات الإرهابية لأمن واستقرار البلاد، وخطوط الملاحة الدولية وامدادات الطاقة العالمية".
وتابع، إن" القرارات التي ستتخذونها في هذه القمة من شأنها أن تؤثر ايجابا على حياة ملايين اليمنيين الذين فقدوا نصف ناتجهم القومي المقدر بنحو 126 مليار دولار خلال الثمان سنوات الماضية، ناهيكم عن الدمار الهائل، ومخيمات النزوح المكتظة، والخدمات التي لا تعمل سوى بأقل من نصف طاقتها".
ولفت رئيس المجلس الرئاسي، إلى أن الحضارة الإنسانية مدينة لليمن بأشياء كثيرة باعتباره حلقة هامة من حلقات التراث البيئي العالمي.
وقال العليمي،" آن الأوان للاستجابة إلى نداءات الأمهات والاباء الذين يتوقون رؤية أبنائهم يمضون دون خوف نحو مستقبل حافل بالأمل، والحيلولة دون تدمير إرثهم الحضاري والبيئي العريق".
وتابع، "لهذا انا هنا اليوم لأطلب منكم آلية سريعة لإنهاء معاناة الشعب اليمني وبناء مدنه المدمرة، وحماية تنوعه الحيوي وموارده البيئية، واستعادة وهج ثقافته المفعمة بالحياة".
وكان العليمي قد حذر- في حديث له على هامش القمة- من أن شبح الجوع مايزال يتهدد معظم مناطق البلاد، رغم استمرار خطط الاستجابة الانسانية، في ظل عدم اكتراث المليشيات الحوثية وتعنتها إزاء كافة المساعي الرامية لتخفيف معاناة اليمنيين.
وأكد حرص المجلس والحكومة على الوفاء بالالتزامات المستعجلة لدعم القطاع الزراعي في حدود الامكانيات المتاحة ليشمل ذلك تنفيذ بعض المشاريع الزراعية وتزويد المزارعين والصيادين بمتطلبات الانتاج اللازمة.
ولفت إلى ما تحتاجه هذه الجهود من دعم دولي واقليمي لمواجهة ازمة الغذاء في اليمن، داعيا المجتمع الدولي، ووكالات الاغاثة خلال الى مضاعفة تدخلاتها الإنسانية لدعم مشاريع الصمود التنموية والمستدامة في اليمن والدول النامية عموما.
كما دعا المؤسسات المالية، والقطاع الخاص الى احداث تحول نوعي نحو زراعة المحاصيل الأكثر مقاومة للتغيرات المناخية والجفاف، وإنتاج المحاصيل المحلية القادرة على الصمود وتعزيز سبل العيش.