قُتل 450 شخصاً خلال 6 أشهر.. مركز امريكي: الهدنة لم تعالج دوافع العنف في اليمن وغابت تدابير بناء الثقة

كشفت مركز تحليل أمريكي "أن المواجهات بين ميلشيات الحوثي والمجلس الرئاسي استمرت طوال الهدنة، مما أدى إلى مقتل أكثر من 450 شخصًا، وهذا لا يخفي النجاح الذي حققته طوال الستة الأشهر الماضية".
 
ووفق تقرير مطول لمركز تحليل الأزمات الأمريكي «ACLED» - ترجمة "يمن شباب نت" - "قدمت الآلية التي وضعتها الأمم المتحدة - لجنة تنسيق عسكرية وغرفة تنسيق مشتركة - قنوات اتصال مهمة لتهدئة الصراع، لكنها لم تعالج دوافع العنف العديدة على المستوى المحلي".
 
وقال المركز: "إذا تم تجديد الهدنة، فمن المرجح أن تعود الانتهاكات في غياب تدابير بناء الثقة التي تهدف إلى تعزيز الحوار السياسي بين الأطراف المتحاربة".
 
وتابع: "علاوة على ذلك، فإن الصراع بين الحوثيين وقوات الحكومة الشرعية ليس سوى قمة جبل الجليد في اليمن، خلال الأشهر الستة الماضية، استمر العنف السياسي في البلاد، متكيفا مع البيئة السياسية الجديدة التي أنتجتها الهدنة".
 
وقال المركز الأمريكي "مع قيام الأطراف المتحاربة مؤقتًا بتحويل الموارد والمقاتلين من الخطوط الأمامية، استعادت النزاعات المحلية الزخم، وفي الوقت نفسه ظلت الخسائر في صفوف المدنيين عند مستويات عالية بسبب القمع المتزايد وزيادة التنقل في مناطق النزاع".
 
وأردف: "كذلك، العنف السياسي في اليمن متعدد الأوجه ومرتبط بالديناميكيات المحلية بطبيعتها، وفي حين نجحت الهدنة على نطاق واسع في خفض الصراع مؤقتًا، فقد كان لها آثار جانبية تتمثل في تأجيج الدوافع المستمرة للصراع المستقبلي في البلاد، وحجبها عن انتباه المجتمع الدولي".
 
لكن التحليل أشار إلى إيجابيات الهدنة أنها، بعد أكثر من سبع سنوات من الحرب، أسفرت الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة عن العديد من التطورات الإيجابية في اليمن، ولعل الأكثر وضوحًا هو الانخفاض غير المسبوق في عدد الوفيات الناتجة عن الصراع.
 
وذكر التحليل: "أدى توقف العمليات العسكرية الهجومية التي توسطت فيها الأمم المتحدة في جميع أنحاء البلاد إلى انخفاض بنسبة 90٪ في الوفيات المبلغ عنها المرتبطة بالمواجهات بين الأطراف المتحاربة، مقارنة بالأشهر الستة التي سبقت الهدنة.
 
وقال: "في الوقت نفسه، توقفت تمامًا الغارات الجوية التي تشنها طائرات التحالف التي تقودها السعودية وهي ثاني أكثر أشكال العنف دموية في اليمن".
 
وفي 2 أكتوبر الجاري انتهت الهدنة الأممية في اليمن، ولم يتم تمديدها بسبب رفض ميلشيات الحوثي وممارستها الابتزاز وفرض مطالب وشروط جديدة وصفها مجلس الأمن بأنها "معقدة"، في والوقت الذي مازالت الهدنة جارية ولم يحدث تصعيد بناء على التهديدات الحوثية التي أطلقتها قبل وبعد انتهاء الهدنة.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر