حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وجمعية الهلال الأحمر اليمني، الأربعاء، من أن سيول الأمطار في اليمن، تزيد من مخاطر انعدام الأمن الغذائي ، وانتشار الأمراض والأوبئة.
وقال بيان مشترك، نشر في موقع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن الأمطار الموسمية الغزيرة والفيضانات التي وقعت في اليمن في الأسابيع الماضية، تسببت في حدوث فوضى في جميع أنحاء البلاد.
وأضاف، أن سيول الأمطار أدت إلى مقتل عن ما لا يقل عن 90 شخصا، بينهم أطفال، في جميع أنحاء اليمن، وتدمير المنازل والأراضي الزراعية والطرق والبنية التحتية الحيوية، في وقت تأثر فيه الملايين بفعل الحرب المستمرة منذ سبع سنوات.
وأشار البيان، إلى تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن، الذي يقدر أن 35 ألف أسرة معظمها نازحة في 17 محافظة، تضررت جراء سيول الأمطار التي سقطت خلال 13 يوما، وأن سيول الأمطار الغزيرة، ضاعفت من معاناة المواطنين، وشردت الكثير من الأسر.
وحذر البيان، من مخاطر انعدام الأمن الغذائي المتزايد، وانتشار الأمراض والأوبئة، بفعل الأمطار التي زادت من عوامل انهيار نظام الخدمات الأساسية في البلاد، بما في ذلك المياه والكهرباء وأنظمة الصرف الصحي ونظام الرعاية الصحية الهش.
وقال البيان: "أدت الأمطار الغزيرة والفيضانات إلى زيادة انتشار الأمراض الموسمية والأمراض المنقولة بالمياه مثل الكوليرا وحمى الضنك والملاريا، التي لا تزال تحصد الأرواح. في سياق لا يزال يعمل فيه 51 بالمئة فقط من المرافق الصحية".
وقال نائب رئيس بعثة اللجنة الدولية في اليمن مولان جيوفانيني، إن "الفيضانات أثرت على الأراضي الزراعية، مما سيؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي بشكل كبير في بلد يعاني ما يصل إلى 19 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي".
وأضاف جيوفانيني، أن "الفيضانات سحبت الذخائر غير المنفجرة (المزروعة في الوديان وممرات السيول) إلى المناطق السكنية والزراعية. وهذا يشكل خطرا كبيرا على المدنيين".
وأفاد البيان، أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وجمعية الهلال الأحمر اليمني، قدمتا المواد الغذائية وغير الغذائية لأكثر من 8239 أسرة في عشر محافظات.
وتابع: "يواصل متطوعو الهلال الأحمر اليمني عمليات البحث والإنقاذ لأولئك الذين فقدوا بسبب الفيضانات. بالإضافة إلى تقديم الإسعافات الأولية للمصابين".
وطالب منسق إدارة الكوارث في جمعية الهلال الأحمر اليمني عبد الله العزب، بزيادة المواد الإيوائية والغذائية حتى يتسنى إغاثة المتضررين من السيول في ظل نقص المساعدات المنقذة للحياة وزيادة الاحتياجات.
ونقل البيان، عن أحد السكان المحليين في محافظة حجة، قوله، "كان هذا العام المرة الأولى التي تشهد فيها حجة مثل هذه الأمطار الغزيرة. ولم نعتد على مثل هذه الفيضانات".
وأردف عبدالجليل الذي فقد جيرانه منازلهم بسبب السيول الأخيرة في حجة، "بين عشية وضحاها وجد الكثير من الناس أنفسهم بلا مأوى. وممتلكاتهم وحقولهم مدمرة تماما".
وتابع: "اذا استمرت هذه الأمطار الغزيرة، فسيفقد المزيد من الناس منازلهم وممتلكاتهم وأراضيهم الزراعية".