"تمديد وقف إطلاق النار في اليمن: نصف الكأس لا يزال فارغا "، هذا ما يعتقده "جيرالد فيرستاين"، السفير الأمريكي الأسبق، حيث أشار إلى "أن الحرب التي بدأها الحوثيون باليمن لن تؤول إلى سلام مستدام بدون ممارسة ضغوط مجدية على الحوثيين لإجبارهم على قبول حل السياسي للحرب".
وقال فيرستاين في مقال له في معهد الشرق الأوسط «MEL» - ترجمة "يمن شباب نت" - "بأن اتفاق 2 أغسطس بين الأطراف المتحاربة في اليمن حول تمديد ثالث لمدة شهرين لوقف إطلاق النار قوبل بتنفس للصعداء بشكل عام، إذ كان مصير الاتفاق محل شك بعد إعلان الحوثيين في أعقاب زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة، بأنهم لن يوقعوا على تمديد آخر، لكن جميع الأطراف أعطت موافقتها في نهاية المطاف".
مما لا شك فيه، أن الهدوء النسبي في اليمن في الأشهر الأخيرة، على الرغم من أنه بعيد عن الكمال، قد وفر فترة راحة تشتد الحاجة إليها بالنسبة لملايين اليمنيين الذين يكافحون تحت وطأة سبع سنوات من الحرب الأهلية.، وتجدر الإشارة إلى أن تقارير الأمم المتحدة تشير إلى حدوث انخفاض بنسبة 60٪ في الخسائر بين المدنيين و50٪ في حالات النزوح.
ومع ذلك، يجب أن يجلب الاتفاق الأخير القليل من الراحة لأولئك الذين يسعون إلى طريق مستدام للخروج من الصراع، في البداية حث المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانس غروندبرغ، بدعم قوي من نظيره الأمريكي، تيم ليندركينغ، الأطراف على الموافقة على تمديد الهدنة لمدة ستة أشهر، مما كان سيوفر فرصة أكبر لمواصلة المبادرات الدبلوماسية لإنهاء القتال. قبلت حكومة اليمن المعترف بها دوليا ومجلس القيادة الرئاسي اقتراح الأمم المتحدة.
قال الدبلوماسي الأمريكي "إن موافقة الحوثيين على اتفاق آخر مدته شهرين فقط - وفقط بعد أن مارس الوسطاء العمانيون ضغوطًا كبيرة - يثير تساؤلات مهمة حول ما إذا كان الحوثيين مستعدين لعملية سياسية جادة لإنهاء الحرب".
بينما صرح المبعوث الخاص غروندبرغ بأنه يعمل على مقترحات لـ "صفقة موسعة" مع الأطراف، يبدو أن المفاوضات تدور حول نفس مجموعة القضايا التي كانت مطروحة باستمرار منذ اقتراح المبعوث الخاص السابق مارتن غريفيث المتعلق بإعلان عام 2020.
وأشار :"وهكذا، انتزع الحوثيون تنازلات حكومية وسعودية لإعادة فتح مطار صنعاء والسماح بتوصيل إمدادات النفط الموسعة عبر الحديدة، مع التراجع عن الالتزامات التي تعهدوا بها بالفعل بفتح الطرق وتخفيف الحصار حول تعز، ثالث أكبر مدن اليمن".
بالإضافة إلى ذلك، ورد أن غروندبرغ قدم مقترحات جديدة لتوفير "آلية لدفع رواتب موظفي الخدمة المدنية بشكل منتظم"، ومع ذلك يبدو أن مبادرته تغض الطرف عن التعهدات التي قطعها الحوثيون في اتفاق استوكهولم في 2018 وفشلوا في تنفيذها: أي استخدام عائدات عمليات ميناء الحديدة لهذا الغرض في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم.
لكن الأكثر إثارة للقلق هو أن الحوثيين يستعدون بوضوح لمواصلة الصراع، وكما أشار تقرير سابق لمعهد الشرق الأوسط، بعنوان "من جانب واحد وغير مكتمل، عقبات تنفيذ الهدنة اليمنية مع اقتراب تمديد الموعد النهائي"، من بين 1700 انتهاك للهدنة أبلغ عنها حتى الآن مرصد الهدنة اليمني، فإن حوالي 93٪ منها تُعزى إلى الحوثيين، بما في ذلك الهجمات الصاروخية وبالطائرات المسيرة على أهداف مدنية في تعز ومناطق الصراع الأخرى.
كما يزيد الحوثيون من جهود التجنيد، حتى باستخدام "المعسكرات الصيفية" في المناطق الخاضعة لسيطرتهم لتجنيد الأطفال. وقد نقلت صحيفة الغارديان عن محقق محلي في مجال حقوق الإنسان قوله: "بدلاً من السلام، فإن وقف إطلاق النار هذا هو الوقت الذي يعزز فيه الحوثيون أسلحتهم وهم يواصلون حملة تجنيد مكثفة. هناك أعداد متزايدة من شحنات الأسلحة القادمة من إيران إلى ميناء الحديدة".
واختتم فيرستاين المقال بالقول: "يجب الترحيب بأي إجراءات تحمي الأرواح وتعزز إمكانية السلام في اليمن، واتفاق وقف إطلاق النار هذا ليس استثناء، لكن يبقى الواقع، كما هو الحال منذ بداية الصراع، أن القتال لن ينتهي إلى نتيجة مستدامة حتى يتم ممارسة ضغوط مجدية على الحوثيين لحرمانهم من تحقيق نصر عسكري وإجبارهم على قبول حل سياسي للحرب التي شنوها في عام 2014".
أخبار ذات صلة
الأحد, 07 أغسطس, 2022
الهدنة الأممية في اليمن بين تمديدين.. البحث عن السلام أم مصالح المجتمع الدولي والتحالف والميليشيات؟
الخميس, 04 أغسطس, 2022
المونيتور الأمريكي: برغم تجديد هدنة اليمن.. لايزال السلام الدائم بعيد المنال (ترجمة خاصة)
السبت, 23 يوليو, 2022
مجلة أمريكية: تردد الحوثيين في المضي نحو السلام في اليمن ربما يكون مرتبط بأجندات إيران