خلصت دراسة حديثة، إلى أن الحوار الإيراني ـ السعودي فيما يخص الأزمة اليمنية في حال توصل الطرفان إلى تفاهمات سياسية أو اتفاقيات أمنية لن يحل قضايا اليمن بشكل عادل نظراً لتعقيدات الصراع.
وأوضحت الورقة الصادرة عن مركز المخا للدراسات الإستراتيجية وحملت عنوان (سياقات التقارب الإقليمي والأزمة اليمنية)، أن هذه التَّفاهمات إن وصلت إلى نتيجة لن تصب سوى في صالح سياسة البلدين بالمقام الأول.
وأضافت: "سوف تكون جماعة الحوثي المستفيد الأكبر من هذا التقارب؛ لأنها سوف تدخل في تهدئة مع السعودية، ومن ثم سوف تتفرغ لمهاجمة خصومها السياسيين في الداخل".
وأشارت إلى هذا الحوار لن يحل قضايا اليمن بشكل عادل، نظرًا للتعقيدات السياسية والعسكرية والاجتماعية، وقد تكون نتائج التسوية بين طهران والرياض شبيهة بنتائج التسوية التي تمت بين الثُّوار الجمهوريين وبقايا الملكية الزيدية في مطلع سبعينيات القرن الماضي، وفي هذه الحالة فهذا يعني تكرار أخطاء الماضي.
وخصلت إلى أن أيًّا كانت نتائج هذا الحوار، فإن جوهره مؤشر على اعتراف السعودية بالدور المتنامي لطهران في المنطقة عمومًا؛ وهذا يجعل الأزمة اليمنية تبقى رهينة للصراعات بين الأطراف الإقليمية، ويدفع إلى تنامي دور طهران بشكل كبير ما لم يحدث أيُّ فارق عسكري على الساحة اليمنية، لصالح طرف الحكومة الشرعية.
وتفترض الورقة أن التقارب السياسي الإقليمي غير كافٍ لوقف الحرب في اليمن، ما لم يكن هناك رؤية تكاملية بين أنظمة الإقليم لتحقيق السلام في اليمن؛ خصوصًا وأن الصراع أصبح هجينًا تتداخل فيه القوى المحلية والإقليمية المتناقضة أيديولوجيا وسياسيًّا، ممَّا جعل الأزمة اليمنيَّة تراوح مكانها.
وأجرت طهران والرياض أربع جولات من المحادثات في العراق خلال الأشهر الماضية.
ومطلع فبراير الماضي، أكد السفير الإيراني لدى العراق إيرَج مسجدي أن الجولة الخامسة من المفاوضات الإيرانية السعودية ستعقد قريباً في بغداد.
والخميس قال ولي العهد السعودي في مقابلة مع مجلة «ذي أتلانتيك» الأميركية: "الإيرانيون جيراننا وليس بإمكاننا التخلص منهم وليس بإمكانهم التخلص منا لذلك فمن الأفضل أن نحل الأمور وأن نبحث عن سُبل لنتمكن من التعايش... قمنا خلال 4 أشهر بمناقشات وسنستمر في تفاصيل المناقشات، وآمل أن نصل إلى موقف جيد للبلدين".
وتعتبر السعودية وإيران القوَّتان الأبرز تدخُّلًا في اليمن، وقد ولَّد هذا التدخل ديناميَّات التَّوتُّر والتَّنافس؛ إذ تسعى إيران للتَّمدُّد في المنطقة على حساب السعودية وباقي دول المنطقة، في حين تسعى السعودية لحماية أمنها القومي ومصالحها الإستراتيجية، باعتبار اليمن يقع في حدودها الجنوبية؛ والوجود الإيراني في اليمن يضرّ بمصالحها.
مركز المخا للدراسات+ يمن شباب نت