كشفت مصادر دبلوماسية، عن وساطة مصرية بين المملكة العربية السعودية من جهة وميلشيات الحوثي وإيران، من جهة أخرى، في ظل تنسيق وتقارب القاهرة والرياض في عدد من الملفات في المنطقة والتي تمثل أهمية للجانبين.
وأمس الخميس، أنهت لجنة المتابعة والتشاور السياسي بين مصر والسعودية اجتماعاتها في القاهرة، برئاسة وزيريّ الخارجية المصري سامح شكري، والسعودي فيصل بن فرحان، ويأتي اجتماع اللجنة المشتركة بعد أيام قليلة من تدشين آلية التشاور بين مصر ودول مجلس التعاون الخليجي بالرياض مؤخراً.
ونقلت صحيفة "العربي الجديد"، عن مصدر دبلوماسي مصري "إن القاهرة تقوم بتحركات مكثفة خلال الفترة الراهنة على صعيد الأزمة اليمنية في محاولة لتقديم يد العون للسعودية" لافتا "أن الفترة الحالية تشهد تقارباً وتنسيقاً مصرياً سعودياً واسعاً بشأن عدد من الملفات التي تمثل أهمية بالغة للجانبين".
وأضاف المصدر "أن القاهرة ترعى وساطة منفصلة بين السعودية من جهة، وجماعة الحوثيين، والسعودية وإيران من جهة أخرى"، مشيراً إلى أن الفترة الأخيرة شهدت قدوم وفود من كافة الأطراف اليمنية الفاعلة إلى القاهرة، حيث تم تبادل وجهات النظر بشأن التوصل لحل ينهي الأزمة.
من جانبه، قال مصدر خاص إن مسؤولين إيرانيين زاروا القاهرة مؤخراً، حيث تم بحث تقريب وجهات النظر بين الرياض وطهران، في محاولة لتبريد أزمات المملكة في الوقت الراهن.
وأوضح المصدر أن الفترة القادمة ستشهد مزيداً من الدعم الاقتصادي من جانب الرياض للقاهرة، مشيراً إلى أن أحد الصناديق الاستثمارية السعودية سيوسع حجم استثماراته في مصر خلال الفترة القادمة عبر مجموعة من المشروعات الكبرى التي ينوي الاستحواذ عليها.
في غضون ذلك، قالت وزارة الخارجية المصرية إن اجتماعات لجنة المتابعة والتشاور السياسي بين مصر والمملكة العربية السعودية، التي جرت في القاهرة اليوم بمشاركة وزيري الخارجية سامح شكري، ونظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، "أظهرت توافق وجهات نظر ورؤى البلدين إزاء العديد من القضايا والأزمات التي تمر بها المنطقة والعالم، بشكل أكد على عمق العلاقات الاستراتيجية التي تربطهما، واتفاق إرادتهما السياسية الجادة في تحقيق الاستقرار في المنطقة".
وبحسب بيان صادر عن الخارجية المصرية، "ناقش الجانبان الأوضاع في المنطقة، واتفقا على أهمية استمرار تنسيق جهودهما من أجل دعم الدول الوطنية وأمن شعوب المنطقة واستقرارها، وأكدا في هذا الصدد على أهمية العمل العربي المشترك، ودور جامعة الدول العربية في إطار تدعيم آليات العمل العربي المشترك وفي حل أزمات المنطقة، وفق القرارات الدولية ذات الصلة ووفق مبادئ القانون الدولي".
كما شدد الجانبان على أن الأمن العربي "كلٌ لا يتجزأ، وعلى أهمية العمل العربي المشترك والتضامن العربي الكامل للحفاظ على الأمن القومي العربي، بما لدى دوله من قدرات وإمكانات تؤهلها للاضطلاع بهذه المسؤولية، مشيرًين إلى أن الأمر يمثل مسؤولية تقع على عاتق كل الدول العربية، وتضطلع بها كل من مصر والمملكة العربية السعودية في إطار عملهما المستمر لدعم أمن واستقرار المنطقة".
اتفقت مصر والسعودية، الخميس، على التصدي لأية محاولات مساس بأمن وسلامة الملاحة في الخليج العربي وباب المندب والبحر الأحمر، وأدان البلدان "محاولات المساس بأمن وسلامة الملاحة في الخليج العربي ومضيق باب المندب والبحر الأحمر، وأكدا على أهمية ضمان حرية الملاحة، وضرورة التصدي لأية محاولات تمثل تهديداً للأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين".
المصدر: العربي الجديد
أخبار ذات صلة
الخميس, 16 ديسمبر, 2021
مصر والسعودية تتفقان على التصدي لأي مساس بأمن الملاحة البحرية في البحر الأحمر