شهدت العاصمة المؤقتة عدن (جنوب اليمن)، مساء الإثنين، احتجاجات غاضبة، ضد ميلشيات المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيًا، وتنديداً بتردي الخدمات، وانقطاع الكهرباء.
وحسب ناشطون على وسائل التواصل، فقد شهد حي كريتر، مظاهرات احتجاجية، نفذها العشرات من أبناء عدن؛ احتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي، وتردي الخدمات، وارتفاع أسعار الوقود والاتصالات.
وردد المحتجون هتافات وشعارات مناوئة للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيًا، احتجاجا على استمرار انقطاع التيار الكهربائي، وعدم قدرة السلطة المحلية التي يديرها الانتقالي على معالجتها.
وأحرق المتظاهرون إطارات، وقاموا بقطع الشوارع تنديدًا بتدهور الأحوال المعيشية للمواطنين، في ظل انهيار العملة، وعدم قدرة الجهات المختصة على وضع الحلول المناسبة لها.
وتداول ناشطون فيديوهات للمتظاهرين الغاضبين وهم يهتفون "برع برع يا انتقالي"، في شعار موجه ضد ميلشيات الانتقالي المدعومة من الامارات، والتي تفرض سيطرتها على مدينة عدن.
وقال شهود عيان "أن بعض التجمعات الاحتجاجية تعرضت لإطلاق نار من قبل ميلشيات الانتقالي"، ونشر ناشطون فيديو تأكيدا على ذلك، لكن لم ترد اي معلومات عن ضحايا.
وتأتي هذه المظاهرات بالتزامن مع مظاهرات أخرى شهدتها مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، شرقي البلاد، حيث أقدم محتجون على إغلاق محال تجارية والشوارع تنديدا بتردي الخدمات، وانقطاع التيار الكهربائي.
سخط عارم
وقال الناشط السياسي خالد الشودري "منذ سيطرة الانتقالي على عدن واختطف قرارها وصادر مقدراتها وايراداتها لحسابات خاصة بقياداته ومدينة عدن تعيش في وضع متردي وتدهور بالخدمات الاساسية والضرورية".
وأضاف في - سلسلة تغريدات على حسابه في تويتر - من يحكم عدن اليوم ويسيطر على كل المفاصل فيها هو من يتحمل المسؤولية، ومن رفض تتفيد اتفاق الرياض وظل سلطة امر واقع في عدن هو المسؤول عن الوضع المتردي الذي وصلت اليه".
وأشار "أن الانتقالي في مدينة عدن يواجه سخط عارم من الناس الذين اكتووا بفشل وفساد وأجندة قياداته التي تقتات على اوجاع ابناء عدن وتجمع الاموال الضخمة على حساب المواطنين".
ولفت الناشط الشودري "أن الانتقالي فشل بإدارة عدن والايفاء بالوعود التي قطعها لأبناء مدينة عدن بتوفير الكهرباء والماء والصحة وكل المتطلبات الحياتية والمعيشية لكن ما حصل هو العكس تماما، عدن من سيء الى اسوء".
وأوضح "عشرات المليارات يجبيها المجلس الانتقالي من ايرادات وعائدات مدين عدن الى حساباته الخاصة"، وتسائل قائلا: "أين تذهب هذه الأموال؟ ولماذا لا تستخدم في معالجة الأوضاع بمدينة عدن كما كان يصرح ويعد المجلس الانتقالي".
تعثر اتفاق الرياض
ومنذ أغسطس 2019 تسيطر ميلشيات الانتقالي – كسلطة أمر واقع – على العاصمة المؤقتة عدن، بعد معارك خاضتها مع الحكومة الشرعية انتهت بمغادرتها العاصمة المؤقتة، وعادت لفترة محدودة مطلع العام الجاري، عقب اعلان آليات جديدة لتنفيذ اتفاق الرياض الذي تم في نوفمبر 2019.
ومازالت ميلشيات الانتقالي تسيطر على كافة مؤسسات الدولة وترفض تطبيق الشق الأمني والعسكري من اتفاق الرياض، والسماح للحكومة الشرعية بالعودة الى مدينة عدن لممارسة مهامها، واتخذ الانتقالي خلال الأشهر الماضية عدد من القرارات الغير قانونية في تعيين مسؤولين في مؤسسات حكومية بعدن.
ويرفض الانتقالي تحمل مسؤوليته تجاه المواطنين في عدن رغم سيطرته على جميع المؤسسات، في حين يحمل الحكومة المسؤولية عن تدهور الأوضاع والخدمات، في الوقت الذي يرفض عودتها الى العاصمة المؤقتة عدن لممارسة مهامها، وسحب الميلشيات من المقار الأمنية والمؤسسات الحكومية، وتنفيذ الشق الأمني والعسكري من اتفاق الرياض المتعثر.
وخلال الأشهر الماضية تدهور سعر الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية بشكل قياسي حيث وصل سعر الدولار 1100 ريال يمني، في ظل عجز حكومي في اتخاذ إجراءات تعافي لهذا الانهيار، من ضمنها عدم قدرة الحكومة على السيطرة على الإيرادات في المحافظات التي يسيطر عليها الانتقالي، وعدم قدرتها على العمل من داخل البلاد بسبب رفض الانتقالي.