أعلنت قوى سياسية في جنوبي اليمن، رفضها دعوة المجلسَ الانتقالي المدعوم إماراتيا للحوار، واصفة إياها بغير الجادة والمشبوهة والهادفة إلى تكريس التبعية للخارج وفرض سياسة الاستقطاب.
وقال المؤتمر الشعبي العام الجنوبي في بيان، إنه"يرفض دعوات الحوار غير الجادة والمشبوهة التي يطلقها مكون الانتقالي بين الحين والآخر والتي يهدف من خلالها إلى تكريس ثقافة التابع والمتبوع وفرض سياسة الاستقطاب في مواجهة القوى الأخرى".
وأضاف البيان: "لقد كان الأجدر بالانتقالي قبل الذهاب إلى تشكيل اللجان وإطلاق الدعوات المتكررة وغير الجادة أن يعمل على إرسال رسائل إيجابية من الواقع على الأرض بأن يتخلى عن ثقافة المناطقية والقروية التي يمارسها في كل حركاته وسكناته".
كما أشار إلى أنه من الأجدى أن "يصحح الأوضاع المختلة التي حولت محافظة عدن ومحيطها إلى أطلال وجعلت من أهلها دروعاً بشرية تتستر خلفها أطماع وأحلام بعض شخوص الانتقالي الحاملين لمشاريع إقليمية لا تمت للجنوب وقضيته بصلة".
وأكد البيان أن "المؤتمر الشعبي العام الذي ينطلق في نضاله من الإرث الوطني التراكمي لا يمكن له أن يكون طرفاً في أي حوارات تديرها مشاريع خارجية وتفتقد إلى أبسط مقومات الاستقلالية وتهيمن عليها سطوة التدخل الخارجي ".
ولفت إلى ان المؤتمر الذي يرفض رفضاً قاطعاً الإرتهان للخارج، سيستمر محافظاً على تضحيات أبناء الجنوب اليمني ولا يمكن له المشاركة في الإساءة إليها من خلال دعم الدعوات المشبوهة وغير الجادة .
وتابع:"إننا في المؤتمر نرحب بأي حوار جنوبي جنوبي بل إننا عملنا ومازلنا نعمل على إنجاز خطوات حوار جنوبي توافقي يحفظ لكل القوى الفاعلة حق المشاركة ويتجاوز حالات ممارسة القوامة على الحوار التي يبالغ الانتقالي في التمسك بها".
كما أكد أن لا نجاح لأي حوار إلا من خلال طاولة مستديرة تتسع للكل ويتساوى فيها الجميع يسبقها التراجع عن كل الشطحات والقرارات والخطوات التي مارسها الانتقالي على الأرض والتي طغت عليها الاعراض المناطقية المقيتة.
ودعا البيان كافة القوى والمكونات السياسية الجنوبية الى توخي الحرص وتحري المصلحة الجنوبية قبل القبول بمثل هذه الدعوات التي قال إنها" تظهر الإقرار بكل ممارسات الانتقالي الغير وطنية والمسيئة لعدالة القضية الجنوبية والمُفرّطة بالسيادة الوطنية والمساومة بالقضايا المحورية للأمة العربية والإسلامية". على حد تعبيره.
من جانبه قال مكون مؤتمر شعب الجنوب في بيان: "نحن مع المصالحة الوطنية التي يتفق ويجمع عليها كل شركاء الوطن دون تهميش أو اقصاء لأصحاب القرار الوطني المستقل عن الولاء والتبعية لأي دولة من دول الاقليم الطامعة والمسؤولة على الدمار والقتل والتشتت والمعاناة (...)".
وأضاف البيان، "إننا مع أي دعوة للاتفاق الوطني الجنوبي والمصالحة الوطنية على أساس أن تكون هذه الدعوة منطلقة من منطلق وطني أولا ومن يتبناها ويدعمها طرف دولي واممي محايد، لم يكون جزء من هذه الحرب والدمار والقتل والنهب والاستعباد والهيمنة التي تمارسها دول الاقليم في اليمن".
وشدد أن أي دعوة وراءها أي دولة من دول الاقليم الطامعة والمدمرة لشعبنا والمسؤولة عن معاناته مباشرة أو عبر ادواتها الرخيصة لن تكون مقبولة من قبلنا أو من قبل شعبنا الحر الجبار.
ولفت إلى أنه يجب أن تكون هذه الدعوات معبرة عن المصلحة الحقيقية لشعب الجنوب وقضيته وليس وفق مصلحة دولة من دول الاقليم أو ادواتها المسؤولة عن ما يعانيه شعبنا.
واعتبر مؤتمر شعب الجنوب، أن هذه الدعوات الهدف منها فقط تثبيت مصالح الطامعين وأدواتهم وتغطية جرائمهم وما مارسوه ضد شعبنا، هدفهم فقط شرعنه سياستهم الاقصائية وقطع الطريق أمام أي دعوات وطنية حرة وصادقة بعيدة عن المصالح والتبعيات للدول الطامعة.
وتابع البيان: "لن نقبل أن نكون تابعين او قابلين لأي دعوة يتقدم بها أو يتبناها طرف من أطراف الحرب والمأساة في الجنوب، إقليمي كان أو محلي او من أتباعهم".
ولفت إلى أن للوصول إلى المصالحة، يجب العمل مع كل الوطنيين المخلصين الاحرار على أن نعمل أولا دراسة تحليلية تقيم دور الاطراف الإقليمية والتابعة لها محليا تحدد مدى مسؤولية هذا الطرف او ذلك عن كل ما يدور ودار في الجنوب من عبث ونهب وسيطرة ودمار على كل المستويات منذ عام 2015م.