دعا رئيس مجلس النواب اليمني سلطان البركاني، الإثنين، أبناء المهرة إلى الحفاظ على محافظتهم وعدم التفريط بها أو السماح لجرها للصرعات، مؤكدا أن أهداف ميليشيات الحوثي أبعد من اليمن بكثير ولا تعترف بالحدود بين الشمال والجنوب.
جاء ذلك في كلمة له، خلال ترأسه لقاء موسعا ضم قيادات السلطة المحلية والأعيان وقيادات الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني في محافظة المهرة شرقي اليمن، وفقا لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ".
وقال البركاني إن "المهرة تجسد الوجه المشرق لليمن والصورة المثالية للمخلصين والصادقين من الرجال الذين لم يفرطوا بالوطن وأمنه واستقراره".
وأضاف، أن موضوع التنمية والخدمات وقضايا المهرة نحن جاهزين لذلك وسنطلب من المحافظ أن يقدم تقرير حول ذلك، وسوف ننقله إلى القيادة السياسية لان المهرة تستحق أن تعطى حقها في الجانب المالي والسياسي وحقها في الاهتمام.
واستدرك: "المهرة أعطتنا صورة رائعة جدًا وأعطت لليمن ولجيراننا في الخليج صورة مثالية لليمنيين المخلصين الصادقين وللرجال الأوفياء المنتمين إلى أوطانهم الذين لم يفرطوا بتراب اليمن ولا سيادته ولا أمنه واستقراره".
وتابع: "في حالة حرب على مدى سبع سنوات، سبع سنوات عجاف، وإن شاء الله نبدأ العام الذي فيه يغاث الناس، وإن شاء الله نسمع في الأسابيع القادمة انفراجات".
وأشار إلى أن الحوثي أغلق كل ابواب السلام وسد جميع المنافذ فلا الوساطة الدولية ولا المبادرة السعودية التي أطلقوها الأشقاء في المملكة بكل عز واقتدار.
ولفت إلى أن الظروف القاهرة والصعبة والتي تحتاج من الجميع إلى صبر وتحمل، والى وضع الحلول والمعالجات الجادة والصادقة من أجل الخروج من هذه الأزمة الكارثية التي دخلت كل بيت. لم تبقي أحداً إلا ونالت منه الأوضاع الاقتصادية، ودائمًا تكون هي المحك لأي حكومات ولأي أنظمة.
وقال رئيس مجلس النواب: "نعم أنتم في المهرة أمامكم الوضع الاقتصادي فقط أما غيركم في المحافظات الأخرى أمامهم حالات القهر والاذلال والدماء وفقدان الأمن وفقدان التعايش وفقدان الحريات".
وأضاف مخاطبا الحضور:" لا تعلمون او ربما تكون الحالة عندكم ضبابية فيما يعانيه كل أبناء اليمن الذين يعيشون تحت رحمة الحوثي وفي مناطق سيطرتهم، فالمعاناة شديدة لكن علينا أن ننهض وان نصبر".
وتابع: "المهرة اولاً مسؤوليتكم انظروا ماذا موجود في المهرة أبناء اليمن جميعاً وجميعهم يجدون لكم الشكر والتقدير والثناء، وجميعهم لم يمارسوا جرائم ولم يمارسوا عبثاً".
ولفت إلى أن القاعة فيها من كل المحافظات تقريبا والعسكريين الموجودين بيننا لم يكونوا من المهرة، هم من محافظات مختلفة، المدينة هي تشكيلة من البشر في كل مديرية، من مديريات المهرة موجودين من المحافظات الأخرى.
وأشار البركاني إلى أن "المهرة هي اليمن اليوم هي التي تمثل القلب النابض لليمن والتي تمثل الصورة النقية للتعايش والأخوة والمروة، فمرؤتكم جعلتكم تستقبلون كل رجال اليمن ونسائه بكل ترحاب واحترام وتقدير وتفتحون لهم القلوب والعقول وتفتحون لهم البيوت والأرض والمزارع ليعملوا بها وليسكنوا بكل أمناً وأمان".
وقال:"أتينا إلى هذه المحافظة ولن نغادرها دون عودة سنعود إليها وستعود كل هيئات الدولة، لأنها تستحق كل ذلك، نحن سنظل في مواجهة مسلحة مع عصابة متمردة لا تؤمن إلا بالعنف ولا تؤمن إلا بلغة الموت رافعين شعار الموت، وكانوا يخدعون الأخرين بشعار الموت لأمريكا والموت لإسرائيل، ولم يقتلوا أحدًا منهم وإنما قتلوا عشرات الآلاف من اليمنيين. كذبوا في كل شيء".
وأضاف: "ليس لدينا أفق للسلام على الإطلاق لا أستطيع أن أقول بعد شهرين او سنة او سنتين سوف نتوصل إلى سلام، لأن السلام ليس بأيدينا وإنما بيد أولئك الذين رفعوا البندقية والمدفع والدبابة واعتبروا انها وسيلتهم للسيطرة على اليمن والخليج أيضا".
ونوه البركاني، الى أن لدى المليشيات الحوثية أهداف أبعد من اليمن بكثير، والبعض يهلهل ويعتقد أن سقوط مأرب لا يعنيهم، لكن مأرب تعني لنا الكثير والحوثي لا يعترف بالحدود بين الشمال والجنوب ولا يعتقد بأن يكون محصور في محافظات معينة.
وأشار إلى أن الحوثي يعتقد بأن الله بعثه من السماء ليحكم اليمن كل اليمن والعالم العربي كله، لذلك المخاطر كبيرة جدا علينا كيمنيين أينما كنا في صنعاء في تعز في مأرب في حضرموت في المهرة في عدن في اب في الحديدة وفي كل محافظات الجمهورية.
وشدد على أنه اذا تمكن الحوثي من إسقاط مأرب فنحن جميعًا في مهب الريح لكننا نثق بأولئك الأبطال الذين يستحقون منا ان نوجه لهم التحية والتقدير على ما يقدمونه من دماء يجيدون بدمائهم من أجل اليمن والحفاظ عليها وإسقاط هذا المشروع الكهنوتي الظالم.
وقال البركاني "حقيقةً سيأخذنا الوضع الاقتصادي لأنه اليوم القضية الرئيسية، ومعنا الخطرين الداهمين الخطر العسكري للحوثيين والخطر الاقتصادي مع بعض وبالتساوي".
وأضاف، "نحن امام هذه الكارثتين كحكومة وكسلطة وكنظام على المحك، وأنا على ثقة بأن الأسابيع القادمة سيكون هناك حلول وأن الهيئات القيادية العليا ستكون مجتمعة على الوصول الى حلول جذرية لهذه المشكلة التي أرقت الناس، كما هو الوضع القائم داخل كل بيت ولا يحتاج أن نقول المصيبة بالمهرة فقط والمتعافي اليمن ككل.
واستدرك: "المهرة ستنعم بالأمن والاستقرار والسلام والتعايش ويميزها ويرفع مكانتها، وقبل أن أختتم حديثي أدعوكم دعوة اخ مخلص أن تحافظوا على ما أنتم عليه، وان لا تفرطوا فيه وأن لا تقبلوا بان تتفرق أيدي سبأ وأن لا تضعوا المهرة موضع صراع وخلاف".
وأشار إلى أنه سيحمل كل الهموم والطموحات والآلام التي تعيشها المهرة والمتطلبات،" سأحملها معي وستكون معي وتستحقون من سلطة الدولة "ن تقف أمام متطلباتكم الضرورية والحتمية ومعالجتها بشكل عاجل".
وأعرب رئيس البرلمان عن تقديره للظروف الصعبة لأبناء القوات المسلحة، وشدد "على رجال الامن أن يتحملوا من أجل أمن واستقرار المهرة وهم أكثر الناس تضررا، لكنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وندعوهم إلى المزيد".