أفادت مصادر محلية في محافظة إب (وسط اليمن) بأن مليشيات الحوثي الانقلابية، أقدمت قبل أيام على تهريب المتهمين بارتكاب جريمة الاعتداء بالضرب على المواطنة ختام العشاري في منزلها في مديرية العدين والتسبب في وفاتها.
والمتهم الرئيس في الجريمة هو مدير أمن العدين المعيّن من الحوثيين "أبو بشار الشبيبي" وهو مشرف أمني للجماعة وليس له صله بالسلك العسكري أو الأمني قبل تعيينه في منصبه، ويُتهم بارتكاب جرائم وانتهاكات واسعة ضد المدنيين.
ونقلت "الشرق الأوسط" عن مصادر محلية القول، "إن مليشيات الحوثي سارعت عقب ارتكاب جريمة القتل بامتصاص غضب الشارع بتشكيل لجنة تحقيق وصفتها بـ "الشكلية"، أعقبه توقيف آخر شكلي للجناة، لينتهي الأمر بتهريبهم بطريقة سرية إلى مناطق خارج المحافظة بغية تمييع القضية."
على صعيد متصل، تحدث سكان محليون بمدينة العدين أن المليشيات نفذت على مدى الأيام القليلة الماضية حملات اختطاف واسعة طالت شباناً وناشطين في المدينة بحجة إدانتهم واستنكارهم لجريمة مقتل المواطنة العشاري على يد مسلحي الجماعة.
وقال السكان "إن العشرات من الشبان والناشطين في المدينة الذين تضامنوا مع أسرة العشاري لاحقتهم الجماعة، واعتقلت منهم 15 شخصاً، بينهم مختار قاسم المجيدي وسليمان عبد الله الأهنومي ومحمود الزهيري وغيرهم"، حسب الصحيفة.
وأضافوا أن الجماعة أرسلت حينها عربتين، على متنهما مسلحون لاختطاف المجيدي والأهنومي والزهيري من منازلهم، ومن ثم نقلهم إلى سجون خاصة بها في مركز المحافظة.
وأشاروا إلى أن الميليشيات اعتبرت أي تضامن أو إدانة للجريمة تقويضاً للأمن والاستقرار، حد زعمها.
في الأثناء تواصل المليشيات الحوثية اختطاف الناشط الإعلامي مراد البنا، بتهمة نشر خبر الجريمة في مواقع التواصل الاجتماعي.
ومنذ تأريخ الجريمةعمدت المليشيات إلى ممارسة الضغوط و إجبار عدداً من الشهود على تغيير أقوالهم المدونة سابقاً في محاضر الاستدلالات ضمن سعيها إلى طمس القضية، وسط تشكيك من أسرة المجني عليها في إجراءات التحقيق الذي تجريه الميليشيات في قضية مقتلها.
وفي وقت سابق أبدى أحمد العشاري شقيق الضحية، مخاوفه من تمييع القضية عبر الضغوط الكبيرة التي يتعرض لها الزوج والأب والأسرة من قبل قيادات في الميليشيا منذ الحادثة.
وقال العشاري، في بيان على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إنه "غير متفائل بتقرير الطبيب الشرعي، ويخشى من محاولات التلاعب وطمس الحقائق"، وعزا ذلك لمآلات حوادث كثيرة مماثلة.
وأكد أن التقرير الطبي أفاد بأن شقيقته أصيبت بـ"تورم متنامٍ في منطقة الرقبة مع تنمل في الأطراف" أدى إلى وفاتها نتيجة الاعتداء والضرب، محذراً من أي تلاعب في إجراءات التحقيق.
ومع نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قضت المواطنة ختام العشاري (25 عاماً) متأثرة بالاعتداء عليها بالضرب المبرح بأيدي عناصر ميليشيات الحوثي في مديرية العدين غرب محافظة إب.
وقال والدها إن عناصر من أمن مليشيات الحوثي في العدين، بقيادة مشرفها المدعو أبو بشار الشبيبي، اقتحموا منزلها فجراً للبحث عن زوجها، وعندما لم يعثروا عليه اعتدوا عليها وأطفالها الأربعة بالضرب الشديد، قبل أن يتم نقلها إلى المستشفى لتفارق الحياة هناك.