تقترب قوات الجيش والمقاومة الشعبية في تعز كثيرا من فك الحصار المفروض عليها من قبل مليشيات الحوثي وصالح في الجهة الغربية، بعد سيطرتها على مواقع المليشيات هناك، ولم يتبق سوى سيطرتها على جبل هان المطل على الطريق لتأمينه.
وقال العقيد ركن منصور الحساني، الناطق باسم المجلس الأعلى للمقاومة، إن طريق الضباب غرب المدينة سيفتح مجددا بعد تطهيره من الألغام التي زرعته المليشيات خلال الساعات القادمة.
ويعد هذا الطريق شريان الحياة لسكان المدينة للدخول والخروج وإدخال المواد الغذائية والدوائية لكن سيطرة المليشيات عليه أحال حياتهم إلى جحيم بعد أن أغلقته أغلب الوقت ولم تكن تسمح بالعبور منه إلا بساعات محددة في النهار.
وبسيطرة قوات الجيش والمقاومة على منطقة المناشير وتلة غراب، التي كانت المليشيات تفرض فيها نقطة تفتيش للتحكم بمصير الناس، أصبح الطريق مؤمنا والحصار منتهي عمليا، ولم ينبق سوى تأمينه باستعادة المواقع المطلة عليه ومنها جبل هان.
وسبق أن سيطرت المقاومة والجيش على هذه المنطقة في مارس الماضي لكن ضعف امكانياتها العسكرية أجبرها على الانسحاب منها عقب عمليات عسكرية مكثفة للمليشيات انتهت بالسيطرة عليها.
وفي تقريره للشهر الماضي، أكد ائتلاف الإغاثة الإنسانية بالمحافظة أن خدمات المياه والكهرباء والنظافة لا تزال منقطعة عن المدينة، إلى جانب انعدام معظم الخدمات الصحية والأدوية، في ظل الحصار الخانق الذي لازال مفروضاً على مداخل المدينة من قبل مسلحي الحوثي وصالح الذين يتمركزون في أطراف المدينة.
وأوضح الائتلاف بأن اجمالي تكلفة الاحتياج الشهري لتلبية متطلبات المحافظة في مجال الصحة والبيئة تصل إلى أكثر من 82 مليون دولار، كما تحتاج الأسر النازحة إلى توفير 50ألف سلة غذائية شهرياً، وتوفير 100ألف سلة غذائية شهرياً للأسر المنكوبة والمتضررة.
وفي مجال الايواء، قال الائتلاف إن مشكلة النازحين في المحافظة تحتاج إلى توفير 25 مركز ايواء، لتخفف من معاناة (16500) فرد، و (29858) أسرة نازحة ومستضيفة، كما أن اثنين مليون نسمة يحتاجون لتأمين مياه الشرب والاستخدام بحسب معايير (أسفير العالمية).
ولتأمين سير الحياة العامة لسكان تعز، فإن المحافظة بحاجة إلى توفير (685800) لتر من مادة الديزل شهرياً، بالإضافة إلى توفير (174600) لتر من مادة البترول شهرياً.
وتعيش محافظة تعز أوضاعا إنسانية بالغة السوء منذ بدء الحرب عليها في 14إبريل من العام الماضي وانتهاءً بالحصار الخانق على مداخلها منذ أكثر من 11 أشهر, ومنع إدخال أي مواد غذائية، استهلاكية، أدوية، أو مستلزمات طبية أو مياه شرب أو حتى اسطوانات أكسجين للجرحى والمرضى في المستشفيات عبر الطرق الرئيسية.