نظمت رابطة أمهات المختطفين، اليوم الأحد، وقفة احتجاجية أمام المفوضية السامية لحقوق الإنسان في صنعاء، وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للإخفاء القسري الذي يصادف الثلاثون من أغسطس من كل عام.
وطالبت الرابطة في بيان لها، بالكشف عن مصير "236" مدنياً مخفيون قسراً، بينهم "90" مخفي قسراً منذ عام 2015م، اختطفوا من بيوتهم ومقار أعمالهم والشوارع العامة وزُج بهم في السجون وأماكن للاحتجاز دون مسوغ قانوني ولم يعرف مصيرهم أو حالتهم الصحية حتى اليوم.
وقال البيان، إنه خلال فترات الإخفاء القسري لم يكن حرمان الضحايا من التواصل بعائلاتهم وعزلهم تماماً عن العالم الخارجي هو الحق الإنساني الوحيد المنتهك، بل تُمارس ضدهم أبشع أساليب التعذيب وامتهان الكرامة الإنسانية، وقد توفي تحت التعذيب "81" مخفي قسراً لم يسمح لعائلاتهم برؤيتهم إلا جثثاً هامدة.
وفي الوقفة رفعت أمهات المختطفين صوتها وصوت المخفيين قسراً في مشهد صامت يكشف عن صور لعدد من المخفيين طال أمد إخفائهم وغيرهم العشرات.
ودعت الأمم المتحدة والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للضغط على الجهات المنتهكة (جماعة الحوثي، المجلس الانتقالي والحكومة الشرعية) لإظهار المخفيين قسراً والكشف عن مصيرهم، خاصة أن المفاوضات وقوائمها قد تضمنت العديد منهم فما الذي يمنع إظهارهم، ولمّ شملهم بعائلاتهم؟!.
كما طالبت مجلس الأمن الدولي لاتخاذ إجراءات عقابية حازمة تجاه مرتكبي جريمة الإخفاء القسري ومن أصدروا الأوامر بارتكابها.
وقال البيان إن المخفيين قسراً يُحتجزون في أماكن احتجاز معرضة للقصف، يجعل ذلك خطراً حقيقياً يهدد حياة وسلامة المخفيين، وتكرار هذا الفعل راح ضحيته العشرات كان من بينهم مخفيون قسراً أظهروا فقط في قوائم القتلى، وأخفي آخرون بعد القصف فلم تعلم عائلاتهم عن مصيرهم شيئاً حتى اليوم.
ونقل عن رحاب (ابنة أحد المخفيين) قولها، إنها خائفة جداً هي وأمها وإخواتها وعائلتها بأسرها من أن يصيب والدها بهذا المرض المنتشر فيروس كورونا، الذي أهلك الكثير من الناس في هذا العالم ووالدها مريض بالسكر والضغط.
وتساءلت بحزن، "لا أدري يا والدي هل تتعالج أم لا؟ هل تستخدم دواءك؟ هل يعتنون بك أم لا؟ هل أنت بصحة جيدة؟".
وأضاف بيان الوقفة أن الآثار النفسية للإخفاء القسري تبقى حاضرة في حياة الضحايا، كالميل للعزلة والانطواء، والخوف الشديد من الأماكن المغلقة، ويشعرون بضياع العمر والعجز.
ويقول سمير(اسم مستعار) وهو أحد المخفيين المفرج عنهم: لم أعد مثل الناس الطبيعيين، أعاني من اضطراب في نومي، أشعر دائماً بالخوف الشديد على أسرتي؛ فقد كان السجانون في فترة إخفائي يهددونني بأطفالي وأسرتي.
في السياق؛ قالت منظمة سام للحقوق والحريات والمركز الأمريكي للعدالة (ACJ)، إن اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري يأتي وقد زاد عدد المختفين قسرياً عما كان عليه في العام الماضي في اليمن. مشيرة إلى البلاد أن تشهد انفلاتاً غير مسبوق وتتسابق أطراف الصراع في البلاد على ارتكاب المزيد من انتهاكات حقوق الإنسان وعلى رأسها الإخفاء القسري.
وقالت المنظمتان في بيان مشترك صدر عنهما اليوم الأحد 30 أغسطس 2020، إن كلاً من مليشيا الحوثي والقوات الإماراتية والسعودية في كلٍ من عدن وحضرموت وجهاز الأمن السياسي التابع للحكومة الشرعية مسئولون عن جرائم إخفاء قسري ممتدة منذ أعوام ماضية، إضافة لحالات جديدة رصدتها منظمة "سام" في سجون المملكة العربية السعودية، منها حالات تم اختطافها من اليمن وآخرون كانوا مقيمين في المملكة قبل اختفائهم، منهم مدنيون وعسكريون.
وأشار البيان إلى أن عدم مصادقة الحكومة اليمنية على "الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري" قد أغرى مختلف أطراف النزاع بممارسة الإخفاء القسري في انتهاك صريح للقانون الدولي الإنساني.
وطالب الحكومة الشرعية بالتوقيع على وجه السرعة على الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري، كما حثت جميع الأطراف للكشف عن الجميع المخفيين قسرا وتقديم معلومات عن حالتهم وأماكن احتجازهم وتمكينهم من حقوقهم القانونية كالتواصل مع ذويهم ومحاميهم والإفراج عنهم أو إحالتهم إلى الجهات القضائية إن كان هناك مسوغ قانوني لذلك.