يستقبل اليمنيون اليوم العالمي للطفل الذي يوافق 20 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، بالتزامن مع دخول فصل الشتاء الذي تتضاعف فيه معاناة النازحين، خاصة من الأطفال في المناطق اليمنية المعروفة بالبرد الشديد شتاء.
ويشكّل البرد تهديدا حقيقياً لآلاف الأطفال من النازحين في المناطق المفتوحة بمحافظتي مأرب والجوف، إذ أصبح المئات من الأطفال هدفاً سهلاً لموجات الصقيع، لاسيما حديثي الولادة، وتتعاظم الخطورة في ظل تواضع الخدمات التي تقدمها المستشفيات في عاصمة المحافظة، وتوقف بعض المنظمات الدولية عن تقديم الدعم للعيادات الحكومية المنتشرة في مديريات المحافظة.
وقال النازح فارس السريحي، إنّ معاناة الأسر النازحة بشكل عام والأطفال منهم على وجه الخصوص، تتزايد مع دخول فصل الشتاء.
وأضاف السريحي لـ"العربي الجديد"، "أن الأطفال في أماكن النزوح بمأرب والجوف بحاجة إلى الملابس التي تقيهم برد الشتاء، بالإضافة إلى الأدوية واللقاحات ضد الأمراض والأوبئة التي تنتشر بشكل مخيف في بعض المناطق". مشيرا إلى أن "مخيمات الأسر النازحة قديماً، "أصبحت مهترئة وربما لا يصمد الأطفال أمام موجة البرد القارس".
ولفت السريحي إلى أن الأسر النازحة في الجوف تحديدا، تعاني من نقص شديد في المواد الإيوائية والإغاثية وبحاجة ماسة إلى مياه الشرب النظيفة وخدمات الرعاية الصحية للأطفال. مطالبا المنظمات الإنسانية الدولية "بالتدخل الفوري وتقديم الملابس والبطانيات وأجهزة التدفئة، بالإضافة إلى الأدوية الخاصة بأمراض الشتاء".
ويفتقر أغلب الأطفال من أبناء الأسر النازحة ممن استقر بهم الحال في شقق سكنية بالإيجار للوسائل التعليمية المصاحبة، وللزي المدرسي، وملابس الشتاء، فأولياء أمورهم يهتمون بالدرجة الأولى بتوفير إيجار المنزل والاحتياجات الأساسية، بحسب السريحي.
"أقسى ما تعانيه الأسر النازحة يتمثل بالحالات المرضية، ومنها حالات الولادة وأمراض الطفولة، أولاً من حيث انعدام العيادات الصحية القريبة، وثانياً انشغال المستشفيات الرئيسية بجرحى الحرب والحالات الحرجة من المواطنين، وثالثاً لعدم وجود منظمات إنسانية تتكفل بعلاج مثل هذه الحالات".
ولفت إلى أن أغلب أولياء الأسر النازحة، "لا يجدون عملاً، فيما الموظفون منهم لا يحصلون على مرتباتهم، واضطر العديد منهم للالتحاق بالجيش، إلا أن الجيش بلا مرتبات منذ بداية العام".
إلى ذلك، أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، أمس الثلاثاء، بأنّ هناك أكثر من 12 مليون طفل في اليمن، بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
وأضافت المنظمة في بيان أصدرته ممثلة اليونيسف في اليمن، سارة بيسولونيانتي، بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الطفل، أن "استمرار النزاع الدامي وما ترتب عليه من أزمة اقتصادية، أدى إلى وضع أنظمة الخدمات الاجتماعية الأساسية في عموم البلاد، على حافة الانهيار، والتي يترتب عليها عواقب بعيدة المدى على الأطفال".
وفي تقرير سابق، قالت المنظمة إن عدد الأطفال النازحين في اليمن حوالي 2 مليون طفل. مشيرة إلى أن حوالي 2 مليون طفل يمني يعانون من سوء التغذية الشديد، 360 ألفا منهم عمرهم أقل من خمس سنوات.
العربي الجديد
أخبار ذات صلة
الثلاثاء, 29 أكتوبر, 2019
أطباء بلا حدود تستعد لفتح مكتبها في مأرب لتقديم خدماتها للمجتمع والنازحين
الثلاثاء, 25 يونيو, 2019
الحكومة تقول إنها تولي قضايا النازحين إهتماماً كبيرا ولا تألو جهدا لمعالجتها
الثلاثاء, 11 يونيو, 2019
زيادة الإصابة بالكوليرا تلاحق الجوعى والنازحين في اليمن