تحت عنوان “الرياض تواجه نكسة في جنوب اليمن”، كتب المحلل السابق في المخابرات الأمريكية، الزميل في معهد بروكينغز، بروس ريدل، تحليلا نشره موقع “المونيتور”، قال فيه إن انتصار الانفصاليين الجنوبيين في اليمن يعتبر إهانة جديدة ونكسة لجهود الحرب السعودية وقائدها ولي العهد محمد بن سلمان. فقد خسرت حكومة عبد ربه منصور هادي المدعومة من الرياض عاصمتها، مما يضعف من شرعيتها أكثر.
وأضاف ريدل أن الإمارات العربية المتحدة، الحليفة الأقرب للسعودية، مسؤولة بشكل جزئي عن مكاسب الانفصاليين الجنوبيين. مما يعني أن الحوثيين وإيران هم المنتصرون إستراتيجيا. وقام الإماراتيون ببناء وتقوية الجنوبيين على مدى السنين الماضية. وعندما قامت أبو ظبي بسحب معظم قواتها من الميناء، شعر الانفصاليون بالحرية للتحرك ضد حكومة هادي، واستطاعوا الانتصار بسرعة.
ويقول ريدل، إن السعودية ستحاول تجاوز النزاع داخل التحالف المعادي للحوثيين، إلا أن الضرر قد حصل لحكومة هادي الضعيفة، وكذا التحالف السعودي-الإماراتي.
ويعلق الكاتب على أن الفشل الأخير هو واحد من سلسلة أخطاء إستراتيجية للقيادة السعودية. فالرد الأولي على دخول الحوثيين مدينة صنعاء هي جهود خرقاء من الجو لهزيمتهم، فلم يكن لعملية عاصفة الحزم أي نصيب من اسمها. وكان غياب الأهداف الحقيقية وإستراتيجية الخروج باديا منذ البداية لحلفاء السعودية مثل باكستان وعمان، اللتين قررتا عدم المشاركة في الحرب.
كما كانت إدارة الحرب الضحية الأولى لزعيم لا تجربة له. وانتهت العملية إلى مستنقع بآثار إنسانية كارثية على الشعب اليمني. وتضرر الأطفال تحديدا بسبب فقر التغذية والأمراض التي حرمت الملايين منهم من طفولة طبيعية.
أما الآثار طويلة الأمد على جيل من الحرب فقد بدأت تظهر، ويتحمل السعوديون نصيب الأسد من هذه الكارثة التي حلت بأفقر بلد عربي.
وكان من المفترض أن تدمر الغارات الجوية قدرات الحوثيين الصاروخية في الجولة الأولى من الحرب، إلا أن قدراتهم تطورت وبثبات مع الحرب، وها هم اليوم يستهدفون وبشكل منتظم المدن الحدودية وأحيانا عمق المملكة.
ويقدم الإيرانيون وحزب الله الخبرات بكلفة قليلة، بل وقام الحوثيون أنفسهم بجمع التبرعات لمساعدة حزب الله على تمويل عملياته في سوريا.
*نقلاً عن صحيفة القدس العربي