قال موقع "اكسيوس" الأمريكي، إنه وحتى مع التزام الأطراف المتحاربة في اليمن بعملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة, والتي انطلقت في الأسبوع الماضي، فسيستمر الصراع بتدمير السكان المدنيين..

وأرجع الموقع -في تقرير للباحث في برنامج بيرنشتاين حول سياسة الخليج والطاقة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى "إلانا ديلوزيير " -وترجمه "يمن شباب نت"، السبب إلى الخطر الذي تشكله مئات الآلاف من الألغام الأرضية المتناثرة في جميع أنحاء البلاد، والتي زرع الحوثيون غالبيتها في معظم أراضي اليمن, بصورة ستفوق أي  سلام مستقبلي محتمل في البلاد.

الصورة الكبيرة

معظم الألغام الأرضية زرعها متمردو الحوثيين المدعومين من إيران، كما أن بقايا الذخائر العنقودية التي يستخدمها التحالف بقيادة السعودية أيضاً تشكل مخاطر مماثلة.  حيث أودت هذه الذخائر غير المنفجرة بمئات الأرواح، بينما شردت اليمنيين من منازلهم وأعاقت الوصول إلى الطرق والمياه والأراضي الزراعية.

سيجعل كل من العدد الهائل والتوزيع غير النظامي للألغام الأرضية من عملية إزالتها مسألة بطيئة وخطيرة.

وتتوفر الألغام الأرضية بسهولة في المخزونات العسكرية المحلية، ومن السهل إنتاجها بكميات كبيرة، مما يجعلها سلاحًا جاهزًا في الوقت الحالي، كما كانت في النزاعات اليمنية السابقة.

وزرع الحوثيون الألغام الأرضية على طول الساحل، وعلى الحدود مع المملكة العربية السعودية، وحول المدن الرئيسية وعلى امتداد طرق النقل.

كما تم زرع الألغام عشوائياً وبدون خريطـة واضحة. وعلاوة على ذلك يمكن للأعاصير والفيضانات أن تعمل على نقل الألغام من مواقعها الأولية، مما يعقد مسألة التحقق من الأراضي التي تم تطهيرها منها.

ما الذي يحدث؟

بعض جهود إزالة الألغام التي لا تزال قيد التنفيذ، وبدعم من المشروع السعودي لإزالة الألغام الأرضية (مسـام) والمركز اليمني لإزالة الألغام الذي تدعمه الأمم المتحدة.

وقد مولت الولايات المتحدة والدول الأوروبية جهود إزالة الألغام في اليمن لعقود، فيما تواصل القيام بذلك بشكل مباشر ومن خلال منظمات الأمم المتحدة.

ذلك صحيح، ومع ذلك لا يزال التمويل والتدريب الذي تتلقاه مبادرات إزالة الألغام 'غير كافيين' .

إن إزالة الألغام يجعل من الأرض أكثر قيمة. ولذلك يمكن أن يؤدي إلى إشعال أو مفاقمة النزاعات حول ملكية الأراضي وهي معضلة سيصعب حلها في غياب نظام تقييد الأراضي في اليمن.

وفي الغالب لا تتبع جهود إزالة الألغام في اليمن الإرشادات الدولية، مما يعرض الأرواح للخطر, ويبرز الحاجة إلى تدريب وإشراف أفضل.

خلاصة القول: ستظل الألغام الأرضية تشكل تحديا هائلا في اليمن . ومع ذلك يظل بإمكـان جهود إزالة الألغام إحداث تأثير كبير، خاصة إذا كانت مدعومة بتطورات في الحكم المحلي.