أكدت صحيفة «واشنطن تايمز» الأمريكية في تقرير لها، وقوف الحرس الثوري لإيران وراء الهجوم الحوثي الذي استهدف مطار أبها السعودي مؤخراً، في الوقت الذي اعتبرت فيه الهجوم" تصعيدًا كبيرًا في حربهم (الحوثيون) المستمرة ضد المملكة.
وأرجعت الصحيفة ذلك ـ جزئياً ـ إلى حقيقة أن الهجوم أصاب 26 مدنياً وكان بإمكانه أن يقتل الكثير. لكنها أيضًا عزت الهجوم إلى يد إيرانية رجّح التقرير وقوفها وراء الحادث.
ولتوضيح ذلك، يدعو الكاتب، الى تأمل الطبيعة التكتيكية للهجوم نفسه. إذ تقول كل من السلطات السعودية، والحوثيين إن الصاروخ المستخدم في الهجوم كان نوعًا من صورايخ "كروز" وليس صاروخًا بالستيًا. لكن وعلى عكس معظم الهجمات الصاروخية الحوثية التي لها سجل غير واضح في الدقة، كان هذا الصاروخ دقيقًا بشكل مذهل.
ويضيف الكاتب:" صحيح أن أبها أقرب إلى الحدود اليمنية من الغالبية العظمى من المدن السعودية. ومع ذلك، فهي تبعد أكثر من 80 ميلا عن الحدود اليمنية، وليست بالضبط على مرمى حجر، وخاصة إذا ما نظرنا إلى أن الهدف كان مبنى محدد".
كل ذلك ـ بحسب الكاتب ـ يشير إلى أن إيران إما أنها دعمت الحوثيين ببيانات الاستهداف من داخل الأراضي السعودية، أو بمعدات الاستهداف المرتبطة بنظام توجيه الصاروخ، أو عبر تقديم صاروخ دقيق بشكل خاص.
ولفت إلى أنه وبصرف النظر عن الأسئلة الأخلاقية، يعتبر الهجوم مثير للدهشة، ويدل على قدرات متقدمة من المرجح أن يكون الحرس الثوري الإيراني هو من وفرها للحوثيين.
ويضيف:" كما أن هناك أيضًا المقياس الاستراتيجي لاستهداف المطار. حيث في حين أن الحوثيين استهدفوا مرارًا منشآت ذات قيمة العالية في المملكة العربية السعودية، إلا أنهم نادراً ما ضربوا منشأة مدنية كبرى مباشرة مثل المطار. ومطار أبها بمثابة مركز عبور رئيسي للسياح السعوديين.
ومن المحتمل أن يتطلب استهداف الحوثيين للمطار إشارة مسبقة من ضباط الاتصال بالحرس الثوري. كما يعلم الإيرانيون أن هذا الهجوم - حتى لو استخدم فيه رأس حربي منخفض الكتلة - فربما يتسبب بمقتل عدد كبير من المدنيين, مما سيثير بالتالي انتقاماً سعودياً عدوانيا، ربما ضد إيران نفسها."
وذكر التقرير بأنه "بينما يبدو واضحاً أن الحوثيين يعملون كحليف وتابع لإيران في بعض الأحيان أكثر من كونهم تابعاً أيديولوجيا على غرار حزب الله اللبناني، فهم يفهمون السيطرة الإيرانية على الأمور المتعلقة بالأراضي السعودية، وبالتالي فإن كون الحرس الثوري الإيراني وراء قدرة صواريخ الحوثيين أمر غير قابل للنقاش".
وخلص الكاتب إلى أنه وفي النهاية، يثير هذا الحادث خطر تصعيد التوترات الإيرانية ـ السعودية. وهذا ما يفسر أيضًا لماذا يعتبر الرئيس ترامب محق في تقديم دعم عسكري للنظام السعودي. إذ أنه في غياب جودة الدعم الأمريكي الذي توفره هذه الأسلحة، فإن السعوديين سيكونون أقل استعداداً للاستجابة للدعوات الأمريكية بضبط النفس، وأكثر استعدادًا للرد على ما يرون أنه تهديد إيراني وجودي.