عادت الحياة في المدينة القديمة بتعز، (جنوبي اليمن) إلى طبيعتها بعد إخلاءها من مسلحي ما يسمى "كتائب أبو العباس"، حيث عاود الناس فتح محلاتهم التجارية، فيما اكتظت المدينة بالمتسوقين.

وغادرت مساء أمس الجمعة، الدفعة الأولى من مسلحي كتائب أبو العباس، المدينة القديمة إلى جبهة الكدحة جنوب المدينة بناء على اتفاق توصلت إليه لجنة التهدئة المشكلة من المحافظ.

وعقب ذلك، انتشرت أطقم قوات الأمن وقوات من اللواء الخامس حرس رئاسي في أحياء المدينة لتأمينها، وتطبيع الأوضاع فيها.

وجاء ذلك بعد يومين من الاشتباكات بين القوات الأمنية وعناصر "أبو العباس" في الأحياء القديمة بتعز، عقب قيام الطرف الأخير بمهاجمة أقسام الشرطة ومقار حكومية بالإضافة إلى اقتحام منازل المواطنين بالقوة والتحصن فيها.

كما أقدمت تلك العناصر الذين تصفهم السلطات بـ"الخارجين عن القانون" على استهداف المواطنين بالقناصة والقذائف، وهو ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بينهم نساء وأطفال، بالإضافة إلى إحراق محلات تجارية وبسطات في الشوارع الواقعة في المدينة القديمة وما جاورها.

وعبر أهالي وسكان المدينة القديمة عن ارتياحهم، بعودة الدولة وأجهزتها إلى المدينة، وإزاحة الكابوس الذي جثم عليهم لأكثر من ثلاث سنوات، وارتكب بحقهم أبشع الانتهاكات، مطالبين السلطة المحلية بتعويضهم عن الخسائر التي لحقت بهم جراء الاعتداءات التي تعرضوا لها من قبل عناصر أبو العباس".

بدوره، تفقد وكيل أول محافظة تعز الدكتور عبد القوي المخلافي، المدينة القديمة واطلع على سير العمل في أقسام الشرطة قسم الباب الكبير وباب موسى وزيارة الأسواق فيها والتجار، وثمن جهود ومواقف الأهالي في المدينة القديمة في تطبيع الحياة خلال الأعوام السابقة، والوقوف إلى جانب السلطة المحلية لبسط نفوذ الدولة وتحقيق الأمن .

ووفقا لمكتب إعلام المحافظة، فإن وكيل أول وجه بإصلاح باب موسى التاريخي ووعد بان السلطة المحلية بقيادة محافظ المحافظة نبيل شمسان، ستتولى ترميم جميع المرافق الحكومية في المدينة القديم وتوفير كافة الخدمات ومعالجة الأخطاء مثمنا جهود إدارة أقسام المدينة القديمة وإدارة مستشفى المظفر بالقيام بدورها .

وقال المخلافي: إن السلطة المحلية والأجهزة الأمنية هي ذراع المواطن والحصن الذي يحتمي به في مواجهة كل ما يهدد الأمن والاستقرار مضيفا: "نحن خدام للمواطن في المدينة القديمة وسائر محافظة تعز".

وتعهد وكيل أول محافظة تعز بالمضي في حماية السكينة العامة حتى يشعر المواطن بالأمان في كافة ربوع المدينة .

كما ثمن الدكتور المخلافي خلال الزيارة على الدور الوطني لأبناء المدينة القديمة في المشاركة في صفوف المقاومة والانخراط في صفوف المؤسسة الأمنية والعسكرية.

وأشاد بالجهود التي بذلت من لجنة التهدئة في إنهاء بؤرة الصراع وتنفيذ قرارات إخلاء المدينة القديمة خصوصا والمدينة بشكل عام من المسلحين التابعين للألوية العسكرية ونقلهم إلى مسرح العمليات القتالية على أن تتولى إدارة شرطة تعز والوحدات الأمنية مسؤليتهم في ترسيخ الآمن في عموم المدينة والتزامهم بواجباتهم الوطنية والقانونية في الحفاظ على مؤسسات الدولة والممتلكات العامة وأمن وسلامة المواطنين .

كما تفقد وكيل أول سير العمل في مستشفى المظفر مشددا على رفع مستوى الأداء فيها من أجل خدمة الموطنين، مشيداً بصمود الأطباء والعاملين في مستشفى المظفر خلال الأربع الأعوام الفائتة من عمر الحرب من خلال تقديمهم الخدمة الطبية للمواطنين ومعالجة جرحى الجيش الوطني بالمحافظة.



في السياق، أكد وكيل محافظة تعز، رئيس فرع حزب المؤتمر، الشيخ عارف جامل، إن المواجهات التي شهدتها المدينة القديمة هي بين الدولة ومسلحي أبو العباس".

وقال جامل في تصريح لقناة "يمن شباب" إن حزب الإصلاح لا علاقة له بالمواجهات التي شهدتها المدينة القديمة خلال الأيام الماضية.

وأضاف، أن الاشتباك التي دارت في المدينة القديمة هي بين الأجهزة الأمنية التابعة للدولة وكتائب أبو العباس.مشيرا إلى أنه لا توجد قوات لأي حزب سياسي بتعز.

وأوضح وكيل محافظ تعز عضو لجنة التهدئة، جامل في تصريحه، أن خروج مسلحي أبو العباس من المدينة القديمة لا علاقة له بما يشاع عن ما يسمى بـ"التهجير".