بعد معاناة وتجاهل حكومي.. الفنان الكوميدي "هزاع التعزي" يرحل عن الحياة بصمت

[ الفقيد الفنان هزاع التعزي ]

توفي، أمس الأربعاء، الفنان الكوميدي "هزاع التعزي"، في العاصمة صنعاء، بعد معاناة طويلة مع المرض والظروف القاسية، رافقته خلال سنوات عمره.

ووري جثمان، الفنان "التعزي"، إلى مثواه الأخير بصنعاء، وشيّعه العشرات من شباب الحي الذي يقطنه، وسط تجاهل تام للجهات المعنية في حكومة المليشيا الحوثية بصنعاء.

ونشر ناشطون صورا لنحو عشرين من شباب صنعاء، وهم يوارون جثمان الفنان التعزي، معبرين عن استيائهم واستنكارهم لتجاهل السلطات الرسمية للحوثيين في صنعاء، وفاة الفنان هزاع التعزي، الذي نشر الابتسامة في عدد من برامج ومسلسلات التلفزيون اليمني.

وفي هذا الصدد، كتب الناشط محمد المقبلي، نعيا قصيرا على صفحته بـ"الفيسبوك" عن الفنان التعزي، تحت عنوان "هزاع التعزي، من سرير المعاناة ودبة الاكسجين الى الرحيل الحزين".

ووصف المقبلي رحيل الفنان التعزي بـ"الحزين" وذلك "بعد 35 عاما من من إسعاد اليمنيين على الشاسة، وعلى الواقع". موضحا أن التعزي، "مات بالتهاب رئوي، بعد أن رافقه أنبوب الاكسيجين طويلاً، دون ان يلتفت له أحد في صنعاء الرهينة". حسب وصفه.

وأشار إلى أن الفنان "خلّف طفلتين بحالة تقزم وضمور في العمود الفقري، وأسرة معدمة، كما نقل عن أحد جيرانه".

وأكد في هذا الصدد، أن "ما نستطيع عمله، هو الكتابة عن هؤلاء العمالقة وتخليدهم". حسب تعبيره.

من جهته، نعى الإعلامي خليل القاهري، الفنان التعزي، الذي قال إنه "بقي طويلاً، يناشد ويكرر، لإنقاذه وإسناد أسرته، دونما مجيب".

وأشار إلى "أن الآذان قد صُمّت، وغشي القلوب الصدأ، وراج الموت والقتل رواج الماء". دون أن يحصل التعزي على أي مساعدة لإنقاذ حياته.

وأضاف القاهري:  "زرته مرات عدة، لعلي أستطيع المتاح، وأعترف بالتقصير تجاهه". مؤكدا أن هزاع "ترك  أسرةً ينهكها يومياً البحث عن الزاد، وترك وطناً يتقاسمه المتناحرون، والمتاجرون، والساسة، وباعة الوهم في آن، يموت عزيزه وقد تشبع ذلاً". حسب تعبيره.

ومنذ أن اجتاح الالتهاب الرئوي جسد الفنان "هزاع التعزي" في العام 2010 أثناء فترة عمله في المسرح، تم نقله إلى المشفى، وقرر له الأطباء تنفس اصطناعي مدى الحياة، ومع إنقطاع الرواتب ظل يعاني من أوضاع قاسية، إذ حبسه المرض في جدران منزلة، بجانب أسرته، وطفلتين له تعانين من التقزم الشديد. 

يُشار إلى أن "التعزي" عمل في التمثيل الكوميدي لمدة ثلاث عقود، كما عمل في إصلاح إلكترونيات، وسائق لسيارة الأجرة، ولم يستسلم لظروف الحياة، حيث شارك في عدة أعمال تلفزيونية ومسرحية، أشهرها "سلوم وحلوم" و"شاهد عيان" وله أعمال أخرى كثيرة.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر