أشار تقرير نشره موقع " تاون هول" الأمريكي، إلى أن اليمن يعاني من الحروب الصغيرة والترتيبات الانتهازية، لافتاً الى أن ما وصفه با " الحقائق الدامغة على الأرض لا تدعم التقييم المتشائم القائل بأن الحرب الفوضوية في اليمن تضع الجميع في مواجهة بعضهم البعض في خضم صراع معقد من المجازر والمجاعات".
واتهم التقرير إيران والقاعدة بأن لديهما "علاقات انتهازية قامت منظمات إعلامية أخرى بتغطيتها"، مشيراً إلى أنه " مؤخراً عاودت مجلة "ذا ويكلي ستاندرد" الأمريكية، تذكير العالم بحقيقة أن حزب الله الشيعي اللبناني ذراع إيران هو من قام بتزويد إرهابيي تنظيم القاعدة من السنة المتطرفين بالمتفجرات والتدريب، استعدادًا لهجمات القاعدة على السفارتين الأمريكيتين في تنزانيا وكينيا حيث وقعت تلك الهجمات قبل عقدين من الزمن - تحديدا في 7 أغسطس 1998."
وأضاف التقرير "بإلقاء نظرة على التحالفات المتقاتلة الرئيسية حيث التحالف المؤيد للحكومة اليمنية بقيادة المملكة العربية السعودية، وحركة التمرد الحوثية المدعومة من إيران - حيث يعاني كلاهما من نقاط ضعف سياسية. على الرغم من عيوبها، تمكنوا من تشكيل جانبين مختلفين بما يكفي من الأسلحة والمرونة الأخلاقية اللازمة لإراقة الدماء على القضايا والمصالح التي تؤثر على السعودية وإيران وتهدد الشرق الأوسط وتفاقم معاناة اليمن".
ويمضي التقرير في تحليله " مع الاعتراف بذلك الظرف الأكبر فإنه يمكن للتحالفات المحلية أن تتحول بسرعة نتيجة لأسباب عميقة أو عابرة يفشل في التنبؤ بها مراقبو الدولة في اليمن.
وغالباً ما يخدم المجرمون (وخاصة المهربون) العديد من المتحاربين لأن السيد الحقيقي للمحتالين هو المال وفي ظروف فوضوية مثل تلك التي تعاني منها اليمن فإنه ربما يخلط الدبلوماسيون والمراقبون والمراسلون بين العنف الإجرامي وحرب العصابات".
ويتوقع الكاتب أنه " حالياً ونتيجة للخبرة الواسعة فإنه في حالات الحرب، يمكن للأعداء أن يقوموا بترتيبات انتهازية فالحرب العالمية الأولى شهدت هدنات تكتيكية بين الجنود البريطانيين والألمان لاستعادة الجرحى والتي تمثل أمثلة مؤثرة."
ويستدرك التقرير " مع ذلك، قد يتم إبرام الصفقات الخبيثة أيضا إذ يعد ذلك أحد الأسباب التي جعلت تقرير وكالة أسوشيتد برس المثير، عن أن التحالف المناهض للحوثيين بقيادة السعودية قد دفع أموالاً لـ"بعض" قادة تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية" لمغادرة المدن والبلدات الرئيسية مع السماح للآخرين بالانسحاب برفقة الأسلحة والمعدات وكميات كبيرة من الأموال المنهوبة "، يحظى باهتمام إعلامي وسياسي بالغ" .
وسرعان ما اختلف التحالف السعودي مع ذلك التقرير نافياً إبرام أي صفقات مع إرهابيين في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وبنفس الطريقة ردت وزارة الدفاع الأمريكية حيث قال البنتاجون إنه منذ يناير / كانون الثاني 2017، استهدف القاعدة في شبه الجزيرة العربية في "فضاء غير خاضع للحكم" بأكثر من 140 هجومًا.
وفي وقت سابق من هذا الشهر ذكر موقع Strategypage.com بأن الولايات المتحدة شنت أكثر من 30 هجوماً بطائرات بدون طيار في اليمن في عام 2018.
ويرى كاتب التقرير بأن" محاربة تنظيم القاعدة في اليمن هي أخبار قديمة لا تزال ذات صلة ففي نوفمبر / تشرين الثاني 2002 ، قتلت طائرة تابعة لشركة "بريديتور" بدون طيار تديرها وكالة الاستخبارات المركزية في محافظة مأرب في اليمن، ستة إرهابيين من تنظيم القاعدة بصاروخ هيلفاير(الجحيم ) حيث كان أحد الإرهابيين هو العقل المدبر للهجوم على المدمرة الأمريكية يو إس إس كول في ميناء عدن اليمني في أكتوبر 2000 كما شكلت تلك الضربة المرة الأولى التي تهاجم فيها طائرة أمريكية بدون طيار إرهابيين إسلاميين خارج أفغانستان."
ومع ذلك ،يرى كاتب التقرير بأن " حرب أمريكا في عام 2018 على القاعدة في اليمن ماهي الا صراع خلفي وكذلك حرب القاعدة مع الدولة الإسلامية ، المنظمة الإرهابية الإسلامية السنية سيئة السمعة فلم تُنس تلك الأخبار التي تحدثت عن أنه في منتصف يوليو / تموز ، أفادت مصادر محلية في محافظة البيضاء في اليمن عن نشوب قتال بالأسلحة النارية بين مقاتلي القاعدة واخرين ينتمون لتنظيم الدولة الإسلامية حيث اشارت تقارير حكومية لاحقة الى عدد غير مؤكد للخسائر بلغ 18 جثة من مقاتلي الدولة الإسلامية الى جانب 11 جثة لمقاتلي القاعدة . لا أحد يعرف مدى دقة ذلك لكن الترتيبات الانتهازية بين المخربين والعصابات تنتهي عادة بسفك الدماء المتبادل".
ولفت التقرير الى أن " الحرب الأمريكية على الإرهابيين الإسلاميين والحرب الأهلية بين الإرهابيين الإسلاميين أنفسهم تنظوي ضمن الصدام الأكبر بين التحالف والمتمردين الحوثيين إيران."
وذكر بأن الإمارات وهي دولة عربية سنية وحليف رئيس للمملكة العربية السعودية الرئيسي في اليمن، عبرت عن غضبها العلني إزاء اتهامات "التعامل مع القاعدة".
وقال ضابط إماراتي رفيع المستوى إن المجموعة الإرهابية تشكل تهديدًا إقليميًا وعالميًا وأن الإمارات "عازمة على تدمير" القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
ويختتم التقرير بالإشارة الى أنه " في حال كان هنالك ترتيب انتهازي بين قوات التحالف ومقاتلي القاعدة في شبه الجزيرة العربية، فإنه يبدو بأن الصفقة كانت محلية للغاية ولم تدم طويلاً."
للاطلاع على المادة من مصدر اضغط هنا