"غريفيث" خمسة أشهر من الدائرة المفرغة بين الحكومة والحوثيين دون جدوى

[ المبعوث الأممي يصل صنعاء ]

أضاع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث خمسة أشهر من التحرك والدوران في «دائرة مفرغة» بين اللقاء بقيادة الانقلابيين الحوثيين وكذا اللقاء بقيادة الحكومة دون الخروج بأي نتائج تذكر لجهوده التي تمتد إلى شهر شباط (فبراير) الماضي حين تم تعيينه في هذا المنصب خلفا لاسماعيل ولد الشيخ.

واقتصرت جهود المبعوث الأمم المتحدة لليمن خلال فترة الخمسة شهور الماضية على الجولات المكوكية التي يقوم بها إلى صنعاء وعدن والرياض وبعض العواصم العربية والغربية المهتمة بالقضية اليمنية، دون أن يحقق أي نتائج تذكر وهو ما أخّر حتى الآن استئناف الجولة الجديدة من المباحثات اليمنية لوقف الحرب في البلاد.

وذكر مصدر سياسي يمني، أن «غريفيث لم يستطع حتى الآن التوصل إلى نقاط لقاء بين الحكومة والانقلابيين الحوثيين لتكون أرضية مشتركة يعتمد عليها في عقد جولة جديدة من المباحثات اليمنية».

وأوضح أن «مبعوث الأمم المتحدة ما زال حتى الآن يدور في دائرة مفرغة من الزيارات المتكررة لقيادة الحوثيين في صنعاء والقيادة الحكومية في عدن والرياض، والتي لم تثمر حتى الآن أي نتيجة تذكر باتجاه إحداث خرق في جدار الأزمة اليمنية التي تمتد لأكثر من أربع سنوات». 

وأرجع أسباب ذلك إلى إصرار كل طرف في الصراع اليمني على موقفه السياسي والعسكري ورفضه الكامل التنازل للطرف الآخر، والذي من المستحيل أن يتنازل أي منهما للطرف الآخر بعد أكثر من ثلاث سنوات من الحرب المدمرة، التي يصر فيها الانقلابيون الحوثيون على استمرار سيطرتهم على المدن والمؤسسات الحكومية في العاصمة صنعاء والعديد من المدن الأخرى، فيما تصر الحكومة على ضرورة تخلي الانقلابيين عن السلاح وتسليمه للدولة والانسحاب من المدن، وهي مطالب واشتراطات لا يمكن لأي طرف منهما أن يقبل بالتنازل عنها في ظل الوضع الراهن. 

وغادر مبعوث الأمم المتحدة العاصمة اليمنية صنعاء أمس الأول الجمعة بعد زيارة لها دون الخروج بأي نتائج تذكر، لدرجة أنه لم يستطع الإدلاء بأي تصريح لوسائل الإعلام التابعة للحوثيين بصنعاء حسب العادة، والتي كان يختزل فيها بعض نتائج جولته لصنعاء ويعطي إشارات محدودة لمستوى تلك النتائج. 

واكتفى مكتب غريفيث بنشر تغريدات مقتضبة بصفحته الرسمية في موقع التدوينات المصغرة (تويتر) أمس السبت، حول زيارته لصنعاء قال فيها «ترك المبعوث الخاص صنعاء بعد تأخير لبضع ساعات لأسباب فنية». وأوضح أنه «كان قد عقد خلال زيارته لصنعاء لقاءات بنّاءة مع قيادات أنصار الله (الحوثيون)».

وذكر مكتب مبعوث الأمم المتحدة أنه «يتطلع لإحاطة مجلس الأمن يوم الخميس المقبل بما آلت اليه جهوده من أجل وقف الحرب في اليمن»، غير أنه لم يكشف حتى الآن عن استعداداته لرعاية لقاء تمهيدي للمباحثات اليمنية بين طرفي الصراع المسلح في اليمن خلال الأسابيع المقبلة حسب ما كان متوقعا، وحسب ما تم تسريبه من أنباء عن الاستعداد لعقد لقاء مقرر عقب عيد الأضحى، أي نهاية شهر آب (أغسطس) المقبل أو خلال شهر أيلول (سبتمبر) المقبل.

ويرى العديد من المهتمين بالشأن اليمني أنه لا جديد في تحركات غريفيث الأخيرة لكل من صنعاء وعدن والرياض وبالتالي لا يتوقع انعقاد هذا اللقاء المباشر بين وفدي الحكومة والانقلابيين الحوثيين في التوقيت الذي كان مقررا له، أو على أقل تقدير سيتعثر التئام المتفاوضين لعقد هذا اللقاء وإذا التأم قد يكون مصيره كمصير الجولات الثلاث السابقة من المباحثات اليمنية التي عقدت برعاية سلفه والتي كان مصيرها الفشل وعدم تحقيق أي نتائج تذكر باتجاه وقف الحرب.

ويكرر غريفيث في كل تصريحاته عقب لقائه بأطراف الصراع في اليمن عبارة بأنها كانت «لقاءات بناءة» وهي لغة دبلوماسية اعتبرها البعض نسخة محوّرة من تصريحات سلفه مبعوث الأمم المتحدة السابق لليمن اسماعيل ولد الشيخ، الذي كان يصف نتائج لقاءاته بأنها «يمكن البناء عليها». 

وسخر بعض السياسيين اليمنيين من هذه التصريحات الأممية، وأشاروا إلى ان المقصود بها ربما يكون «بناء جدران من المعوقات» أمام تحقيق أي نجاح لها، والذين أرجعوا بعض أسباب تأخر وقف الحرب في اليمن إلى «أسلوب الأمم المتحدة المماطل في إنهاء الحرب لتحقيق أهداف الدول الكبرى المصنعة للسلاح التي لا ترى في أي حرب إلا وسيلة لبيع المزيد من السلاح وتحقيق العديد من المصالح والأهداف الأخرى» على حد تعبيرهم.


المصدر: القدس العربي

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر