جدد السفير الأمريكي السابق في اليمن، جيرالد إم فايرستاين، اتهاماته لعائلة الرئيس السابق "صالح" بالمسئولية عن كل ما يحدث لليمن اليوم، نتيجة تحالفهم مع الحوثيين في خلق هذا الصراع المسلح وانتشاره. وقال إن الدماء التي تسال جراء الحرب الدامية، يتحمل صالح وعائلته ومواليه ذنبها بالتساوي مع ميليشيات الحوثي.
وعمل فايرستاين سفيرا لواشنطن لدى اليمن خلال الفترة من 2010 وحتى 2013، حيث عايش أحداث الثورة الشعبية اليمنية (2011)، وملحقاتها. وعلى رأس قائمة سفراء الدول العشر، أشرف على الأجزاء الأولية الهامة للانتقال السياسي في اليمن بموجب المبادرة الخليجية.
وقال فايرستاين، في تغريدة على "تويتر"، السبت: "تحالفت عائلة صالح مع الحوثيين لإحداث هذا النزاع في اليمن".
وإذ أكد على أن "مسئولية ما يتعرض له اليمنيين تقع على عاتق الحوثيين"، أستدرك قائلا: "إلا أن عائلة صالح يتساوون معهم (مناصفة) في الذنب".
وجاءت تغريدته هذه، ردا على ما تضمنه خطاب لطارق صالح، نجل شقيق الرئيس السابق، كان ألقاه قبل يومين من عدن، تحدث فيه عن استعداداته لقيادة معركة ما بعد الحديدة، لتحرير صنعاء من الحوثيين.
وأنتقل فايرستاين، عقب انتهاء فترة عمله الدبلوماسي في اليمن، للعمل في وزارة الخارجية الأمريكية في منصب وكيل وزير الخارجية لشئون الشرق الأدنى خلال الفترة من 2013 وحتى 2016. بعدها تقاعد من العمل الدبلوماسي وانتقل للعمل البحثي كرئيس لمركز شئون الخليج في معهد الشرق الأوسط بواشنطن،
وعقب تغريدته المذكورة، خاض فايرستاين نقاشات وردود مع عدد من أنصار الرئيس اليمني السابق، والتي شارك فيها أيضا عدد من الباحثين الدوليين.
وفي أحد ردوده على هجوم أحد أنصار الرئيس السابق، أكد فايرستاين على أن "علي عبد الله صالح شرع في التآمر على الانتقال السياسي منذ اليوم الأول على خروجه من القصر الرئاسي".
وأضاف: "وبغض النظر عما حدث بعد ذلك، فإن الدماء التي تسال جراء هذه الحرب، تقع على عاتق أسرة صالح".
وفي تغريدة أخرى، ردا على تعليق أحد الباحثين الغربيين حول من بدأ بالحرب في اليمن، أكد السفير الأمريكي السابق على أن الحوثيين هم من قاموا بالتنصل مباشرة من الاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة في سبتمبر 2014.
وأضاف "ولم يكن هناك اتفاق على "مفاوضات" أخرى، قبل أن يمتطي الحوثيون انقلابهم مع صالح وبدأوا الحرب".
وشاركت النقاش الباحثة اليمنية المعروفة، ندوى الدوسري، وهي باحثة متخصصة في القبائل اليمنية وتحليل ديناميكية النزاع الداخلي في اليمن، وزميلة غير مقيمة في مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط بالعاصمة الأمريكية واشنطن.
وفي تعليقها، أيدت الدوسري ما ذهب إليه فايرستاين، قائلة: "ما كان للحوثيين أن يتقدموا خطوة واحدة خارج صعدة دون دعم صالح"
وردا عليها علق فايرستاين مؤيدا: "بالتأكيد. لم يكن بإمكانهم (الحوثيون) السيطرة على أرحب أو دخول صنعاء دون تواطؤ الموالين لصالح".
وليست هذه المرة الأولى التي يُحّمِّل فيها المسئول السابق للدبلوماسية الأمريكية في اليمن، عائلة صالح المسئولية عما يحدث في هذه البلاد من حرب طاحنة طال أمدها. فقد حدث ذلك قبل أشهر، إبان ظهور طارق صالح كقائد عسكري ميداني بدعم من دولة الإمارات، وذلك بعد فترة من اختفائه عن المشهد عقب مقتل عمه على يد حلفاؤه الحوثيون في معركة ديسمبر 2017 بصنعاء.
كما حمَّل الدبلوماسي الأمريكي السابق عائلة صالح، ايضا، مسئولية مجزرة الكرامة بساحة التغيير بالعاصمة اليمنية صنعاء في 18 مارس 2011، والتي راح ضحيتها قرابة 50 شهيد من شباب الثورة. حيث غرد فايرستاين بذلك في مارس الماضي، أثناء حلول الذكرى السابعة للمجزرة.