وكالة: قلق حول مصير سكان الحديدة في ظل شح المياه واحتدام المعارك

[ القتال يقترب من وسط مدينة الحديدة - رويترز ]

تسبب تصاعد وتيرة القتال في الحديدة (غرب اليمن) بين الحوثيين من جهة، والقوات الموالية للحكومة المدعومة من التحالف بقيادة السعودية من جهة أخرى، في تفاقم معاناة نحو 600 ألف من سكانها.

وقدرت الأمم المتحدة عدد النازحين من المدينة المطلة على البحر الأحمر، بما لا يقل عن 50 ألف شخص توجه أغلبهم نحو صنعاء.

حاصرت المعارك وقصف التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن والذي لا يهدأ على الحديدة (غرب)، مئات الآلاف من السكان الذين يعجز الكثير منهم عن الفرار من المدينة التي تعاني أيضا نقصا حادا في المياه النظيفة فضلا عن انقطاع الكهرباء.

وقد نجحت بعض الأسر في الفرار من القتال الدائر في الحديدة طلبا للسلامة بالعاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، بينما اتجه آخرون إلى ريمة ووصاب، وهي أيضا تقع ضمن المناطق الواقعة خارج سيطرة الحكومة المعترف بها دوليا.

وصرح عاصم محمد (30 عاما)، وهو صيدلي عبر الهاتف "نسمع صوت انفجارات طوال الوقت". وتابع "لم تصلنا المياه منذ ثلاثة أيام". من جهته، يعتبر محمد وزوجته وطفلته البالغة من العمر ستة أشهر ضمن السكان الذين بقوا في منطقة الحوك، المحصورة بين المطار الذي سيطر عليه التحالف هذا الأسبوع والميناء البحري، الهدف الأكبر للهجوم العسكري.

أسباب تحول دون نزوح المدنيين!

وتعجز مثل تلك الأسر في الفرار لأسباب مثل قلة المال أو بسبب التزامات العمل ومسائل شخصية أخرى.

وقد رفع السائقون الذين ينقلون الفارين من الحديدة الأجرة إلى أكثر من مثليها منذ بدء المعركة، بينما هدد المستشفى الذي يعمل به محمد الموظفين بالفصل إذا تغيبوا لفترات طويلة. وقال محمد "الكهرباء مقطوعة أيضا في معظم المدينة منذ ثلاثة أيام، وفي بعض الأحياء منذ أسبوع".

ولعل سبب نقص المياه هي الأضرار التي طالت الأنابيب والتي يقول موظفو الإغاثة إنها بسبب حفر الحوثيين للخنادق.ولم يتسن الوصول إلى مسؤولين حوثيين للتعليق.

وصرح مروان وهو أحد النازحين من الحديدة "قالوا لنا إن هناك منظمة يمكننا التسجيل لديها كنازحين هنا، لكن الله أعلم." وكان مراون يقف مع رجال آخرين يصطفون في مدرسة بصنعاء لتسجيل أسرهم للحصول على مساعدات، بينما جلست النساء على أرض الفصول الدراسية في حين كان أطفالهم حفاة الأقدام يلعبون بالجوار.

شعب على شفا المجاعة!

وتخشى الأمم المتحدة أن تسبب الحملة العسكرية التي يقودها التحالف العربي، في وقوع كارثة في البلد الذي يعاني أزمة إنسانية هي الأسوأ في العالم، حيث يعتمد22  مليون يمني على المساعدات فيما بات نحو8.4  مليون نسمة على شفا المجاعة.

ويعتبر ميناء الحديدة المطل على البحر الأحمر، شريان الحياة الرئيسي لسكان المنطقة. ويقطن المدينة نفسها600 ألف شخص.

وقد صرحت ليز غراندي منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن "نرصد مستويات مرتفعة من سوء التغذية". وتابعت "من بين كل الأمور التي نخشاها، لا شيء أكثر أهمية الآن من احتمال تفشي الكوليرا...ربما يتأثر مئات الآلاف".

وحذرت غراندي من انتشار الكوليرا "بسرعة البرق" إذا انهارت شبكة المياه وما لم يتم اتخاذ إجراء للتصدي للوضع على الفور.

ويستخدم سكان الحديدة منذ2015  مولدات خاصة للحصول على الكهرباء. لكن الهجوم الذي شنته القوات الموالية للحكومة والمدعومة من التحالف العربي هذا الشهر، جعلهم يواجهون صعوبة في الحصول على وقود الديزل الضروري لتشغيلها.

وترتفع درجات الحرارة في اليمن صيفا لتتجاوز الأربعين درجة مئوية في الظل، وهو ما قد يساعد إلى جانب نقص المياه النظيفة في تفشي الأمراض.

في المقابل، تعهد التحالف العربي بعملية عسكرية سريعة للسيطرة على الميناء دون دخول وسط المدينة، وذلك لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين والحفاظ على تدفق السلع الأساسية.

50 ألف نازح من الحديدة!

أعلن محمد قاسم المسؤول في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الحديدة، بينما كان موظفو الإغاثة يوزعون أكياسا من الطعام في إحدى المنشآت، نقل عشرات الأسر النازحة إلى مدارس المدينة.

وأشارت امرأة بينما كانت تنتظر للحصول على حصتها "هربنا بما علينا من ملابس فقط".

كما قدرت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية عدد النازحين من الحديدة بما يتراوح بين50 ألفا و60 ألف شخص.وقال برنامج الأغذية العالمي إن تصاعد القتال قد يتسبب في نزوح أو حصار ما يصل إلى1.1  مليون شخص في الحديدة، والذين هم بحاجة إلى مساعدة غذائية عاجلة.

وتم خلال هذا الأسبوع، تفريغ شحنة سفينتان مقدرة بـ50  ألف طن من القمح في ميناء الحديدة.

وأضاف برنامج الأغذية العالمي في بيان أن سفينة ثالثة تحمل25 ألف طن من القمح موجودة حاليا في منطقة تابعة للتحالف تستعد للرسو بالميناء.

وبحسب أرقام الأمم المتحدة، فقد يؤدي القتال في أسوأ سيناريوهاته إلى مقتل ما يصل إلى250  ألف شخص، خاصة إذا انتشر وباء الكوليرا في المنطقة التي تعاني من انتشار الفقر على نطاق واسع.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر