أكد الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية أن الضغط الذي تمارسه القوات اليمنية المدعومة من التحالف العربي، على المتمردين الحوثيين في محافظة الحديدة، هدفه جلب الحوثيين إلى طاولة الحوار. وتوقع أن تتضمن خطة المبعوث الأممي للحل "شكلا من إدراج الحوثيين في الحكومة اليمنية" القادمة.
وقال قرقاش، في مقابلة حصرية مطولة مع مجلة "ذا ناشيونال" الإماراتية الناطقة باللغة الإنجليزية، إن الحرب في اليمن ستصل في النهاية إلى حل سياسي بقيادة الأمم المتحدة، على أيدي اليمنيين أنفسهم.
وتحدث قرقاش، في المقابلة التي نشرها موقع المجلة الأربعاء، وأطلع عليها "يمن شباب نت"، حول سياسة الإمارات الخارجية في المنطقة، مستعرضا بشكل خاص تلك القضايا الساخنة في الأقليم، على رأسها "حصار قطر" والحرب في سوريا واليمن، والإتفاقية النووية الإيرانية..
وترجم "يمن شباب نت" الجزء الخاص باليمن. حيث أكد الوزير الإماراتي "أنه على الرغم من أن دولة الإمارات العربية المتحدة ملتزمة عسكريًا في اليمن كجزء من التحالف العربي الذي تدخل نيابة عن الحكومة المعترف بها دوليًا، إلا أن سياساتها كانت دائمًا ما تتيح مساحة لإيجاد حل سياسي".
وأضاف: "من الناحية السياسية، هناك حاجة إلى دعم جهود الأمم المتحدة. وسيعني ذلك في النهاية الانتقال إلى نظام سياسي جديد في اليمن. ومن الواضح أنه مع جهود الأمم المتحدة، ستشهد العملية العسكرية والسياسية انسحاب الحوثيين من المراكز الحضرية (المدنية)".
وفي حين أكد قرقاش على ضرورة "أن تشمل العملية السياسية جميع اليمنيين"- يقصد في إطار خطة السلام التي سيقدمها المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن جريفيث، إلى مجلس الأمن في 18 يونيو الجاري- فقد توقع الوزير الإماراتي أن تشمل تلك الخطة مشاركة الحوثيين في الحكومة.
وقال: من المتوقع على نطاق واسع، أن تتضمن خطة جريفيث شكلا من إدراج الحوثيين في الحكومة، رغم أن المتمردين المدعومين من إيران يتحملون المسئولية عن تقويض محادثات السلام السابقة في الكويت في عام 2016.
وأشار إلى أن الحوثيين كانوا هم "العائق الرئيسي للتوصل إلى اتفاق"، مستدركا: "ولكن مع الضغط الذي نفرضه في الحديدة، وتراجعهم، بعد مقتل علي عبد الله صالح، أعتقد أننا أصبحنا أكثر وضوحا من ذي قبل؛ نحن نغير الحسابات عن طريق الضغط العسكري من أجل التوصل إلى حل سياسي".
وأضاف: "الحل يسوقه اليمنيون، تحت قيادة الأمم المتحدة".
ولفتت المجلة، إلى إن التحالف العربي، الذي يقاتل نيابة عن الرئيس عبد ربه منصور هادي منذ عام 2015، على وشك تحقيق اختراق ضخم، حيث أصبح على مسافة أقل من 10 كيلومترات من الحديدة، ثاني أهم مدينة تحت سيطرة الحوثيين.
ونقلت عن الوزير الإماراتي قوله: إن الضغط المطبق على المتمردين سيأتي بالحوثيين إلى الطاولة، ولكن بشرط انسحابهم من جميع المراكز الحضرية قبل الحوار. وإلى أن يفعلوا ذلك، سيظل اليمن في وضع ضعيف.
وأختتم حديثه في الشأن اليمني، بالتأكيد على أن هذا- أي الحل السياسي- "يحتاج إلى عملية للأمم المتحدة، وسيحتاج إلى حوار يمني، لأنك لا تتحدث عن الخروج من الأزمة الحالية ولكنك تتحدث عن اليمن في السنوات العشر إلى العشرين القادمة".
يذكر أن تقارير متطابقة نشرتها وسائل إعلام دولية، بينها صحيفة "الواشطن بوست"، قبل أيام، كشفت عن تقديم الإمارات طلبا لواشنطن بدعمها في معركة تحرير الحديدة، فيما نقلت التقارير عن مسئولين أمريكين رفض واشطن الطلب الإماراتي وتحذيرها من نتائج هذه المعركة.