مائة عام على رحيل العثمانيين عن اليمن.. بشر وأثر يخلدون ذكراهم

[ عدن ]


بعد نحو مائة عام من خروج العثمانيين من اليمن، بداية القرن الماضي، لا تزال شواهد الوجود العثماني من الأسر التي فضلت البقاء، إلى جانب الآثار والمعالم في مناطق عدة.ومن أبرز تلك المناطق "العود"، التي تزخر بعدد من المعالم العثمانية والأسر من أصول تركية، وتمتد من شمال محافظة الضالع (جنوب)، إلى الأجزاء الجنوبية والشرقية لمحافظة إب (وسط) ذات الكثافة السكانية.

وتحتفظ المنطقة بآثار ومواقع تاريخية تشير إلى حقب زمنية متعددة شهدت دولاً عديدة منها الدولة الحميرية، التي أقيمت قبل ما يربو على ألفي سنة، وكانت عاصمتها "ظفار" قريبة من منطقة العود.

ويقول مراد آغا، اليمني من أصول تركية، إن نحو 10 أسر تعود أصولها إلى تركيا، لا تزال موجودة في المنطقة، ومنذ عقود طويلة ارتبطت أسماؤها بأسماء المناطق التي سكنوها.

ويشير في هذا الصدد، إلى أسرته "آل آغا"، التي قال إنها تعد أسرة جامعة لعدد من الأسر والبيوت التركية الموجودة في المنطقة.

وفي حديث لوكالة الأناضول يضيف "آغا" أنه إلى جانب أسرة آغا توجد في المنطقة أسر "أفندي"، "المضرحي"، "بابكر"، "سلمان"، "بيرق"، "الساروي"، "التركي" و"جعوال"، وهي أبرز الأسر والبيوت التي تعرف بأصولها التركية.

وسبق لبعض شيوخها اللقاء فيما بينهم أكثر من مرة في السنوات الماضية بهدف تعزيز الروابط بينها وتمتين العلاقات، قائلاً إن وثيقة تاريخية بهذا الشأن كتبت قبل ما يربو على 80 سنة عقب اجتماع ضم ممثلي 50 أسرة تنتمي جميعها إلى الأصول التركية.

وتعاهدت الأسر على التعاون والتكافل فيما بينها، وظلت العلاقات قوية ومتماسكة قبل أن يتسرب إليها الضعف والفتور في السنوات الأخيرة بسبب الأوضاع والظروف التي تعيشها اليمن، حسب قوله.

في النطاق الجغرافي لمديرية قعطبة التابعة لمحافظة الضالع، توجد الأسر التالية: آغا، سلمان، الساروي، المضرحي، وبيرق، موزعين على قرى: ساروه، حضار، صرعد، قرين الفهد، دار القاضي.

بينما تقيم أسرة أفندي في مدينة قعطبة نفسها، وأبرز شخصيات هذه الأسرة، وزير التجارة اليمني الأسبق، وعضو البرلمان في الفترة (1993: 1997)، محمد أفندي.

أما أسرة بيت التركي، وبيت "جعوال"، فتوجد في منطقة مريس من المديرية نفسها.

وفي النطاق الجغرافي لمديريتي السدة والنادرة بمحافظة إب توجد امتدادات للأسر ذاتها بالإضافة لأسرة "المضرحي"، وأسرة "بابكر"، موزعين على قرى الحبلة، بيت بشير، والقبلي والصوبة.

من جهته، يقول الإعلامي محمد الأشوال، وهو من أبناء منطقة العود، إنه جمع وثائق ومعلومات تثبت وجود أكثر من أسرة تركية في المنطقة.

ويشير، في حديثه للأناضول، إلى أن الشواهد الأثرية وكتب التاريخ تثبت امتدادات عريقة لعلاقة وثيقة تربط بين الأتراك العثمانيين من جهة واليمن السعيد من جهة ثانية.

**آثار ومعالم

ومن أهم المناطق والمواقع الأثرية والتاريخية المرتبطة بالدولة العثمانية، جبل "مضرح"، ينسب إليه آل المضرحي، إحدى الأسر المنحدرة من أصول تركية،وفي قمة الجبل الواقع شمال محافظة الضالع، مكان يطل على جميع القرى والمناطق المحيطة بسبب ارتفاعه، وتعود شهرته لارتفاعه واستخدامه كموقع عسكري عثماني عقوداً زمنية عدة، ويحوي آثاراً ومعالم كثيرة.

ويقاربه في الأهمية والشهرة جبل "حضار" ذو الارتفاع الشاهق، وتسمى أعلى قمة فيه "المدفع"، نسبة إلى مدفع شهير نصبته القوات العثمانية في معسكر أنشأته على القمة نفسها، ولا تزال آثار المعسكر موجودة إلى اليوم حسب إفادة سكان بالمنطقة.

وفي شرق محافظة إب يوجد الحصن الشهير "حصن حنسر"، أحد الحصون التي بناها العثمانيون في المنطقة إبان وجودهم في اليمن خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.مراد آغا، الذي يعمل حاليا ناطقا رسمياً باسم جبهة "حمك" التابعة للقوات الحكومية، وتقع بين محافظتي إب والضالع، يعرب عن قلقه "من تدهور العلاقات التي تربط بين الأسر ذات الأصول التركية، بعدما ظلت متينة وقوية في الفترة الماضية، خاصة أن بعض شباب الجيل الجديد يعانون من نقص معرفي حول هوياتهم وتاريخهم".

ويقول إنه بدأ منذ فترة التواصل مع وجهاء وشيوخ هذه الأسر بهدف لم الشمل، مشيراً إلى أن جهود جمع الشمل تحظى بتقدير وتفاعل الأغلبية.

ويضيف، لمراسل الأناضول، "نسعى إلى مقابلة السفير التركي لدى اليمن حال تحسن الظروف، بوفد يمثل جميع الأسر التركية الموجودة في المنطقة، ونود أن نوصل رسالة للشعب التركي أن لهم أهلا هنا في اليمن".

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر