مسؤول دولي: الصراع في اليمن اتخذ منحا خطيرا فاق كل التوقعات

[ رئيس لجنة الصليب الأحمر باليمن ]

حذر رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن، ألكسندر فيت، من أن "الصراع في اليمن اتخذ منحا خطيرا بشكل فاق كل التوقعات، مما جعل التوصل إلى حل سياسي أمرا صعب المنال".

وقال فيت في حوار مع صحيفة" دير شبيغل" الألمانية إن التوصل إلى هدنة بين جميع الأطراف يمكن أن يؤدي إلى توقف معاناة اليمنيين الذين يرتفع" عدد الموتى في صفوف الشعب اليمني يرتفع يوما بعد يوم"، بحسب ترجمة لموقع عربي21.

وتقول الصحيفة إن الوضع في اليمن كارثي، حيث فر حوالي مليوني شخص من البلاد، فيما بقي 80 في المئة من الشعب تحت رحمة المساعدات الدولية.
وتجاوزت عدد وفيات الكوليرا ألفي شخص بينما تجاوزت عدد الحالات المصابة نصف مليون منذ 27 أبريل الماضي.

وتوقع رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن ارتفاع العدد مع "موسم الأمطار قد يساهم في تأزم الأوضاع وظهور المزيد من الأمراض".

وأردف فيت أن "الوضع في اليمن خارج عن السيطرة، حيث انهار قطاع الصحة بالكامل. كما نفذت أكياس الدم الاحتياطية في بنوك الدم. وفي خضم هذه الحرب، لا يموت المدنيون جراء الصراعات والقصف المكثف فحسب، بل نتيجة عوامل غير مباشرة، أيضا".

وأضاف أن "اليمن يعتبر بلدا ناميا، حيث يضم مدنا وبنية تحتية منظمة على عكس الصومال. وفي الوقت الراهن، دمرت الحرب كل شيء، فقد استهدفت الأطراف المتنازعة المولدات الكهربائية ومحطات ضخ المياه. علاوة على ذلك، يشتكي الأهالي من نقص المياه الصالحة للشرب والمرافق الصحية النظيفة".

وتابع "لقد أحصينا إلى حد الآن 500 ألف حالة مصابة بوباء الكوليرا. وفي الأثناء، قتل حوالي 2000 شخص نتيجة هذا الوباء القاتل. في المقابل، توجد كمية ضئيلة للغاية من الأدوية بأسعار خيالية، علما أن المدنيين لا يستطيعون دفع ثمن هذه الأدوية، نظرا لأنهم لم يتقاضوا رواتبهم منذ سنوات".

وردا على سؤال الصحيفة فيما يتعلق بالمشاكل التي تبعث على القلق في اليمن، أشار رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن إلى أن "انتشار الأمراض المزمنة في اليمن، على غرار مرض السكري مسألة تستدعي القلق. وعلى الرغم من أن هذا المرض يمكن معالجته، إلا أن المرضى مهددون بالموت في حال عدم تمكنهم من شراء حقن الإنسولين".

وحول الإجراءات التي اتخذها الصليب الأحمر لمجابهة هذا الوضع، أوضح قائلا: "نحن نعمل على تكريس خبرة سنوات من العمل المكثف في اليمن، وذلك عبر دعم مراكز غسيل الكلى، على سبيل المثال. من ناحية أخرى، نحن نحرص على جلب الأدوية الضرورية لمساعدة اليمنيين على متن الطائرات".

ولفت فيت إلى أن "مطار صنعاء مغلق، لكن بعض منظمات الإغاثة على غرار اللجنة الدولية للصليب الأحمر وأطباء بلا حدود والأمم المتحدة تتمتع بإمكانية الدخول إلى العاصمة صنعاء. في الوقت ذاته، لا تزال بقية الموانئ في عدن والحديدة مغلقة".

وتطرقت الصحيفة إلى مدى قدرة منظمة اللجنة الدولية للصليب الأحمر على العمل دون عوائق في كامل البلاد. وفي هذا السياق، قال فيت إنه "يمكننا الدخول إلى كافة المناطق في البلاد. وفي الأثناء، يعمل موظفو الصليب الأحمر المحليون في المناطق التي لا يمكننا النفاذ إليها، حيث يتكفلون بمعالجة الآلاف من الأشخاص بشكل يومي".

وفي سؤال الصحيفة عن أكثر المناطق مأساوية في اليمن، أجاب رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر: "الوضع حرج في كافة المدن اليمنية، لكن الوضع مأساوي للغاية في بعض المدن على غرار تعز".

وأضاف: "يصعب الوصول إلى مدينة تعز، ولا يمكننا دخول المدينة إلا عن طريق المسالك الترابية، علما أن الرحلة إلى هذه المدينة عبر سيارة جيب تستغرق ساعات طويلة. لقد دُمرت مدينة تعز بالكامل، تقريبا، نتيجة الصراعات. بالإضافة إلى ذلك، تفتقر المدينة إلى قنوات الصرف الصحي، في حين انتشرت القمامة في كل الشوارع، مما أدى إلى انتشار الكوليرا بشكل سريع، وهو ما يفسر ارتفاع عدد الوفيات في هذه المدينة الحدودية".

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر