مسؤول سعودي: إيران تستخدم الحوثيين لفتح جبهة في البحر الأحمر لزعزعة أمن المملكة

[ الحارثي ]

رأى  رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى السعودي الدكتور زهير الحارثي، أن محاولات تعطيل الملاحة البحرية وخلق الاضطرابات والقرصنة في البحر الأحمر، تعد هدفا رئيسا تسعى إليه إيران عبر ذراعها الحوثية التي سبق أن تم تدريب بعض عناصرها في البقاع اللبناني تحت إشراف مباشر من «حزب الله».

ولفت  تصريحات لـصحيفة«الشرق الأوسط» السعودية، إلى أن الغاية من ذلك تتمثل في تمدد مشروع إيران التوسعي عبر إثارة القلاقل وإزعاج الدول المطلة على البحر بما فيها السعودية ومصر، ومحاصرتها ومحاولة إضعافها وشغلها والتأثير عليها اقتصاديا عبر استهداف السفن التجارية والنفطية.

وطبقا لقراءة الحارثي لشكل التطورات الأخيرة، فهو يرى أن إيران تعمل على استخدام الورقة الحوثية لفتح جبهة في البحر الأحمر لزعزعة أمن السعودية، عبر استهداف الملاحة البحرية ابتداء وتعطيلها. واستعاد الحارثي في سياق قراءته للمشهد أهمية موقع اليمن من الناحية الجيوسياسية، «فهو من جهة يقع جنوب أكبر دولة نفطية في العالم، ويطل على باب المندب، وبالتالي يتحكم في أهم المنافذ البحرية، فيما يقابله من الجانب الآخر القرن الأفريقي»، لافتا إلى أنه مما يدلل على جاذبية هذا الموقع محاولات «القاعدة» وإيران استغلال اليمن نقطة عبور لهذه الاتجاهات وفقا لأجندة كل طرف.

وحول الأمور المطلوبة دولياً لمواجهة المحاولات التي تسعى للإضرار بأمن الملاحة في البحر الأحمر، دعا الدكتور الحارثي إلى تكتل المجتمع الدولي لمواجهة إيران وممارساتها الاستفزازية وسعيها لنقل الفوضى للبحر الأحمر عبر دعمها للقرصنة الحوثية، مشدداً على أن أي سيطرة إيرانية على باب المندب تعني التأثير على الإمدادات النفطية العالمية وخلق فوضى اقتصادية ورهن القرار السياسي للدول المطلة على البحر الأحمر بالضغط عليها.

وشدد رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى، على ضرورة محاسبة إيران على ما ترتكبه من تجاوزات، عادّاً ذلك أمراً مهماً لاستقرار المنطقة وسلامة الملاحة البحرية، على اعتبار أن ما تمارسه عبر أذرعتها في المنطقة، يعد خروجا عن المواثيق والتعهدات الدولية ويتعارض مع مبادئ القانون الدولي.

وبحسب الشرق الأوسط، تعرضت الملاحة الدولية في البحر الأحمر، أمس، إلى تهديد مباشر هو الثاني من نوعه في غضون 10 أيام؛ إذ تحدثت تقارير رسمية عن سقوط صاروخ باليستي أطلقته الميليشيات الحوثية من الأراضي اليمنية، داخل المياه الدولية (جنوب البحر الأحمر) وهو ما يعني اقترابه من منطقة مضيق باب المندب التي يعبر من خلالها ثلثا ناقلات نفط العالم.

وأوضحت أن  الصاروخ الباليستي الذي تم إطلاقه أمس، من محافظة حجة، يعد ثاني تهديد من الميليشيات لملاحة البحر الأحمر في أقل من أسبوعين؛ إذ يجيء عقب مهاجمة ميناء المخا اليمني بقارب مفخخ، وهي العملية التي عدتها قوات التحالف الداعمة للشرعية في اليمن تهديدا للملاحة الدولية والأمن الإقليمي والعالمي، ومحاولة لإعاقة وصول الأعمال الإغاثية والإنسانية.

وكانت محاولة الميليشيات الحوثية استهداف ملاحة البحر الأحمر، قد بدأت مبكرا، وتحديدا بعد 3 أشهر فقط من انطلاق عملية «عاصفة الحزم» الرامية لاستعادة الشرعية في اليمن عام 2015؛ إذ وضعت قوات التحالف في حينها يدها على جزيرة حوّلها الحوثيون إلى مخزن للصواريخ كانت معدة للإطلاق لتعطيل الملاحة في مدخل البحر الأحمر لخليج عدن ومضيق باب المندب.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر