كشف موقع «وورأون ذا روكس» الأمريكي عن تزايد نشاط خبراء الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني لدعم الحوثيين في الحرب الدائرة باليمن وتناول بالتحليل استراتيجية إيران في تطويق السعودية من الجنوب.
بدأ المقال الذي نشره الموقع الحديث عن محاولة للتوغل تمت في مارس في الأراضي السعودية تحت غطاء «عاصفة المدار» الرملية التي غطت جنوب ـ غرب المملكة وقللت من مدى الرؤية لمتر واحد ومنعت التغطية الفضائية وأدت لإغلاق المدارس.
ووسط هذه الأجواء قام أحد عناصر الحرس الثوري المعروف بأبو علي بقيادة 52 من مقاتلي الحوثيين مجهزين بقاذفات كاتيوشا من محافظة صعدة إلى منطقة عسير وكان الهدف هو القيام بسلسلة من الغارات الصباحية. واستخدم المهاجمون الصواريخ لمهاجمة البلدة الحدودية ظهران الجنوب قبل أن ينحرفوا باتجاه المركز الحدودي علب.
ويضيف: كان الرد السعودي سريعاً حيث قتلت الطائرات السعودية الضابط في الحرس الثوري و40 حوثياً وجرح 12 وتم تدمير كل العربات وراجمات الصواريخ.
ويقول كاتب المقال إن القيادي «أبو علي» قام قبل محاولة التوغل بأراضي السعودية بتوفير التدريب وعمليات الإشراف لقوات النخبة المعروفة باسم كتائب الحسين. ويعلق أن الدعم الإيراني للحوثيين فاقم من الحرب في اليمن وأدى لرد قوي من دول الخليج خاصة السعودية.
ويضيف أن الغارة على جنوب السعودية تكشف عن دور الحرس الثوري وحزب الله وفي الوقت نفسه الخسائر البشرية المتزايدة على الساحة اليمنية. ومن خلال تحليل الكاتب للتقارير الصحافية الصادرة في الخليج فقد قتل وأسر 44 من الناشطين في الحرس الثوري وحزب الله في الحرب الأهلية.
ويرى الكاتب أن المغامرة الإيرانية في اليمن يمكن فهمها من خلال تحليل استراتيجيتها والهجمات الصاروخية وبرامج التدريب والدعم اللوجيستي والإمداد والعمليات البحرية خلال العامين الماضيين.
استراتيجية
تقوم استراتيجية إيران على مبدأ «التطويق» للجزيرة العربية والإستفادة من الأقليات الشيعية الحانقة لزرع بذور التمرد لكي تحل محل الأنظمة السنية. وعليه فالظروف التي يخلقها الإيرانيون تعمل على حرف أنظار دول الخليج والغرب عن معالجة التهديد الإيراني مباشرة. وقدمت إيران عبر السنين الدعم والتدريب لخلايا إرهابية بهدف استهداف وقتل المسؤولين الحكوميين وتدمير البنى التحتية في الكويت والإمارات.
وبالنسبة لليمن ظل الحوثيون استثماراً منخفضاً يؤدي مع الزمن لاستثمارات عالية، مع ان هذه الحسابات انقلبت الآن. ففي بداية الحرب الأهلية تجنب المستشارون من حزب الله والحرس الثوري الإنخراط المباشر في المعارك مع الحوثيين وركزوا على التدريب والتسليح والذي عادة ما كان يتم عبر برامج مشتركة تنظم بعيداً عن ساحة المعركة.
مشكلة الإمدادات
ويقول الكاتب إن عمليات الإمدادات الإيرانية في اليمن تعاني من ضغوط. فقد لاحق التحالف الذي تقوده السعودية إمداد السلاح عبر البحر وسيطر على ثلاث موانئ وأرخبيل من الجزر كانت إيران تستخدمها لتخزين وتهريب الأسلحة إلى مناطق الحوثيين. وتواجه إيران مشاكل للوصول إلى ميناء الحديدة المحاصر من قبل قوات التحالف السعودي واليمنية.
وتلوح في الأفق معركة للسيطرة على الحديدة وعدد من المدن الأخرى ومصائد الأسماك. إلا أن لجنة من الحزبين في الكونغرس تساءلت عن قدرة التحالف تحقيق نصر حاسم وسريع في الحديدة والتعامل مع الأزمة الإنسانية. وفي شرق اليمن يقوم التحالف السعودي بالضغط على عمليات تهريب السلاح عبر عمان حيث تمتد خطوط التهريب بين محافظة مرح إلى مأرب وآخر بين مرح وشبوة.
الترجمة للقدس العربي