مع اقتراب قدوم شهر رمضان المبارك بما يحمله من بشائر الخير، إلا أن سكان تعز يستقبلونه بتصعيد غير مسبوق من قبل الحوثيين الذين أمطروا الأحياء السكنية بالقذائف وحصدوا أرواح العشرات من المدنيين.
وإلى جانب ذلك، يعاني الناس من أوضاع معيشية بالغة القسوة والصعوبة وأكثر من العام الماضي لاستمرار توقف رواتب الموظفين ومصادر الدخل إثر تعطل النشاط الاقتصادي في البلاد.
يشكو أحمد سيف وهو تاجر مواد غذائية من معاناة تبدو غريبة قياسا بحاله كتاجر، لكنها بمقياس الواقع منطقية، إذ تراجع العمل لديه وارتفعت الأسعار في الاستيراد وتكاليف النقل وبالكاد يغطي نفقاته الأسرية.
واستمرارا لحالة الركود الاقتصادي، تسجل الأسواق المحلية ضعف الإقبال على شراء احتياجات الشهر الفضيل لانعدام السيولة المالية، وبالتالي فإن رمضان لن يختلف عن الأيام الأخرى عند المواطن أحمد.
غير أن شكوى خالد البالغ من العمر 26 تبدو مختلفة عمن سبقه، إذ يقول لـ" يمن شباب نت" إنه يخشى على حياته وأفراد أسرته من وباء الكوليرا الذي تفشى في المدينة مثل غيرها وحصد أرواح أكثر من 300 شخص وأصاب أكثر من 20 ألف في عموم البلاد منذ أواخر أبريل، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وتعيش تعز ما يشبه الكارثة البيئية جراء تكدس أكوام القمامة بالشوارع والأحياء السكنية منذ فترة طويلة نتيجة توقف عمال النظافة عن العمل لانعدام الرواتب وغياب المبادرات المجتمعية.
ولكل شخص في المدينة المنكوبة بالحصار والحرب قصة وحكاية، فالمواطن فيصل أحمد يشعر بالحزن لقدوم رمضان هذا العام وهو بعيدا عن منزله للعام الثاني بعد تأن طالته آلة الحرب وتعذر السكن فيه.
يتساءل فيصل الذي غادر قبل عامين منزله الكائن في حي كلابه شرق المدينة - أحد الأحياء التي تشهد معارك عنيفة - و نزح مع عائلته إلى مدينة القاعدة " إلى متى ستظل هذه الحرب تطاردنا ؟".
فيصل الذي جاء مؤخراً إلى المدينة لزيارة أحد أقربائه تحدث لـ "يمن شباب نت " عن مظاهر الاستقبال للشهر الكريم "لا توجد هناك أي تحضيرات لمظاهر استقبال هذا الشهر نتيجة الوضع الاقتصادي المتدهور الذي جلب الينا المشاكل النفسية و الصحية و المعيشية ".