"أجمل جميل" آخر ضحايا جرائم التجنيد القسري الذي تفرضه مليشيات الانقلاب على أبناء المحافظة عبر وكلائها المحليين في عدد من مديريات المحافظة .
أجمل" طفل من أبناء مديرية ريف إب، لم يصل به العمر حد الخامسة عشر،استقطبته مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية إلى صفوفها عبر رفقة سوء ليجد نفسه بين صفوف الانقلابيين مقاتلاً .
لم يعرف التعامل مع البندقية، لكن لديه نشوة حمل السلاح والتفاخر به، لذا وجد نفسه فجأة بين "شلة" ساقته إلى الموت، وعادت به جثة هامدة إلى أسرته.
في مطلع الأسبوع الجاري، سلمت مليشيا الحوثي جثة الطفل" أجمل جميل الحميدي" أسرته بقرية المحداده بعزلة شعب يافع بمديرية ريف إب، بعد أن أجهزت عليه في حربها على اليمنيين .
استدراج الأطفال وتجنيدهم
ظاهرة اختطاف الأطفال وتجنيدهم عبر شبكات مرتبطة بالانقلابيين بدأت تظهر للعلن بشكل مخيف في محافظة إب الخاضعة لسلطات الانقلابيين خلال الآونة الأخيرة، فقد كشفت أسرة يمنية أواخر الأسبوع الماضي عن اختطاف مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية بمحافظة إب وسط اليمن، أحد أطفالها والزج به في جبهات القتال دون معرفتهم واختفائه منذ أشهر.
وبحسب مصادر محلية بمديرية القفر فإن الطفل( حمزة عبده الحميد حسن السبل) وينتمي لمديرية القفر شمال محافظة إب اختفى منذ أشهر من العاصمة صنعاء والتي انتقل إليها سكن أسرة السبل ، وتم إبلاغ الجهات الرسمية بالعاصمة وفي إب عن اختفائه بشكل مفاجئ ،لكنها لم تقم بأي شيء.
وفي إطار بحث الأسرة عن ولدها قامت بزيارة مستشفيات عدد من المحافظات حتى عثروا عليه في أحد مشافي مدينة إب وهو مصاب بالشلل وغير قادر على الكلام بعد تأثره بإصابة في الرأس في إحدى جبهات القتال التي خاضها مع الحوثيين الذين استقطبوه عبر شبكة تجنيد تعمل لصالحها في صنعاء.
يأتي ذلك بعد شهر من كشف أسرة أخرى بمديرية القفر من قبيلة السبل في إب عن خطف الحوثيون طفل يدعى "هيثم السبل" اتضح لاحقاً أنه يقاتل في صفوف الحوثيين بتعز.
ضحايا وإدانات محلية
في أواخر الشهر الفائت قتل وأصيب نحو خمسة عشر مجنداً قسرياً من أطفال إب ،في حادث مروري بنقيل سمارة شمال مدينة إب،اثر انقلاب طقم رباعي الدفع كان يقلهم في الطريق المؤدي إلى مديرية عتمة كانت تنوي مليشيات الحوثي دفعهم كتعزيزات.
وذكرت المصادر حينها بأن مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية قامت باستدراج نحو (17) شخص من أبناء منطقة الجبانة بميرية المشنة ،عن طريق عقال حارات وزملاء مدرسة وجرهم كمجندين قسريين دون علم أهلهم ،قبل أن يتم نقلهم عبر طقم رباعي الدفع باتجاه مديرية عتمة المحاذية للمحافظة من جهة الشمال الغربي.
ونقلت المصادر عن مصادر مقربة من أسر المجندين بأن معظم المجندين من فئة الطلاب وتتراوح أعمارهم مابين (15 ـ 18 سنة)مؤكدين عدم علم أهلهم بعمليات التجنيد التي تمت بعد عمليات استدراج تكفلت بها عدد من الشخصيات.
الحداثة لاقت ردود فعل مجتمعية وإدانات واسعة حيث أصدر التحالف الحقوقي بالمحافظة بلاغاً رصد فيه الجريمة ،وعبر فيه عن تنديده واستنكاره الشديدين للجريمة ،محملاً مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية كامل المسؤولية .
وقال التحالف الحقوقي في بيانه الذي حصل "يمن شباب نت " على نسخة منه،" ان قيام جماعة الحوثي وصالح بتجنيد الأطفال يعد جريمة شنعاء و انتهاكا صارخا للقوانين المحلية وتحديد المادة (3/أ،10) من قانون رقم (3 ) لسنة 2001م بشأن خدمة الدفاع الوطني الإلزامية وتعديلا ته وكذلك القوانين المحلية الأخرى ، وكذلك للقانون الدولي الإنساني الذي يجرم تجنيد الاطفال والزج بهم في جبهات القتال" .
قلق دولي كبير
اتهمت منظمة العفو الدولية مليشيا الحوثي بتجنيد أطفال لا تتجاوز أعمار بعضهم 15 عاما، وأنه جرى استخدامهم في "الخطوط الأمامية" في الصراع، مؤكدة أنها استقت هذه المعلومات من عائلات أطفال وقصر جنّدهم الحوثيون في صنعاء.
وقالت المنظمة في تقرير لها إنه "من المروع أن قوات الحوثي تأخذ الأطفال بعيدا عن والديهم ومنازلهم، وتجردهم من طفولتهم لوضعهم على خط النار، مما قد يعرضهم للقتل".
ووصف التقرير تجنيد الحوثيين الأطفال بأنه "انتهاك مخز ومشين" للقانون الدولي، وطالب الحوثيين بوقف فوري لجميع أشكال تجنيد الأطفال دون سن 18 عاما.
ورصدت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة عن وجود نحو 1500 جندي من الأطفال في اليمن، يتم تجنيدهم أساسا من قبل المتمردين الحوثيين الذين يقاتلون القوات الحكومية خلال الفترة من 26 اذار/مارس 2015 و31 كانون الثاني/يناير 2017.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية بأن الأمم المتحدة نجحت في التحقق من تجنيد 1476 طفلا جميعهم من الذكور" مضيفة ان هذا العدد "قد يكون اكبر بكثير لان معظم الأسر غير مستعدة للتطرق إلى مسألة تجنيد أولادهم خشية التعرض لأعمال ثأرية".
إحصاءات حكومية
قالت وزارة حقوق الإنسان اليمنية، يوم الاثنين، في تقرير قدمته أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف ، بأن مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية جندت أكثر من عشرة ألف طفل .
وأضاف التقرير المقدم من الحكومة اليمنية، بأن 1002طفلاً قتلوا، وأصيب 2224آخرين، خلال عامين، جراء الحرب الدائرة في البلاد.