يمنيون يخلدون ا?حداث الجارية في البلاد بأسماء "أطفالهم"

[ أطفال يمنيون في العاصمة صنعاء (أرشيفية) ]

سيجد بعض الأبناء أنفسهم في المستقبل مجبرين على تحمل أسماء اختارها آبائهم تخليدا للأحداث الراهنة في اليمن، متجاهلين ما إذا كانت هذه الأسماء ستعجب الأطفال عندما يكبرون، كما فعل المواطن علي أحمد مع بناته الأربع.

أطلق "علي أحمد" من محافظة تعز وسط اليمن مصطلحات "نظام وتغيير وسلمية وإرادة" أسماء لبناته الأربع، وهذه المصطلحات من أكثر الكلمات استخداماً في هتافات ولافتات شباب ثورة فبراير اليمنية، التي أثرت كثيرا في أحمد لدرجة انه خلَّد مفرداتها في أسماء بناته.

يقول أحمد لـ«يمن شباب نت» "اخترت هذه الأسماء لبناتي اعتزازاً وفخراً بثورة فبراير" معللاً تسمية ابنته المولودة في2011 "سلمية" للتعبير عن النهج الذي سلكته الثورة، كما أطلق اسم "إرادة" على طفلته المولودة في 2013 لأن الثورة إرادة الشعب على حد تعبيره.

ويضيف أحمد، وهو أب لولدين وأربع بنات، أن ثورة فبراير هدفت للتغيير الذي تضمنته مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وهذا ما جعله يسمي ابنته الثالثة في2014 "تغيير"، لكن الفوضى والحرب التي أنتجتها سيطرة الحوثيين على مؤسسات الدولة جعلته يسمي طفلته الرابعة المولودة قبل أيام "نظام".

ويرى أن من حق الأب اختيار الاسم الذي يريده لطفله حتى ولو كان مصطلحاً يخلِّد أحداثاً وذكرى معينة في حياة الأب، مشيراً إلى أن الطفل سوف يتعود على هذا الإسم ولن يكرهه عندما يكبر.


أسماء توثق الأحداث
ورغم انتشار ظاهرة تسمية الأطفال بأسماء شخصيات في مسلسلات أجنبية أو رموز اجتماعية عالمية، إلا أن تغير الأوضاع السياسية في البلاد كان لها تأثيراً على اختيار الأسماء لدى بعض اليمنيين.

يقول "أحمد مسعود الصبري" أنه أسمى طفله "حزم" لأن ميلاده كان في الأيام الأولى لعمليات التحالف العربي في اليمن والتي أطلق عليها "عاصفة الحزم"، مشيراً إلى وجود اعتقاد في منطقته بأن الطفل يبكي باستمرار إذا لم يناسبه الاسم وهذا لم يحصل مع طفله ما يعني أنه قبل بالاسم، حد تعبيره.

ويضيف الصبري في حديثه لـ«يمن شباب نت»، أنه لم يكن ينوي تسمية ابنه "حزم" قبل انطلاق عمليات "عاصفة الحزم"، موضحاً أن الأحداث التي تشهدها اليمن جعلته وآخرين غيره يختارون لأطفالهم أسماء برزت في ظل هذه الأوضاع.

 

عبء الماضي
ويرى البعض أن تسمية الأطفال مواكبة للأحداث الجارية في البلاد بدء من الثورة ثم الانقلاب على السلطات ووصولاً إلى الحرب الذي تكمل عامها الثاني، هو تحميل لأجيال المستقبل أوضاع تاريخ قاسي لم يكونوا جزء من صناعة تفاصيله.

ولا يمكن التنبؤ بما إذا كان الأطفال سيتقبلون هذه ا?سماء عندما يكبرون، إلا أن توقع وجود أسماء أطفال بمفردات يكثر استخدامها في الأحداث الراهنة أو القادمة أصبح ممكناً في ظل وصول تأثير الأحداث على اليمنيين إلى أسماء أطفالهم.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر