تعيش المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي والمخلوع صالح منذ ما يقارب العامين في ظل موجه من الاعتقالات والاختطافات التي طالت عدد كبير من اليمنيين  بمختلف شرائحهم وانتماءاتهم السياسية اذ أكدت تقارير المنظمات الحقوقية أن أكثر من 13 ألف معتقل  يقبعون في سجون مليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية دون ان يحصلوا على محاكمة أو المثول أمام أي دائرة قضائية.

وتزايدت موجة الاختطافات في الآونة الأخيرة بشكل كبير خاصة في المناطق القريبة من جبهات القتال التماس وهو ما يفسر حالة الارتباك التي تعيشها مليشيا الحوثي وصالح خاصة مع تمكن الجيش الوطني من تحرير عدد من المناطق الإستراتيجية التي كانت خاضعة لسيطرة المليشيات الانقلابية.

تقدم قوات الجيش

ففي جبهة نهم تمكن الجيش الوطني من تحرير عدد من المواقع والتباب وبات قريب من صنعاء أكثر من أي وقت مضى وفي الساحل الغربي تمكن الجيش الوطني من خلال العملية العسكرية التي أطلق عليها الرمح الذهبي والتي بدائها قبل نحو شهر من تحرير مدينة المخاء ومينائها الاستراتيجي وبات يعد العدة لتحرير الساحل الغربي بالكامل.

كل هذه المعطيات والمتغيرات على الأرض دفعت بالمليشيات التي تخشى من تفجر الوضع الداخلي ضدها إلى تنفيذ حملة اختطافات ومداهمات طالت عدد من الشباب والناشطين ففي محافظة صنعاء نفذت حملة اختطافات طالت ثمانية من أبناء قرية القابل في منطقة الروضة شمالي العاصمة صنعاء وذكرت مصادر في قرية القابل لـ"يمن شباب نت"  أن مليشيات الحوثي والمخلوع صالح اختطفت الأربعاء الماضي كلا من شايف اليحيي، ومحمد عدلة، وابن جميل قنه، وابن علي محسن اليحيي، واحسن أبو علي، وخالد السريحي  والذي اختطف للمرة الثانية.

وكانت اشتباكات اندلعت في الرابع من فبراير الحالي بين مليشيا الحوثي وصالح وأهالي منطقة ضوران بمديرية همدان شمال صنعاء على خلفية محاولة مليشيا الحوثي اختطاف أحد أولاد المواطن "عباد حمود عزان" الأمر الذي رفض الأهالي حدوثه ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بين مسلحي المليشيات، وبعض أهالي المنطقة.

حالة خوف الانقلابيين

ويرى عبد السلام محمد رئيس مركز أبعاد للدراسات الإستراتيجية "أن ارتفاع وتيرة الاختطافات في المناطق التي تسيطر عليها المليشيات الانقلابية يدلل على أنهم يعيشون الخوف من تحرك الناس ضد ظلمهم واضطهادهم وجرائمهم".

وأضاف في حديث لـ"يمن شباب نت" أن المليشيات الانقلابية تعيش حالة من الارتباك والاضطراب مع كل تقدم وانتصار للشرعية، في ظل الانتهاكات التي تمارسها في المناطق التي تسيطر بالحكم بقوة السلاح".

وبين رئيس مركز أبعاد " أن المنظمات الحقوقية التي وقعت اتفاقيات شراكة مع منظمات دولية أغلب مقراتها صنعاء ولذلك فهم يعملون في بيئة مهددة وهذا يجعل أعمالهم مشكوك فيها".

وأوضح  "أن ميلشيات الحوثي وصالح تغلغلوا مبكرا في هذه المنظمات التي أصبح بعضها يخدم الانقلاب بشكل غير مباشر".

سلسلة انتهاكات

لم يتوقف مسلسل الانتهاكات من قبل مليشيا الحوثي وصالح عند جغرافيه معينة، ففي محافظات اب وسط اليمن اختطفت مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية يوم الخامس من فبراير الحالي شاباً بعد ساعات من دفن والده .

وبحسب مصادر محلية "فإن مليشيات الانقلاب قامت باختطاف الشاب "باسم الزبيري" بعد ساعات من وفاة والده، الأحد الماضي بعد ان اقتحمت منزله في الدائري الغربي لمدينة إب، ونقله إلى سجن الأمن السياسي التي تتخذ منه المليشيات سجناً خاصاً لمعارضيها".

وفي  السادس من فبراير الجاري اختطفت مليشيا الحوثي والمخلوع صالح في مديرية بعدان شرق اب الأستاذ محمد القطوي بذريعة انتمائه لحزب الإصلاح الذي يصفون أعضائه بالدواعش.

قرب نهاية الانقلاب

ويرى الكاتب والمحلل السياسي ياسين التميمي "أن تزايد حالات الاعتقالات العشوائية التي تنفذها ميلشيا الحوثي في صنعاء والمدن الخاضعة لسلطة الأمر الواقع، تعكس حجم القلق الذي يسيطر على هذه الميلشيا بعد الخسائر المتوالية التي تتلقاها في الجبهات العسكرية".

وأضاف في حديث لـ"يمن شباب نت" أن الميلشيات تشعر قرب نهايتها، ما جعلها تمعن في الذهاب خلف أوهام التخلص من الأعداء الداخليين المفترضين، وهم تقريباً كل اليمنيين الذين تضرروا من الانقلاب".

وأشار التميمي "ان عمليات القمع والاعتقالات والإخفاء القسري والتعذيب لازمت الحضور الثقيل للميلشيا في حياة الناس في صنعاء وفي غيرها من المدن، وكان الهدف منها هو كسر إرادة خصومها لكنها اليوم تقف في مواجهة طيف واسع من اليمنيين".

وأوضح " أن وكالات الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان، والمنظمات الغربية توفر غطاء لكل هذه الانتهاكات ولا تكتفي بالسكوت عنها بل تحاول صرف أنظار العالم عنها إلى الحديث عن التحالف والحكومة الشرعية، ويكفي أن ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة بصنعاء، تجرد من أخلاقه المهنية واصطف مع الحوثيين بشكل فج".

1200مختطف

يشار إلى أن تقارير محلية كانت قد رصدت اختطاف المليشيات الانقلابية في محافظة اب نحو 80 مواطن خلال يناير الماضي ، فيما وصل عدد المختطفين للعام الماضي لأكثر من 1200 مختطف من أبناء المحافظة الخاضعة لسلطات الانقلابيين منذ أكتوبر 2014م.

يأتي هذا في وقت لازالت فيه مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية تواصل مسلسل جرائم الاختطافات بحق اليمنيين الذي انتهجته سبيلاً لقمع معارضيها منذ سيطرتها على البلاد في الحادي والعشرين من سبتمبر2014م.