منذ ساعات الصباح الأولى ،اليوم السبت، احتشد الآف اليمنيين في عدد من المدن والمحافظات في فعاليات و احتفاليات ثورية إحياءً للذكرى السادسة لثورة 11 فبراير، في وقت شهدت مواقع التواصل الاجتماعي نشاطاً لمدوّنين مستذكرين الثورة.
في تعز ؛ احتشد المئات في عرض كرنفالي ومهرجان جماهيري احتفاء وابتهاجاً بالثورة ؛ بحضور السلطة المحلية و مشاركة العديد من التكتلات والمكونات الشبابية والشعبية والقوى السياسية.
و رفع المشاركون الأعلام اليمنية و صورا للرئيس عبدربه منصور هادي في الاحتفال الجماهيري الذي جرى تنظيمه بشارع جمال وسط المدينة ،كما رفعوا لافتات كتب عليها "ثورة فبراير إرادة متجذرة وروح لاتقبل الإنكسار".
وفي محافظة مأرب ،شمال شرق البلاد ،نظمت اللجنة التحضيرية لثورة الشباب السلمية حفلاً خطابياً وفنياً بحضور رسمي ممثل بنائب رئيس الوزراء و زير الخدمة المدنية عبدالعزيز جباري وعدد من القيادات المدنية والأمنية والعسكرية.
و تخلل الحفل العديد من الفقرات الإنشادية و المسرحيات التي تحاكي أهمية وعظمة الثورة السلمية و الوضع الذي تمر به البلاد في سبيل انها الانقلاب.
كما نظمت عدد من الناشطات و شابات الثورة في مدينة إب ،وسط البلاد، فعالية احتفائية أمام مبنى السلطة المحلية ؛على الرغم من التشديدات الأمنية من قبل الانقلابيين.
وفي الفعالية رفعن المشاركات لافتات وصور تمجد ثورة فبراير السلمية، ورددن هتافات عدة أكدن فيها على مواصلة السير في مسار الثورة والسعي لتحقيق أهدافها.
محافظة الضالع ،جنوب البلاد، هي الأخرى أحياء المئات من شباب الثورة الشبابيه الشعبيه حفلاً جماهيرياً أقيم في منطقة مريس وسط حضور رسمي وشعبي جدد فيه شباب الثورة العهد والوفاء لشهداء فبراير والمقاومه والجيش حتى إسقاط الإنقلاب.
حراك إلكتروني
وتزامنت فعاليات إحياء الثورة، مع حراك ونشاط على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر"، عبّر عنه مشاركون بشعار "فبراير ثورة تتجدد".
ودوّن رئيس الوزراء للحكومة الشرعية الدكتور،أحمد عبيد بن دغر، عن الثورة قائلاً: " بدأت مرحلة التغيير الثانية بالحراك السلمي في 2007،وتعززت في2011،بشباب التغيير،واستمرت حتى تحقق التغيير السلمي الأكبر2012بانتخاب الرئيس هادي ".
بن دغر أضاف في تغريدة أخرى "شباب ثورة سبتمبر وأكتوبر هم من قادوا مرحلة التغيير الأولى، وهم من عصف بالنظام السلالي الإمامي المتخلف، وهاهم أحفادهم يواصلون التغيير".
وكتب الدكتور ياسين سعيد نعمان ،سفير اليمن لدى بريطانيا ،تدوينة عن الذكرى السادسة للثورة، بعنوان " فبراير وميراث النضال السلمي للحركة الوطنية اليمنية "، قال فيها "نجحت ثورة فبراير ثورة السلمية في قلب المعادلات التي بدا انها كانت قد استقرت لصالح نظام سياسي واجتماعي هجين ، مغلق المصالح لنخب اجتماعية وسياسية وعسكرية اختارها رأس النظام بعناية لتشكل حاملا اجتماعياً وسياسياً لنظامه ".
وأضاف "لم يكن بالإمكان مواجهة هذا النظام بأي وسيلة اخرى غير الثورة السلمية ؛ كانت هذه الثورة قد ورثت روافد النضال السلمي للحركة الوطنية اليمنية ، وقد يقول البعض ان معظم المحطات النضالية للحركة الوطنية كان يغلب عليها العنف ".
وتابع ياسين "... نعم هذا صحيح لان الأنظمة المستبدة لم تكن تترك فرصة للنضال السلمي او العمل السياسي المقموعين من قبلها ان يؤسسا قاعدة صلبة لمجتمع مدني يقاوم الاستبداد والفساد سلمياً وبأدوات سلمية ، ومع ذلك فقد كان النضال السلمي يواصل اختراق اجواء العنف تلك وينشئ معادلاته على الارض في صور مختلفة من العمل السياسي والثقافي والاجتماعي".
وأنهى ياسين تدوينته بالقول: " تدمير اليمن بهذه الهمجية هو محاولة بائسة لإعادة تركيب ذلك المشروع والذي أصبح خارج التاريخ ، في مساحة من الوعي الاجتماعي الشعبي .. بينما تقول الحقيقة ان الثورة السلمية انتصرت ، وكل ما في الامر انها لم تنتبه الا لاحقاً لاهمية أن السلام يحتاج دائماً الى قوة تحميه".