احتدم الصراع في محافظة ذمار جنوب العاصمة صنعاء، بين القيادات الحوثية بالمحافظة والآخرى القادمة من محافظة صعدة معقل جماعة الحوثي المتمردة، حول السيطرة على شؤون المحافظة والمنصب الأعلى الذي يمثل الحاكم الفعلي "المشرف الأمني”.
ويرى كل طرف أنه الأحق بتولي المنصب الذي يقوده حالياً منذ سيطرة المليشيات الانقلابية على ذمار في شهر أكتوبر 2014م القيادي "أبو عادل الطاووس" المحسوب على حوثيي صعدة.
وقالت مصادر مطلعة لـ"يمن شباب نت" أن الخلافات بين "الطاووس" ووجاهات وقيادات الحوثي بذمار بلغت ذروتها، بعد حادثة الإعتقال التي وقعت الثلاثاء الماضي في مدرسة الثورة بمدينة ذمار، والتي اعتقل فيها قيادي حوثي محسوب على ذمار من قبل المشرف الأمني "الطاووس" وتحويله إلى التحقيق ثم إرساله إلى مران بصعدة بتهمة التحريض والكراهية ضد الطاووس وأخيه ورفضه للقرارات والتعيينات الصادرة عنهما.
وذكر المصدر المقرب من أحد قيادات الحوثي في مدينة ذمار، أن هناك إجماعا بين قيادات الحوثي في المحافظة على رفض إستمرار الطاووس وأخيه في إدارة الجماعة المتمردة، وأنهم طالبوا بمغادرته ولم يعد مرحبا بتواجده، وحملوه المسؤولية كاملة تجاه إعتقال القيادي الميداني "علي زيد الحوثي" وكل ما ينتج عن ردات فعل تجاه هذه الحادثة التي وصفوها بالمهينة لكافة حوثيي ذمار.
واتهموا الطاووس برفع وتيرة السخط ضد الجماعة المتمردة في المحافظة من خلال قرارته وتعييناته لأشخاص محسبوين عليه، وتجاهله لحوثيو ذمار والتضيحات التي قدموها في سبيل الجماعة، واعتقاله لوجاهات وقيادات حوثية من بيت "الديلمي والوشلي وآخرها علي زيد الحوثي"
وأكد المصدر أن خلافاً حادا نشب مساء الأربعاء في دار الضيافة "بعد يوم من إعتقال القيادي علي الحوثي" حيث أكد أن قيادات تمثل أكبر أسرة تنسب نفسها لـ"الهاشمية" بالمحافظة "بيت الوشلي والديلمي" أبدت غضبها لتصرفات الطاووس وأخيه وتصرفات القيادي "أبو حيدر" وكلهم محسوبين على صعدة، والتي كان آخرها إعتقال مدير عام الهلال الأحمر في ذمار المنتمي لبيت الديلمي.
وأوضح أن الخلافات بين الطرفين بلغت حد الصراخ وتوجيه السب والشتم بينهما، إضافة إلى توجيه التهم بإلتهام الأموال التي تحصل عليها قيادة الجماعة من مؤسسات السلطة المحلية أو من الجبايات والتبرعات التي حصلوا عليها بإسم دعم المجهود الحربي أو حملة دعم البنك المركزي.
يذكر أن الطرفين قد احتكموا إلى زعيم الجماعة المتمردة بصعدة في ديسمبر عام 2014م حول منصب حاكم ذمار فأبلغهم أن "الأحق بالحكم في هذه المرحلة هم المجاهدين حسب قوله، الذين خاضوا حروب صعدة، وليس من كانوا يسكنون الطيرامانات" في إشارة منه إلى النعيم الذي كان يتمتع به حوثيو ذمار، في حين كان الطاووس وأخيه يخوضون الحروب ضد القوات الحكومية.
ويأمل حوثيو ذمار من زعيم الجماعة المتمردة في صعدة بتغيير "أبو عادل الطاووس" من الإشراف على المحافظة نزولا عند مطالبهم، خصوصا بعد حادثة الإعتقال الأخيرة والتي قام بها من أجل مصالحه الشخصية.