حصل "يمن شباب نت" على صورة من الاستقالة التي تقدم بها "أحمد الصوفي" السكرتير الاعلامي للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، ورفضها الأخير في سبتمبر الماضي.
وتضمنت رسالة الاستقالة، التي ينشر "يمن شباب نت" نصها ونسخة منها، بعض أهم الأسباب التي دعت الصوفي إلى تقديم استقالته، وأهمها اتهامه رئيسه المخلوع بسوء الإدارة ما جعل "السيل يبلغ الزُبى"، حسب ما جاء في نص رسالة الاستقالة.
كما أتهم الصوفي رئيسه المخلوع، بتشجيع من وصفهم بـ"السفهاء" وتجاهل واجباته إزاء ذلك. حيث أشار السكرتير الإعلامي للمخلوع، ضمن رسالة استقالته، إلى أن سوء إدارة رئيسه المخلوع صالح أدت إلى أن "يتأخر العمل الوطني ويتقاعس الأخرون.."، مضيفا "وسيرتفع صوت الصغار، وسيلوك سمعتنا السفهاء بسبب كثرتهم، وربما بتشجيعكم وتجاهل واجباتكم إزاء ذلك".
ومن الطريف أن يفتتح السكرتير الإعلامي للرئيس المخلوع، نص رسالة استقالته بأية قرآنية غير موجودة في القرآن، حيث جاء في مقدمة الرسالة: قال تعالى <<أعبدوا ربكم الذي أطعمكم من جوع وآمنكم من خوف>>، وعلى ما يبدو أنه كان يقصد أوآخر سورة "قريش"، وهي قوله تعالى: <<لإيلاف قريش، إيلافهم رحلة الشتاء والصيف، الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف>>.
وفي حين تأسف الصوفي على اضطراره لهذا القرار (الاستقالة)، "في وقت دائرة الجحيم تحيط بالوطن وبكم"، استدرك موردا بعض أخطاء رئيسه المخلوع: "لكن البعض يرغبكم متعايشين مع الأخطاء حتى يمنع استفاقة الزعيم فيكم.."، كما أضاف أيضا "يراهنون أن تنطمس هوية ثوريتنا اليمنية وأن يتغلب الارتجال وكلام السفهاء على عقلنا...."، مستغربا "ولا أعرف كيف تجمع بينهما".
وعلى الرغم من ذلك، إلا أن رد المخلوع صالح على طلب سكرتيره الإعلامي بالاستقالة، جاء برفضها، محذرا إياه بالقول: "ولا تتدخل فيما لايعنيك"، فيما أضاف أيضا: "ولن نرضى بديلا عنك".
وكان المخلوع صالح عين "أحمد عبدالله الصوفي"، سكرتيرا له للشئون الإعلامية في 8 فبراير 2011، مع بداية معالم انطلاق الثورة الشعبية اليمنية السلمية التي أدت إلى اسقاطه من حكم البلاد في فبراير 2012. ولاحقا ألف الصوفي كتابا، تحت عنوان رئيسي "اليمن.. تحالف القبيلة والإخوان"، وعنوان فرعي: "أسرار محاولة اغتيال الرئيس علي عبدالله صالح"، والذي صدر أواخر شهر أكتوبر 2014، وكان الهدف منه توجيه الاتهامات لجهات بعينها فيما يتعلق بحادثة محاولة الاغتيال التي تعرض لها المخلوع صالح وأركان حكمه في دار الرئاسة في يونيو 2011، بعد خمسة أشهر تقريبا من إندلاع الثورة الشعبية السلمية لإسقاط نظام صالح.
وفي مارس الماضي (2016) هاجم الصوفي ميليشيات الحوثي، ضمن حوار صحفي أجرته معه حينها صحيفة "الوطن" السعودية، أتهم فيه الحوثيين بالانقلاب على الدولة والفساد ونهب الخزينة العامة، وتدمير الأمن الوطني، وتفكيك النسيج الاجتماعي، ويجب مواجهتهم. وقال في الحوار "الميليشيات تحكم اليوم عنوة، وتمارس السلطة ولا نقر ذلك، وبعد الساعات الأولى من انقلابهم على كل مؤسسات الدولة، كنت شخصيا أول من قال هذا انقلاب ويجب مواجهتهم، ولا زلت أقول هذا الكلام وأنا في صنعاء حاليا وأقول هذا الكلام، الحوثيون يسعون لتحويل شخصية الدولة ويحاولون أن يبنوا دولتهم امتدادا للتوجه الشيعي في المنطقة، فنهبوا الخزانة العامة، ودمروا الأمن الوطني، وفككوا النسيج الاجتماعي، وانتزعوا القرار الوطني، الذي أصبح معلقا في الهواء".
كما هاجم الصوفي – ضمن الحوار أيضا – أيران ومخططاتها في المنطقة، قائلا: "الإيرانيون يريدون الاستيلاء على ممر الخليج والوصول إلى باب المندب، ومن أجل تقاسم النفوذ بينهم وبين المملكة ومصر، ويسعى الإيرانيون إلى أن يكون لهم تأثير على مستوى المنطقة من أجل التحكم في البحر الأحمر وجزء من المحيط الهندي، وهم لا يخططون لذلك بل يفعلون، أما حزب الله عبارة عن ترسانة عسكرية وخبرة حربية يمكن الاستعانة بها لتدريب المقاتلين وتأهيل الكوادر".
وإثر ذلك الحوار بأيام، ترددت معلومات أن مسلحي ميليشيات الحوثي قامت بمحاصرة منزله بالعاصمة صنعاء.
وعلم "يمن شباب نت" من مصادر خاصة بالمؤتمر الشعبي العام، أن الصوفي، لم يعد يمارس عمله كسكرتير إعلامي للمخلوع، وأنه منزو في منزله بصنعاء، فيما يشبه "الإقامة الجبرية" المفروضة عليه من ميليشيات الحوثي، ورغما عن المخلوع صالح، الذي لم يقم بشيء إزاء هذه الحالة.
وينشر "يمن شباب نت" نص رسالة الاستقالة التي تقدم بها الصوفي من "جميع صلاته" بالرئيس المخلوع صالح:
الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام المحترم
تحية طيبة وبعد
قال تعالى "أعبدوا ربكم الذي أطعمكم من جوع وآمنكم من خوف" صدق الله العظيم
أتقدم باستقالتي من جميع صلاتي بكم دون إنكار أنه شرف لي اختيار تجربة حكمكم والعيش معكم محنتكم وأتشرف بأني سطرت صفحات لن أندم عليها وتأكدت من حقائق سيأتي وقت كشفها ولن يتجاهلها التاريخ.
لكن سوء إدارتكم جعلت السيل يبلغ الزبى ويتأخر العمل الوطني ويتقاعس الأخرون وسيرتفع صوت الصغار وسيلوك سمعتنا السفهاء بسبب كثرتهم وربما بتشجيعكم وتجاهل واجباتكم إزاء ذلك.
ورغم أسفي على الاضطرار لهذا القرار في وقت دائرة الجحيم تحيط بالوطن وبكم، لكن البعض يرغبكم متعايشين مع الأخطاء حتى يمنع استفاقة الزعيم فيكم.. يراهنون أن تنطمس هوية ثوريتنا اليمنية وأن يتغلب الارتجال وكلام السفهاء على عقلنا.... لا أعرف كيف تجمع بينهما.
عموما تشرفت بالانتماء إلى حزب أنت تقوده... وهذا لا يعني أن نتوقف عن واجبنا تجاه الوطن، ولن نألوا جهدا في مواجهة العدوان ولن نتردد لحظة واحدة في احترامكم وتغليب مصلحة اليمن.
دمتم لأهدافكم وواجباتكم.
أحمد عبدالله الصوفي
7/9/2016