أكد قيادي عسكري في الجيش الوطني تقدم قوات الجيش والمقاومة نحو جبال كتاف التي تبعد عن وسط صعدة بنحو 30 كيلومترًا تقريبًا.
وقال العقيد مهران القباطي قائد قوات الجيش بجبهة صعدة وقائد لواء الصحراء، لـصحيفة«الشرق الأوسط»، إن قوات الجيش استطاعت السيطرة الكاملة على مقر اللواء 101 وغنمت الكثير من الأسلحة والذخائر منها ثلاث دبابات صالحة للاستخدام، مبينًا أن مفرق الجوف (طريق رئيسي يستخدمه الحوثيون للإمداد) أصبح تحت مرمى نيران الجيش الوطني والمقاومة، وبالتالي توقف الدعم بشكل كامل لأفرادهم. وأضاف: «بعد أن أصبح مفرق الجوف تحت نيراننا انقطع الإمداد كليًا للبقع.
كان الحوثيون وصالح يتلقون الإمداد بالسيارات والدراجات النارية عبر هذا الطريق». ويعد منفذ البقع أحد أهم المنافذ الحدودية البرية لليمن مع السعودية، ويبعد عن مدينة صعدة (مركز المحافظة الإداري) نحو 150 كيلومترًا، بينما يبعد عن مدينة نجران السعودية بنحو 100 كيلومتر، ويقابله في الجانب السعودي منفذ «الخضراء» التابع لمنطقة نجران.
وأشار قباطي إلى أن صفوف الحوثيين وصالح تشهد انهيارات وانسحابات منذ اليومين الماضيين في محاولة منهم للتمركز في مواقع جديدة حتى لا تطالهم نيران الجيش الوطني والمقاومة التي أكد أنها تطاردهم كظلهم. وتابع: «منذ يومين نرى انسحابات غير طبيعية في صفوفهم، وهم يحاولون تعزيز مضيق صعدة، لأنهم موجودون في جبال ذات تضاريس لا تناسب تمركزهم، ومن خلال الاستطلاع نرى أنهم بدأوا بتعزيز مداخل صعدة».
ويعتبر «السنترال» الواقع في محيط اللواء 101 الذي سيطر عليه الجيش الوطني والمقاومة بوابة صعدة لما يمثله من موقع استراتيجي حساس مكن الجيش الوطني من فرض سيطرته النارية على معظم الأجزاء الواقعة في المنطقة. وأردف أركان حرب جبهة صعدة قائلاً «يحاول الحوثيون وقوات الحرس الجمهوري التمركز على مدخل خط كتاف لتعزيز هذه المواقع. نحن نعرف كتاف وعشنا فيها، فجبالها وعرة وإذا تمركزوا فيها فسيكون ذلك في أماكن محدودة فقط».
وبحسب العقيد قباطي، فإن قوات الجيش الوطني والمقاومة تعتبر في مرحلة ما يطلق عليه عسكريًا بـ«استقرار النجاح»، مشيرًا إلى أنه بعد السيطرة على أجهزة الاتصالات الخاصة بالحوثيين وصالح «نسمع خلافات فيما بينهم وعتابا وسبابا وشتما ويلوم كل منهم الآخر، كما أن لدينا عددًا من الأسرى اعترفوا بمواقع الألغام وأماكنها». ويستخدم الحوثيون وقوات صالح شبكة ألغام قد تصل أعدادها إلى 30 لغما أو أكثر، بحسب العقيد قباطي الذي كشف أنهم يزرعون أيضاَ ألغامًا بلاستيكية لا يمكن لأجهزة الكشف العادية رصدها. واستطرد «وجدنا ألغاما غريبة بلاستيكية مضادة للدروع لا تكشفها الأجهزة العادية، لكن السعودية دعمتنا بأجهزة حديثة تظهر اللغم البلاستيكي الأمر الذي ساعدنا كثيرًا في التقدم».
ووفقًا للعقيد قباطي، تم العثور على مجموعة من الأطفال يقاتلون في صفوف الحوثيين والحرس الجمهوري التابع لقوات صالح، مشيرًا إلى أن هؤلاء القصر مُجبرون على القتال رغما عنهم. وشدد قباطي على مطالبة المنظمات الدولية والمعنية بحقوق الإنسان والطفل بتسليط الضوء على هذه الممارسات التي لا تمت للدين أو الأخلاق بأي صلة.