على مدى العامين الماضين شكلت نقطة " أبو هاشم " خارج رداع بمحافظة البيضاء عامل قلق ورعب لكثير من المسافرين خشية الاختطاف الذي يتعرضون له على أيدي مليشيات الحوثي المتمركزة خارج رداع والتي تعرف بنقطة باسم القيادي المشار له أعلاه.
بعد قطع طريق صنعاء مأرب وإغلاق منفذ الطوال البري الذي يربط اليمن بالمملكة العربية السعودية ازدادت أهمية هذا الخط الذي أصبح شريان حياة لكثير من المواطنين اليمنيين، إذ لابد للمسافرين إلى محافظة حضرموت وشبوه ومارب وكذا المسافرين من وإلى المملكة العربية السعودية أن يمروا بهذا الطريق المليء بالرعب والخوف والخاضع لسيطرة مليشيا الحوثي .
وعلى مدى سنوات الانقلاب مارست هذه النقطة أبشع أنواع الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين المسافرين على هذا الطريق حيث تعرض عدد كبير من المسافرين للاختطاف والتعذيب الجسدي إذ بات يشكل المرور بسلام من النقطة سيئة السمعة ولادة جديدة وفرحة كبيرة لدى الكثير من اليمنيين الباحثين عن الحياة في ظل ظروف حرب فرضتها عليهم جماعة الحوثي المدعومة من ايران.
شهادات المختطفين
يمن شباب نت التقت عددا ممن ذاقوا مرارة التعذيب واكتووا بنار الاختطاف حيث عاشوا وعايشوا ألوانا من القهر والمعاناة خلف قضبان السجن على أيدي عناصر جماعة لا تحسن سوى القتل والتخريب.
يقول أحد هؤلاء الذي فضّل عدم ذكر اسمه حرصا على سلامته" كنا مجموعة من المسافرين إلى محافظة حضرموت للبحث عن عمل وجميعنا من محافظة إب واثناء المرور بنقطة ابو هاشم تم ايقاف النقل الجماعي صعد ابو هاشم بنفسه وبعد ان فحص بطائقنا تم انزالنا من الباص وتجريد كل ما بحوزتنا من فلوس ومصادرة تلفوناتنا الشخصية حيث تم احتجازنا هناك في عمارة فيها عدد كبير من السجناء من محافظات مختلفة يعيشون في ظل ظروف اختطاف سيئة جدا لا تليق بالبشر ".
ويضيف" كنا قد دفعنا خمسين الف ريال لاحد قيادة مليشيا الحوثي في محافظة اب ويدعى ابو احمد للحصول على تصريح يوكد اننا عمال ليس لنا اي علاقة بالشرعية ولا ننتمي لأي حزب الا ان ابو هاشم لم يلتفت لهذا التصريح ولم يعيره اي اهتمام".
وأوضح " أنهم تعرضوا في الاسبوع الاول من الاعتقال للضرب واللطم والاهانات واجبارهم على الوقوف مستقيمين لساعات طويلة وكذا حرمانهم من النوم دون اي سبب ودون اي ذنب ويضيف استمرينا في الاعتقال لمدة 25 يوما دون ان يسمح لنا الاتصال بالأهل لتطمينهم وفي الاسبوع الاخير طلبوا منا مقابل الافراج عنا مليون ريال وكنا عشرة معتقلين حيث سمح لنا الاتصال بأبو احمد الذي بدوره اتى الى رداع على متن احد الاطقم العسكرية التابعة للمليشيا وتفاوض مع ابو هاشم على دفع 600 الف ريال كفدية مقابل الافراج عنا والسماح لنا بالسفر الى حضرموت في حين استلم ابو احمد الذي هو قيادي معروف ومن ابناء المنطقة 150 الف ريال حق اتعابه".
ابتزاز مالي
في حين يقول (ن.ح) وهو من ابناء مدير حزم العدين ان ولده البالغ من العمر ثمانية عشر عاما سافر في شهر رمضان الماضي الى رداع لزيارة خالته والبحث عن عمل فاعتقلته نقطة ابو هاشم لمدة ثلاثة اشهر دون ان نعلم عن مصيره شيء وهناك تعرض لأنواع من التعذيب والضرب المبرح مضيفا انه بعد مضي اكثر من ثلاثة اشهر تم تحويله الى السجن المركزي في محافظة إب حيث عثر على ولده بعد اشهر في السجن المركزي بمحافظة اب عن طريق احد اقاربه الذي يعمل محاميا موكدا انه تم الافراج عن ولده فاقد الذاكرة ويعاني من حالة نفسية وصحية سيئة موضحا ان ولده يخضع حاليا للعلاج عند اخصائيين نفسانيا لإعادة تأهيله.
وفي قصة مؤلمة أخرى، اضطر مختطف ثالث لدفع اكثر من عشرين الف ريال لاحد سائقي المركبات بهدف تهريبه الى محافظة مارب فقط ويضيف انه لجئ الى دفع هذا المبلغ كي يضمن سلامة نفسه من نقطة ابو هاشم التي اصبحت كابوسا للكثير من المسافرين خاصة من ابناء محافظة اب وتعز.
من نقطة لأخرى
وكانت وسائل إعلام تداولت مساء السبت نبأ وفاة " أبو هاشم" في هجوم نفذه عناصر من المقاومة الشعبية إلا أنه لم يثبت صحة هذه الانباء.
من جانبها، ذكرت مصادر لـ" يمن شباب نت" أنه تم نقل " أبو هاشم" قبل اكثر من اسبوع إلى نقطة حتارش خارج صنعاء وتم تعين بديلا له احد قيادة مليشيا الحوثي ويدعى ابو ادريس.
وبحسب المصادر فان ابو هاشم ينتمي الى منطقة ريام في مديرية رداع وهو احد تلاميذ حسين بدر الدين الحوثي حيث درس في صعدة لعدة سنوات وشارك في الحرب ضد ابناء قيفه ورداع قبل ان تسيطر المليشيات على البلاد في 21 سبتمبر. 2014.
يذكر ان ابو هاشم مسؤول عن جرائم قتل ونهب واختطاف المسافرين وتعذيبهم.