ناشد ائتلاف الإغاثة الإنسانية وشركاؤه اليوم الثلاثاء الحكومة اليمنية الشرعية ومركز الملك سلمان للإغاثة والمنظمات الإقليمية والدولية المختلفة سرعة التدخل لإنقاذ مدينة تعز من مجاعة محققة ستغزوها في الأيام القريبة القادمة.
وأفاد الائتلاف وشركاؤه في المؤتمر الصحفي الذي نظموه صباح اليوم برعاية من وزير الإدارة المحلية ومحافظ محافظة تعز "بعنوان "قبل أن تحل الكارثة" بأن المأساة الإنسانية تتعاظم في محافظة تعز يوماً بعد آخر الأمر الذي ينذر بكارثة حقيقية في المحافظة.
وأشاروا إلى أن القصف العنيف على أحياء المدينة والذي خلف آلاف القتلى والجرحى والمشردين والمتضررين منذ 19 شهراً، زاد الأمر تفاقماً و النزوح والتهجير القسري للأهالي من مناطق المواجهات المسلحة، أدى ايضا إلى تضخم حجم الاحتياج ودخول آلاف الأسر تحت خط الفقر.
وذكر الائتلاف وشركاؤه إن انقطاع المرتبات الشهرية منذ نحو 4 أشهر عن الموظفين مع فقد آلاف العمال في القطاع الخاص مصادر دخلهم منذ بدء الحرب، وارتفاع أسعار السلع الأساسية مع تهاوي كبير لسعر صرف العملة المحلية، إلى جانب انقطاع الخدمات الأساسية ومنها المياه والكهرباء والنظافة، وانعدام معظم الخدمات الصحية والأدوية والمستلزمات الطبية.
وتابع أن توقف المنظمات الدولية عن إرسال مساعداتها الإغاثية للمتضررين في تعز، الأمر الذي يمثل مؤشراً خطيراً لحدوث مجاعة محققة لا تقل سوءً عن المجاعة التي حصلت لسكان محافظة الحديدة.
وقال الائتلاف إنه رصد منذً بدأ الحرب على مدينة تعز في إبريل من العام 2015 وحتى نهاية نوفمبر 2016 مقتل 3280 بالإضافة إلى جرح 15082 آخرين، في حين بلغ إجمالي الأسر التي تعرضت للنزوح والتهجير القسري من مناطق مختلفة من محافظة تعز جراء الحرب 177574 أسرة، وحيث بلغت إجمالي الأسر المتضررة 317,419 أسرة.
وأوضح أن خلال هذه الفترة تعرض 3782 منزل ومحل تجاري و منشأة عامة وخاصة للتدمير والتضرر الجزئي والكلي، بالإضافة إلى تضرر وتدمير 322 مؤسسة تعليمية جزئيا وكلياً منها 73 مؤسسة تعليمية كانت مأوى للنازحين.
وحذر ائتلاف الإغاثة الإنسانية بمحافظة تعز وشركاؤه من كارثة إنسانية وشيكة تهدد مئات الآلاف من الأهالي، إذا لم يكن هناك أي تدخل سريع وعاجل لإنقاذ المدينة في المجالين الصحي والغذائي والايواء.
كما حذروا من انتشار الأوبئة والأمراض القاتلة وآخرها انتشار وباء الكوليرا وأمراض سوء التغذية وبعض الأمراض المزمنة، التي أصابت المئات في عدد من مديريات المحافظة المختلفة، فيما تعرضت بعض حالات الإصابة للوفاة نتيجة ارتفاع منسوب الخطر فيها.
وعزوا مسألة تأخر مكافحة وباء الكوليراً، والفشل في تشخيص الحالات الواصلة للمستشفيات وإثبات إصابتها فعلاً إلى عدم وجود أجهزة مخبرية متخصصة في مستشفيات تعز للتأكد الفعلي من إصابة الحالات المشتبه فيها بالوباء نفسه.
وأشاروا إلى أن أسباب إصابة الأطفال بأمراض سوء التغذية ترجع إلى نقص حليب الأطفال والمكملات الغذائية وارتفاع أسعارها في السوق المحلية.
كما أشار الائتلاف وشركائه إلى أنه منذ الكسر الجزئي للحصار عن المدينة من منفذها الغربي منتصف أغسطس الماضي لم تصلها مساعدات كافية من المنظمات الدولية المانحة تفي بالغرض مقارنة بعدد السكان والمتضررين والضحايا، ولم يتم الاستجابة لنداءاتها ومناشداتها إلا بالشيء اليسير.
وكان ائتلاف الإغاثة الإنسانية في تعز قد أصدر ثلاثة نداءات استغاثة عقب الكسر الجزئي للحصار عن المدينة دعا فيها إلى سرعة إدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية للمتضررين والنازحين، إلا أن تلك النداءات لم تلق أي ردود لدى المنظمات الإنسانية الدولية، كما أصدرت عدد من مستشفيات المدينة وعلى رأسها مستشفى الثورة العام –أكبر مستشفيات تعز- نداءات استغاثة بضرورة سرعة إيصال الأدوية والمستلزمات الطبية لها بعد أن اضطرت لإغلاق عدد من أقسامها بسبب شحة الموارد.
شارك في المؤتمر الصحفي ممثلين عن السلطة المحلية في المحافظة، والمكونات الإغاثية والتنموية والهيئات والمنظمات الحقوقية وناشطين في المجال الإنساني في محافظة تعز.