قال مسؤولون عسكريون، يوم السبت، إن قوات الحكومة اليمنية أرسلت تعزيزات عسكرية الى ساحل البحر الأحمر لطرد المتمردين المدعومين من إيران من الممر الرئيسي لسفن الشحن العالمية. طبقا لما نقتله وكالة الأنباء الفرنسية (AFP) في خبر لها اليوم.
وأكد المسئولون أن الهدف من ذلك هو دحر الميليشيات المتمردة من المنطقة لتأمين ممر الملاحة الدولية في مضيق باب المندب الاستراتيجي والبحر الأحمر.
ويسيطر المتمردون الحوثيون وحلفاؤهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، على معظم مناطق ساحل البحر الأحمر في البلاد. بما في ذلك أجزاء واسعة من مديرية "ذوباب"، التي تبعد 30 كيلو متر فقط عن مضيق باب المندب الاستراتيجي الهام، الرابط بين البحر الأحمر والمحيط الهندي.
وفي مطلع أكتوبر الماضي، تعرضت سفينة إماراتية قبالة مضيق باب المندب لقصف صاروخي أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة منها. وبعدها بأيام استهدفت مدمرتين أمريكيتين قرب المضيق بصواريخ أرض- بحر، لكنها فشلت بعد أن صدتها منظومة الدفاعات الصاروخية للمدمرتين.
وبينما تبنت ميليشيات الحوثي العملية الأولى، ضد السفينة الإماراتية، فقد أنكرت العمليتين الأخيرتين. إلا أن مسئولون عسكريون أمريكيون أكدوا أن نتائج التحقيقات أثبتت أن الصواريخ انطلقت من مناطق واقعة تحت سيطرة الميليشيات الحوثية وقوات صالح المتحالفة معها. وأتهموا إيران بتزويد الحوثيين أسلحة حديثة بينها صواريخ بعيدة ومتوسطة المدى.
وعقب ذلك، أرسلت إيران سفن حربية تابعة لها إلى المياه الإقليمية قرب خليج عدن، بذريعة حماية الملاحة البحرية. والأسبوع الماضي، أعلن مسئولون إيرانيون، بينهم نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، أن إيران عازمة على اتخاذ قواعد بحرية لها في سوريا وربما اليمن قريبا.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية، عن مسئول عسكري في الحكومة اليمنية، اليوم السبت، قوله إن الأهداف التي تسعى الحكومة إلى تحقيقها من هذه العملية، هو "دحر المتمردين بعيدا عن الساحل الغربي وباب المندب، وتأمين الملاحة البحرية في الجزء الجنوبي من البحر الأحمر".
وبحسب الوكالة، أكد مسؤولون عسكريون إنه تم إرسال قوات موالية للحكومة إلى المنطقة، مدعومة بدبابات وعربات مدرعة أخرى، ومنصات لقاذفات صواريخ كاتيوشا. وقالوا إن الهدف من الهجوم هو استعادة السيطرة على الساحل من ذوباب، شمالا، حتى الخوخة، 90 كم، أقصى الشمال.
وأضافت الوكالة الفرنسية، في خبرها اليوم، أن قوات برية أيضا أرسلت إلى المنطقة الساحلية من قبل التحالف العربي بقيادة السعودية، والذي تدخل منذ مارس 2015 لدعم حكومة الرئيس عبدربه هادي.
وقال شهود عيان من أبناء مديرية "ذوباب" لـ"يمن شباب نت" إن تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت الأيام القليلة الماضية إلى المنطقة بين "ذوباب" ولحج، بينها دبابات ومصفحات حديثة وقاذفات صواريخ وأسلحة أخرى.
واستولت الميليشيات الحوثية على مدينة المخا حتى مديرية ذوباب الساحليتين، التابعتين لمحافظة تعز، في مارس-أبريل 2015. ومطلع أكتوبر من العام نفسه تمكنت القوات الحكومية، بإسناد واشراف قيادة التحالف العربي في اليمن، من استعادة أجزاء واسعة من مديرية ذوباب، لاسيما الأكثر أهمية منها والتي تمكنها من فرض رقابة فعالة على مضيق باب المندب.
وفي فبراير الماضي، 2016، نفذت الميليشيات الانقلابية هجمات مرتدة، تمكنت خلالها من استعادة مساحات كبيرة من مديرية ذوباب، غرب محافظة تعز.
وأشارت الوكالة الفرنسية إلى أن الرئيس هادي أصدر أوامره الأخيرة بمهاجمة الميليشيات في سواحل البحر الأحمر اليمني، قبل لقائه بالمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، الذي التقاه الخميس الماضي في مدينة عدن، ضمن جهوده ومحاولاته لإنهاء النزاع المسلح في البلاد.
وقالت وكالة أنباء "سبأ" التابعة للحكومة اليمنية، إن الرئيس هادي سلم ولد الشيخ رسالة تجدد تأكيد رفض الحكومة لخارطة الطريق التي قدمها في أكتوبر الماضي، وتتضمن تقليص صلاحيات الرئيس إلى نائب جديد له يتم التوافق مع الميليشيات على تعيينه لاحقا.
وعقب لقائه بولد الشيخ في عدن، توجه الرئيس هادي إلى دولة الإمارات، في زيارة كان قد أعلن عنها مسبقا عقب وصوله عدن السبت الماضي، قادما من مقر إقامته بالرياض.
ورجح مراقبون، أن تكون جولة الرئيس الحالية لدولة الإمارات العربية، مخصصة في جزء منها لمناقشة خطة تحرير المناطق الساحلية (المخأ، وباب المندب) التابعة لمحافظة تعز. التي ما تزال قوات الجيش الوطني تخوض حربا شرسة ضد الانقلابيين في عدة مديريات ريفية، جنوب المحافظة، بينما تستميت الميليشيات الانقلابية، منذ أسبوعين، في محاولة استعادة المساحات والمواقع الاستراتيجية التي خسرتها الأيام الماضية شرق مدينة تعز، عاصمة المحافظة.