تسبّبت السيول الناجمة عن أمطار غزيرة هطلت في خلال الأسبوع الماضي على عدد من محافظات اليمن في تضرّر أكثر من 70 ألف يمني، بحسب ما أفادت تقارير مختلفة.
محمد خضر من سكان محافظة لحج (جنوب) يقول إنّ "الأمطار التي هطلت على المحافظة أخيراً تسببت في تضرر بعض منازل الطين القديمة وعطّلت حركة السير وأدّت إلى طوفان المجاري". يضيف خضر لـ"العربي الجديد" أنّ "تلك السيول الجارفة ألحقت أضراراً بأراضٍ زراعية في مديريتَي المقاطرة وطور الباحة، وأدّت إلى نفوق بعض المواشي، ودمّرت خيام النازحين، وأتلفت المواد الغذائية التي حصلوا عليها من منظمات إغاثية".
ويتخوّف خضر من "انتشار الأمراض على خلفية تلك الأمطار، في حال تأخّرت السلطات المحلية في فتح الطرقات ورفع المخلفات الناجمة عنها وشفط المياه من الشوارع"، داعياً "المنظمات الدولية إلى إغاثة المتضررين سريعاً للتخفيف من معاناتهم، لا سيّما مع استمرار تجاهلهم من قبل السلطات المحلية".
والأمطار الغزيرة في محافظة المحويت (غرب) تسببت كذلك في نفوق عدد من المواشي التي تؤمّن قوت أمّ عبد العزيز. تقول أمّ عبد العزيز لـ"العربي الجديد" إنّ "السيول جرفت أغنامي وقد وجدتها نافقة في أسفل وادي الخميس"، مضيفة أنّها تعتمد على "ما تنتجه من حليب فيما أستفيد من بيع بعضها سنوياً قبل عيد الأضحى". وتشير إلى أنّها كغيرها من السكان "ننتظر الأمطار بفارغ الصبر، لكنّها تكون أحياناً أشبه بعقاب".
من جهته، يقول محمد مهيوب، وهو من سكان العاصمة المؤقتة عدن (جنوب)، إنّ "الأمطار الغزيرة التي هطلت الأسبوع الماضي على المحافظة خلّفت أضراراً في محال تجارية وكذلك في منازل اضطرّ ساكنوها إلى البقاء في العراء لفترة من الزمن، وأدّت إلى تعليق حركة السير وانقطاع التيار الكهربائي بصورة كاملة، مع سقوط أعمدة إنارة ولوحات إعلانية في الشوارع، بالإضافة إلى تشكّل مستنقعات مائية".
ويشير مهيوب إلى أنّ "السلطات المحلية في المحافظة شكّلت فرقاً لإنقاذ المتضررين بالتعاون مع قوى الأمن والجيش، لكنّها عجزت عن شفط المياه من كل الشوارع، نتيجة عدم امتلاكها معدات كافية لذلك"، مؤكداً أنّ "السيول كشفت مدى ضعف البنية التحتية للمدينة، فقد تبيّن أنّها من دون شبكات لتصريف مياه الأمطار".
وفي مخيمات النزوح في عدن وتعز وحضرموت ولحج، تضررت أكثر من ثلاثة آلاف أسرة نازحة من جرّاء الأمطار. هذا ما يؤكده رئيس الوحدة التنفيذية لمخيمات النازحين في اليمن، نجيب السعدي، قائلاً لـ"العربي الجديد" إنّ "السيول الجارفة أتلفت خيام ومساكن وغذاء الأسر النازحة، وهم اليوم يعيشون ظروفاً إنسانية صعبة".
يضيف السعدي أنّ "الأسر النازحة في حاجة ماسة إلى مستلزمات إيواء وسلال غذائية طارئة وحقائب صحية وأدوات للتنظيف، بالإضافة إلى تجهيز عيادات طبية للوقاية من الأمراض الجلدية وتوفير مياه نظيفة للشرب ودورات مياه".
ويحذّر السعدي من "كارثة بيئية محتملة في مخيمات النزوح، من جرّاء تكدّس النفايات وتزايد بقع المياه الراكدة"، داعياً "المنظمات الدولية العاملة في اليمن إلى تقديم مساعدات إغاثية عاجلة للأسر المتضررة بهدف التخفيف من معاناتها".
يفيد تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن (أوتشا) بأنّ إجمالي عدد المتضررين من جرّاء السيول الناجمة عن الأمطار الغزيرة التي هطلت في اليمن في خلال الأسبوع الثاني من شهر يونيو/ حزيران الجاري، بلغ نحو 70 ألف شخص، بمن فيهم النازحون، في أكثر من 10 محافظات، علماً أنّ محافظة حجة هي الأكثر تضرراً مع ثمانية آلاف عائلة (نحو 48 ألف شخص).
أمّا في محافظات عدن ولحج وتعز وحضرموت، فقد تضررت أكثر من ثلاثة آلاف عائلة نازحة (نحو 18 ألف شخص). وبحسب التقرير نفسه، فإنّ "السلطات في صنعاء أفادت بأنّ أكثر من ثمانية آلاف و300 أسرة (نحو 50 ألف شخص) هم في أمسّ الحاجة إلى مآوٍ طارئة ومواد غذائية وغير غذائية في ستّ محافظات وهي إب والبيضاء وذمار (وسط) والجوف وحجة (شمال) وريمة (غرب) وجاري التحقق من ذلك".
ويحذّر التقرير مكتب "أوتشا" نفسه من انتشار الأمراض في اليمن، من جرّاء السيول الأخيرة، لا سيّما أنّ ثمّة 293 من مديريات البلاد (يبلغ عددها 333) متأثرة بالفعل بالكوليرا، وقد سُجّلت بالفعل نحو 364 ألف حالة إصابة واشتباه بالمرض منذ مطلع العام وحتى يونيو/ حزيران الجاري.
العربي الجديد