أعلنت الشرطة العسكرية بمدينة تعز، القبض على عصابة متهمة بسرقة كابلات الاتصالات وأودعتهم السجن ضمن جهودها للقضاء على هذه الظاهرة المتزايدة والتي تحولت إلى تجارة رابحة.
وقالت الشرطة عبر صفحتها على موقع فيسبوك، إنها ضبطت العصابة دون تحديد عدد أفرادها في جولة حوض الأشراف جوار عمار الحريبي وقامت بإيداعها سجنها حتى استكمال التحقيقات اللازمة.
وفي فبراير الماضي، أعلنت الشرطة تحريز وجرد أحد المخازن التابعة لمكتب الاتصالات في النقطة الرابع بحضور عدد من المسؤولين الأمنيين بالمدينة.
وتزامن ذلك مع تحذير نائب مدير مؤسسة الاتصالات السلكية واللاسلكية في تعز أحمد المعاين من استمرار نهب كابلات الاتصالات في المدينة خوفا من خروج خدمة الاتصالات والإنترنت عن المدينة بشكل كلي.
وتحولت سرقة الكابلات إلى تجارة رائجة ومربحة منذ منتصف العام الماضي، عندما بدأت بسرقة كابلات الكهرباء، ثم تطورت مطلع العام الجاري إلى سرقة كابلات الهواتف، بهدف بيع النحاس في أسواق الخردة.
وخلال الفترة الماضية شهدت عددا من أحياء المدينة عمليات سرقة واسعة للكابلات من خلال حفر الأرض وإخراج الكابلات بغرض بيع النحاس.
وفي محاولة للحد من هذه الظاهرة، نفذت قوات الأمن والشرطة أواخر يناير الماضي، حملة مداهمات على محلات بيع وشراء النحاس شملت 11 محلا لبيع النحاس في مناطق الجهة الغربية للمدينة "بئر باشا، والحصب، ووسط المدينة"، من إجمالي 20 محلاً في شرق وغرب المدينة، فضلا عن تمكنها من إلقاء القبض على 12 شخصاً من عمال المحلات، بينهم أربعة متهمين رئيسين يقومون ببيع النحاس من مدينة تعز في محافظات أخرى، كما توصلت الحملة لمخازن سرية تابعة للمتهمين في منطقة الحصب غرباً.
ويملك المتهمون عددا من المخازن التي تحتوي على معدن النحاس المستخرج من كابلات الاتصالات والإنترنت التي وجدت في تلك المحلات، وتم تحريزها ونقلها إلى مخازن إدارة البحث الجنائي.
ومن أشهر عمليات السرقة قيام عصابة مسلحة في يناير الماضي بعمليات نهب 24 بطارية كهربائية خاصة لتقوية شركة الاتصالات النقالة الحكومية "يمن موبايل"، تقدرقيمتها بـ 30 مليون ريال يمني(78 ألف دولار) إضافة إلى سرقة كابل ألياف ضوئية 10 فيبرات يغذي محطة تقوية للشركة ذاتها.
وكشف تقرير رصد أضرار النزاع المسلح على الخدمات العامة في تعز، الصادر عن فريق بحثي من مؤسسة المورد لتنمية وحقوق الإنسان والصندوق الوطني للديمقراطية ومؤسسة تمدين شباب في 20 يناير الماضي، عن نهب كابلات اتصالات وإنترنت 14 حياً فيها، بينما تضررت 21 كابينة اتصالات، و1860 مقسماً و458 عمودا بقيمة 197242 دولارا، بالإضافة إلى خروج 36 ألف خط اتصالات وإنترنت عن الخدمة بشكل كامل جراء أعمال التخريب والنهب التي طاولت كبائن وكابلات الاتصالات الإنترنت، وهو ما أدى حينها إلى انقطاع وضعف خدمتي الاتصالات والانترنت بأحياء واسعة في المدينة.
ويتراوح سعر كيلو النحاس بين 8 آلاف ريال (21 دولاراً) و10 آلاف (26 دولاراً)، وتقدر الكمية المسروقة من كابلات الاتصالات في مدينة تعز بنحو 20 ألف كيلو، وفق مصادر مؤسسة الاتصالات المحلية.
وتتراوح أرباح العصابات من الصفقة الواحدة، من بيع كابلات الاتصالات بين 19 و30 مليون ريال بحسب مصادر أمنية اطلعت على دفاتر حسابات بعض المحتجزين من بائعي النحاس، بينما تقول مصادر أخرى إن العصابات تربح 8 ملايين في أقل صفقة بيع للكابلات، بحسب تحقيق لصحيفة "العربي الجديد".
ومن شأن استمرار هذه الظاهرة إلحاق الضرر الكبير بالبنية التحتية لقطاعي الاتصالات بالمدينة.