قتل القائد في الحرس الثوري الإيراني العميد محمد رضا زاهدي، بالإضافة إلى مسؤولين إيرانيين آخرين، في غارات إسرائيلية استهدفت، عصر اليوم الاثنين، مبنى القنصلية الإيرانية في ريف العاصمة السورية دمشق.
وتحدث السفير الإيراني حسين أكبري لوسائل إعلام إيرانية عن مقتل 5 إلى 7 أشخاص في الهجوم، قبل أن تنقل وكالة "تسنيم" الإيرانية عن مصادر تأكيدها مقتل العميد حاجي رحيمي، مساعد زاهدي، أيضاً.
وأشار السفير الإيراني إلى أن ثلاثة من القتلى هم مستشارون عسكريون إيرانيون. وأضاف أكبري أن الاحتلال استهدف مبنى القنصلية الإيرانية بستة صواريخ، مؤكداً أن الهجوم سيعقبه "ردنا القاسي".
إلى ذلك، أورد موقع "فرارو" الإيراني أن الهجوم الإسرائيلي أدى إلى مقتل ثلاثة قادة عسكريين إيرانيين، هم العميد محمد رضا زاهدي قائد الحرس الثوري في سورية ولبنان، والعميد حسين أمين الله رئيس الأركان العامة للحرس في سورية ولبنان، والعميد حاجي رحيمي، مساعد زاهدي.
وكشفت "مصادر إيرانية" لـ"العربي الجديد" أن القادة الإيرانيين كانوا في اجتماع داخل القنصلية الإيرانية، قبل أن يستهدفها الاحتلال الإسرائيلي بهجومه.
وتوعد السفير الإيراني حسين أكبري بالرد على الهجوم الإسرائيلي قائلاً إنه سيُعلَن عن هوية القتلى لاحقاً، وأكد التلفزيون الإيراني أن مبنى القنصلية دُمّر بالكامل.
وقالت مصادر عاملة في وحدات الرصد والمتابعة التابعة للمعارضة السورية، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "سلاح الجو الإسرائيلي استهدف، عصر اليوم الاثنين، مقر القنصلية الإيرانية في منطقة المزة بريف محافظة دمشق الغربي"، مؤكدةً أن "الغارات الإسرائيلية استهدفت منزلاً آخر يستخدمه السفير الإيراني محلّاً لإقامته ملاصقاً لمقر القنصلية".
بدورها، قالت وزارة الدفاع التابعة للنظام السوري إنه "حوالي الساعة 17:00 من مساء اليوم، شن العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه الجولان السوري المحتل، مستهدفاً مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق".
وأضاف: "تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان، وأسقطت بعضها، وأدى العدوان إلى تدمير البناء بكامله واستشهاد وإصابة كل من بداخله، ويجرى العمل على انتشال جثامين الشهداء وإسعاف الجرحى وإزالة الأنقاض"، وفق تعبيرها.
وأكد وزير الخارجية والمغتربين لدى حكومة النظام السوري فيصل المقداد، من مقر السفارة الإيرانية في دمشق، عقب الاستهداف، أن "كيان الاحتلال الإسرائيلي لن يستطيع التأثير على العلاقات التي تربط بين إيران وسورية"، كما أدان القصف الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية، ووصفه بـ"الاعتداء الشنيع".
وأعرب المقداد، خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، عن "إدانة سورية القوية للعدوان الإسرائيلي الفاشي الذي تعرض له مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق"، مؤكداً "وقوف سورية إلى جانب إيران إزاء ما تتعرض له من اعتداءات تعبّر عن حالة الهستيريا التي يمر بها الكيان الصهيوني، جراء فشله الذريع في حربه على الشعب الفلسطيني في غزة".
من جهته، أعرب عبد اللهيان "عن شكره وتقديره للوزير المقداد على مبادرته السريعة في الوقوف إلى جانب إخوته في السفارة الإيرانية بدمشق، والتي تمثل رسالة دعم قوية"، وفق وكالة سانا الموالية للنظام السوري.
وحمّل عبد اللهيان، إسرائيل مسؤولية عواقب الاستهداف الذي طاول ملحق السفارة الإيرانية. وقال: "نعتبر أن هذا العدوان تجاوز لجميع الأعراف الدبلوماسية والمعاهدات الدولية"، داعياً المجتمع إلى الدولي إلى القيام بإجراءات حاسمة تجاه ما وصفها بـ "الجرائم".
وقالت وكالة فرانس برس، إن "إيران تؤكد أن قنصليتها في دمشق استهدفت بستة صواريخ أطلقتها مقاتلات إف-35"، في حين أوضح البيت الأبيض، أن "واشنطن على علم بتقارير عن ضربة جوية إسرائيلية على قنصلية إيران في دمشق".
إلى ذلك، لفتت الخارجية الروسية، في بيانٍ لها، إلى أن "الهجوم على السفارة الإيرانية تصعيد خطير جداً قد يأخذ المنطقة إلى حرب مفتوحة، وهو هجوم على الأراضي الإيرانية، إذ تُعتبر السفارة أرضاً إيرانية".
وكان سلاح الجو الإسرائيلي قد استهدف، مساء أمس الأحد، مركز البحوث العلمية بمنطقة جمرايا في الريف الغربي من العاصمة السورية دمشق، والذي تتخذه المليشيات الإيرانية مقراً لتصنيع الأسلحة وتخزينها، دون ورود أي معلومات عن وقوع قتلى خلال الاستهداف الذي سبقته، يوم الجمعة الفائت، غارات إسرائيلية استهدفت مستودعات أسلحة لقوات حزب الله، في منطقة جبرين الواقعة في الطرف الشرقي من مطار حلب الدولي، ما أسفر عن مقتل أكثر من 35 عنصراً وإصابة 20 آخرين بينهم قادة من الحزب.
المصدر: العربي الجديد