نظم الاتحاد الدولي للصحفيين، بالتعاون مع نقابة الصحفيين الفلسطينيين وجامعة الدول العربية، في 25 مارس/آذار اجتماعا على هامش اجتماعات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف بسويسرا، للمطالبة بحماية الصحفيين الفلسطينيين.
و قال الصحفي ورئيس مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح، في فيديو مسجل من مكان إقامته في قطر، للممثلين الدوليين المشاركين في الاجتماع: "إن الصحفيون الفلسطينيون دفعوا ثمنًا باهظا بالدم، جراء هذه المهنة، ومن أجل تغطية الصراع في غزة، لقد قُتلت زوجتي وأطفالي وحفيدي وأقاربي في هجمات متعمدة.
وأضاف الدحدوح: "نحن الصحفيون لسنا طرفا في هذا الصراع، نحن فقط نقوم بنقل ما يجري على الارض من احداث في محاولة لإيصال ما يحدث من صور ومعلومات لملايين المشاهدين، أنا أصبت ومازلت اعالج وأحتاج إلى عام إلى الاستشفاء من الإصابة".
وشارك في الاجتماع الذي عقد في قاعة الاجتماعات السابعة والعشرين بالأمم المتحدة أكثر من 100 ممثل دبلوماسي للاستماع إلى شهادات الصحفيين الفلسطينيين ومناصريهم في تصف المذبحة في غزة.
وشارك في الاجتماع ممثلون عن بلجيكا، اليونان، العراق، أيرلندا، الأردن، فنلندا، النرويج، البرتغال، الاتحاد الأوروبي، أستراليا وإيطاليا، من ضمن 70 ممثلا خاطبهم الإتحاد الدولي للصحفيين للمشاركة في الاجتماع.
وقال ناصر أبو بكر، نقيب الصحفيين الفلسطينيين، خلال الاجتماع، إنه لن يهدأ له بال حتى يتم تقديم قتلة الصحفيين في غزة إلى العدالة. وأضاف: "إذا قمت بتجميع جميع الصحفيين الذين قتلوا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول- دون إحصاء أولئك الذين أصيبوا بجروح خطيرة- فستجد أن ما يقرب من عشرة بالمائة من 1,200 صحفي في غزة قد تم استهدافها والقضاء عليهم، وربما هذا هو أكبر عدد للصحفيين الذين قُتلوا من أي وقت مضى ومنذ الحرب في الفيتنام، إننا على استعداد لتقديم أدلتنا إلى أي محكمة في العالم ونحن واثقون من أننا نستطيع إثبات كيف تم استهدافهم".
وأعربت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة، البروفيسورة فرانشيسكا ألبانيز، عن شعورها بالصدمة، لكنها لم تتفاجأ بارتفاع عدد القتلى بين الصحفيين في غزة وقالت: "لقد قُتل أكثر من 100 صحفي، وأصيب عدد أكبر، وتم تدمير نسيج الحياة في غزة، وأدعو إلى التحقيق في كل حالة قتل، إن قتل الصحفيين هو جريمة حرب تقوض أبسط حقوق الإنسان. والعدالة تبدأ بوقف الظلم".
وشارك الصحفي سامي أبو سالم، مدرب السلامة المهنية في الاتحاد الدولي للصحفيين من غزة، في الاجتماع بفيديو مسجل عن الحياة اليومية للصحفيين في رفح ، ظهر فيه في قرية الخيام التي يعيش فيها هو وزملاؤه، وقال: "هناك نقص في الغذاء، ونقص في المياه، ويصل سعر البنزين إلى 30 دولاراً للتر". وأظهر للاجتماع السترة الواقية “المزيفة” المليئة بالرغوة التي يرتديها أثناء تغطيته ما يجري لتلفزيون فلسطين، كون إسرائيل تمنع تسليم معدات الحماية الحقيقية إلى القطاع.
وفي ختام الاجتماع، قالت المحامية "تاتانيا إيتويل" من مجموعة "دوتي ستريت تشامبرز في لندن": يجب على إسرائيل أن تضع قواعدا للاشتباك توضح لقواتها أن استهداف الصحفيين أمر غير مقبول وسيتم التحقيق فيه، كما يجب عليها أن تلتزم بإجراء تحقيق سريع ومستقل وشفاف في القتل المتعمد للصحفيين. ودعت الدول الأخرى إلى مواصلة الضغط على الدول الأعضاء في "تحالف حرية الإعلام" والمحكمة الجنائية الدولية وإسرائيل لضمان عدم فقدان مزيدا من الصحفيين.
وقال جيم بوملحة، الأمين المالي للاتحاد الدولي للصحفيين الذي ترأس الاجتماع: "إن مستوى الاهتمام باجتماع اليوم يظهر أن المجتمع الدولي أصبح مدركا لما يحدث في غزة. ونتعهد بمواصلة العمل مع نقابة الصحفيين الفلسطينيين للتخفيف من معاناة الصحفيين في غزة والإصرار على أن يتدخل المجتمع الدولي لحماية العاملين الإعلاميين في غزة."