شارك آلاف الفلسطينيين في شمال قطاع غزة، في أداء صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان المبارك في الساحات العامة وعلى أنقاض المساجد المدمرة بالقطاع الذي يعيش في وطأة الحرب الإسرائيلية.
وتأتي هذه الخطوة كتحدٍ من الفلسطينيين لسياسة إسرائيل في قصف وتدمير المساجد بشكل متعمد في القطاع ولا سيما في مدينة غزة والشمال، منذ بداية الحرب الإسرائيلية في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ودمرت إسرائيل 1000 مسجد بشكل كلي أو جزئي من أصل 1200 مسجد، بينها المساجد الأثرية، واغتالت أكثر من 100 داعية في هذه الحرب المدمرة وفق وزارة الأوقاف والشؤون الدينية.
محاربة الدين
وتهدف حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على غزة إلى تدمير المساجد ومحاربة الدين الإسلامي، وفق حديث المسن محمد عودة، لمراسل الأناضول.
ويقول عودة، أثناء توجهه لأداء صلاة الجمعة: نحن نحارب في عقيدتنا وديننا الإسلامي الذي نموت ليحيى، لذلك بدأ الاحتلال في تدمير المساجد التي تصنع الرجال وتدمير البيوت على رؤوس ساكنيها.
وأردف: هذه حرب على المساجد سواء في الضفة الغربية أو هنا في غزة، وأكبر دليل المجازر التي نراها اليوم، الاحتلال استخدم كل وسائل الاجرام ضد شعبنا.
ويؤكد عودة أن الفلسطينيين يحافظون على صلاة الجمعة والصلاة في المساجد في رمضان المبارك رغم استمرار الحرب، متحديين سياسة استهداف المساجد.
ويتفق الطفل إبراهيم أبو القمصان، مع عودة، في إصرار الفلسطينيين على تحد سياسة إسرائيل في قصف المساجد وتدميرها ومحاربة الصلاة فيها.
ويقول أبو القمصان للأناضول: في ظل الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، المصلون يتحدَّون الاحتلال في أداء صلاة الجمعة، بعد قصف المساجد وتدميرها.
ويضيف: سنكون شوكة في حلق إسرائيل لإفشال مخططاتها في تفريغ المساجد وتدميرها، وستبقى عامرة بالمصلين دائما.
رمضان مختلف
أما الداعية محمد حمد، فيقول إنّ "هذه الشعيرة العظيمة، شعيرة صلاة الجمعة، لا تزال تقام في الشوارع وتقام في الحارات وتقام في المآوي والمدارس".
ويؤكد الشيخ حمد، لمراسل الأناضول، أن "الأجواء الإيمانية لا تزال قائمة في غزة، لأن المسلم الغزي الذي يعرف الله، قائم، وحيث ما وجد المسلم وجدت شعائر الاسلام".
ويتابع "رغم طول أيام هذه الحرب، إلا أننا ثابتون على مبادئنا، فرمضان هذا العام مختلف عن أي رمضان مرّ علينا قبل ذلك، لقد تعودنا أن يكون شهر رمضان شهر زينة ومصابيح، لكنه هذا العام رمضان صبر ومصابرة وصوم وثبات وقتال".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، إلى جانب كارثة إنسانية غير مسبوقة، وفق بيانات فلسطينية وأممية.