في اليوم الـ61 من العدوان الإسرائيلي على غزة، واصل جيش الاحتلال هجومه البري وقصفه الجوي والمدفعي على أنحاء متفرقة من القطاع، مخلفا عشرات الشهداء والجرحى من المدنيين، في حين اعتبرت منظمة هيومن رايتس ووتس، تحذيرات إسرائيل لسكان قطاع غزة بالإخلاء "فاشلة".
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت الليلة الماضية وفجر اليوم الأربعاء، مجازر جديدة في أنحاء متفرقة في قطاع غزة، لا سيما في مخيم جباليا شمال القطاع.
واستهدف الاحتلال مربعا سكنيا كاملا بمخيم جباليا، مما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى، بينهم أطفال ونساء، وأطلقت وابلا من القنابل الفسفورية والدخانية باتجاه وسط المخيم، الذي يشهد سلسلة غارات مكثفة.
وقصفت طائرات الاحتلال مدرسة فلسطين غرب جباليا التي تؤوي نازحين، مما أدى إلى استشهاد العشرات، وإصابة آخرين بجروح.
كما استشهد 10 مواطنين وأصيب آخرون، في قصف استهدف منزلا في شارع النفق بمدينة غزة، و6 شهداء آخرون في قصف لمنزلين في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، بينما ارتقى 3 شهداء وأصيب العشرات بجروح في غارة استهدفت منزلا في المخيم الغربي بخان يونس.
كما ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن أكثر من 10 شهداء ارتقوا في مجزرة ارتكبها طيران الاحتلال بحق عائلة حماد بحي الصبرة وسط مدينة غزة.
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن مستشفى شهداء الأقصى استقبل 73 شهيدا و123 مصابا خلال الـ24 ساعة الماضية، كما أعلنت الوزارة استشهاد 16 ألفا و 248 فلسطينيا وإصابة 43 ألفا و616 منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
رايتس ووتش: تحذيرات إسرائيل للسكان بالإخلاء "فاشلة"
قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الدولية، الأربعاء، إن تحذيرات إسرائيل لسكان قطاع غزة بالإخلاء "فاشلة"، وأكدت أنه "لا مكان آمن" في القطاع الذي يشهد قصفا مكثفا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأضافت المنظمة في بيان: "مع استمرار قصف (قطاع) غزة، أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرات لسكان الجنوب بضرورة الإخلاء، عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من الوسائل".
وأوضحت أن "إسرائيل ترسل رمز (QR) وما على سكان غزة "سوى استخدام الهاتف للنقر على الخريطة وتنزيلها لمعرفة المكان الذي يجب الذهاب إليه ليكونوا آمنين".
وأشارت إلى أن ذلك "قد يبدو معقولا، ووسيلة حديثة لحماية المدنيين في الحرب"، موضحة أن ذلك الأمر "فاشل ويتجاهل الواقع على ثلاثة مستويات على الأقل".
وأضافت المنظمة: "أولاً، قام الجيش الإسرائيلي بقطع الكهرباء عن غزة، ما يجعل من الصعب إبقاء الهواتف مشحونة للوصول إلى تلك الخريطة. كما قاموا أيضا بقطع الاتصالات، لذلك حتى في حال وجود شحن (للهاتف)، فقد لا تحصل على إشارة".
وتابعت: "ثانياً، الخرائط التي أصدرها الجيش الإسرائيلي مليئة بالأخطاء، واضطر إلى تصحيحها عدة مرات، ما أدى إلى ارتباك (السكان) اليائسين في العثور على مكان آمن".
وبينت "هيومن رايتس ووتش" أن "ثالث وأهم" أسباب فشل نظام التحذيرات الإسرائيلي لسكان غزة هو أنه "لا يوجد مكان آمن للفرار إليه. حيث لا يعد الجيش الإسرائيلي بعدم قصف أماكن معينة، (بل) يرسل الأشخاص (الفلسطينيين) إلى مناطق أصغر حجمًا وأكثر ازدحامًا دون أي ضمانات للحماية".
وفي وقت سابق، كشف متحدث جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، صراحة عن خطة تل أبيب لاستهداف جنوب القطاع عندما دعا سكان عدد من أحياء مدينة خان يونس (جنوب) إلى إخلاء منازلهم تمهيدا لقصفها.
وفي نفس الوقت أزاح النقاب عن خريطة أسماها "مناطق الإخلاء"، قسم بموجبها قطاع غزة بشكل كامل إلى "بلوكات" تمهيدا لمرحلة جديدة من الحرب، حدد من خلالها الأماكن التي يعتزم استهدافها، بما يسمح للسكان بمغادرتها مسبقا، بحسب ادّعائه.
دعوة أممية لوقف فوري لإطلاق النار
إلى ذلك قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، إن على المجتمع الدولي أن يصر على "الوقف الفوري لإطلاق النار" في غزة.
وتطرق تورك في تصريحات للصحفيين، الأربعاء، في مكتب الأمم المتحدة بجنيف للوضع القائم في غزة التي ترزح تحت الحصار والهجمات الإسرائيلية.
كما تحدث عن الصعوبات التي يواجهها المدنيون في قطاع غزة، مشددا على أنه يجب على المجتمع الدولي أن يصر بصوت واحد على "الوقف الفوري لإطلاق النار" في غزة.
وأكد تورك أن قضية حقوق الإنسان يجب أن تكون "مشتركة لجميع شرائح المجتمع"، موضحا أن الصراعات "العنيفة" تتزايد وتتكثف في جميع أنحاء العالم، وأن المدنيين في غزة ما زالوا يتعرضون للعقاب "الوحشي" من قبل إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الفائت.
وأشار تورك إلى أن الفلسطينيين في غزة "يعيشون في حالة رعب متزايد"، وأن هجمات الجيش الإسرائيلي على شمال وجنوب القطاع ما زالت مستمرة.
وتابع: "الهجمات الإسرائيلية أثرت على آلاف الأشخاص الذين شردوا قسراً، ولا يوجد مكان آمن في غزة. ويتم تهجير الناس إلى أماكن ضيقة للغاية في ظروف غير صحية".
وأردف: "الوضع الكارثي الذي ظهر في قطاع غزة كان متوقعًا تماماً، وفي ظل مخاوف بشأن انتشار الأمراض والأوبئة، توقفت المساعدات الإنسانية مجدداً".
المصدر: يمن شباب نت+ الأناضول