قال رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، ليل اليوم السبت، إن الحركة مستعدة لتبادل الأسرى "الفوري" مع إسرائيل. وأضاف السنوار في بيان: "نحن مستعدون لعقد اتفاق فوري لتبادل الأسرى يتضمن إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية مقابل جميع الأسرى المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية".
وفي وقت سابق من مساء اليوم السبت، قال أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إنّ العدد الكبير من الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة ثمنه "تبييض كافة سجونه من كافة الأسرى" الفلسطينيين.
جاء ذلك في خطاب مصور بثته "فضائية الأقصى"، أكد فيه أبو عبيدة أن "اتصالات جرت في ملف الأسرى، وكانت هناك فرصة للوصول إلى صيغة اتفاق لكن العدو ماطل"، مضيفاً "إذا أراد العدو إنهاء ملف الأسرى مرة واحدة فنحن مستعدون، وإذا أراد مساراً لتجزئة الملف فمستعدون أيضاً".
وأكد الناطق باسم "القسام" أنّ قصف "العدو وجرائمه المتواصلة أدت إلى قتل ما يقرب من خمسين من أسراه".
كما خاطب أبو عبيدة حكام العرب قائلاً "إننا لا نطالبكم بتحريك جيوشكم ودباباتكم للدفاع عن أطفال العرب والمسلمين وحرماتهم ومقدساتهم... لأننا أخذنا على عاتقنا كنس هذا الاحتلال وإساءة وجهه، والقتال عن شرف أمتنا وديننا ومقدساتنا وأرضنا، بما نمتلكه من إمكانات بين أيدينا صنعناها من الصفر وبنيناها من المستحيل".
ووصف أبو عبيدة عجز الحكام العرب عن "تحريك سيارات الإغاثة والمساعدات الإنسانية إلى جزء من أرضكم العربية الإسلامية الخالصة رغماً عن هذا العدو المهزوم المأزوم"، بأنه أمر "لا نستطيع فهمه ولا تفسيره".
ودعا أبو عبيدة "شرفاء الأمة" و"أحرار ومجاهدي المنطقة" إلى اعتبار المعركة الحالية "فاصلة في تاريخ الأمة"، وقال: "نحن على ثقة إن هب أحرار الأمة هبة رجل واحد فإن العدو لن يصمد".
ورداً على تهديدات الاحتلال المتكررة بالاجتياح البري قال: "لا نزال في انتظاره"، مؤكداً أن وهم تفوق الجيش الإسرائيلي والـ"ميركافا" قد سقط، وأن "زمن انكسار الصهيونية قد بدأ".
نتنياهو يحذر اصدقاءه
في تصريح لافت، وفي مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الجيش يوآف غالانت، وعضو "كابينيت الحرب"، الوزير بيني غانتس، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السبت 28 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إن إسرائيل لا تحارب حربها وحدها، لكنها تحارب كذلك حرباً نيابة عن الإنسانية جمعاء، وذلك في إشارة إلى الحرب التي يقوم بها جيش الاحتلال ضد قطاع غزة منذ أسابيع.
نتنياهو قال كذلك في المؤتمر الصحفي إن أصدقاء إسرائيل في العالم وفي العالم العربي يعرفون جيداً أنه في حال هزيمة إسرائيل في الحرب الدائرة الآن في قطاع غزة، فإن الدور سوف يأتي عليهم من محور الشر، على حد قوله.
كان نتنياهو قد قال إن الجهود الرامية إلى إطلاق سراح أكثر من 200 رهينة ستستمر حتى في أثناء الهجوم البري على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، وذلك بعد أن أعلن انتقال الحرب إلى مرحلة ثانية.
ورداً على سؤال في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع وزير الجيش يوآف غالانت، وعضو "كابينيت الحرب"، الوزير بيني غانتس، عما إذا كانت الاتصالات الرامية للإفراج عن الرهائن ستستمر حتى مع الهجوم البري، قال نتنياهو "نعم".
وأضاف أن فكرة إبرام اتفاق لمبادلة الرهائن بالسجناء الفلسطينيين نوقشت داخل مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي، لكنه امتنع عن الخوض في تفاصيل قائلاً: "إن الكشف عن أي تفاصيل ستكون له نتائج عكسية".
الحرب البرية على غزة
في سياق متصل، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إن الحرب على قطاع غزة ستكون "طويلة وصعبة"، معتبراً أنها "الحرب الإسرائيلية الثانية من أجل الاستقلال"، في حين رفض الاتهامات الإسرائيلية الموجهة ضده بأن السياسات التي اتبعها أدت لـ"تقوية سلطة حركة حماس".
وقال إن "الحرب في قطاع غزة ستكون طويلة وصعبة ونحن جاهزون لها"، مضيفاً أن الجيش "سيدمّر العدو على الأرض وتحتها"، وأضاف أنه "لا يمكنه القول إن إيران كانت متورطة في التخطيط التفصيلي" لهجوم القسام، في حين شدد على أن الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة أولوية و"أحد أهداف الحرب".
قال نتنياهو إن قرار توسيع العمليات البرية اتخذ بإجماع القيادات السياسية في "كابينيت الحرب" والقيادات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، دون التطرق مباشرة إلى الاجتياح البري لقطاع غزة الذي يترقبه الرأي العام الإسرائيلي، ضمن الحرب الانتقامية التي تشنها إسرائيل على غزة.
ورفض نتنياهو تحمل مسؤولية الإخفاقات التي سبق أن ترافقت مع هجوم القسام الذي يعتبر الأكبر الذي تتعرض له إسرائيل منذ حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، من منطلق أنه كان على رأس السلطة السياسية في إسرائيل لسنوات طويلة، كما رفض نتنياهو الإجابة عن طبيعة لجنة التحقيق التي قد تشكل بعد الحرب والسلطات التي قد تمنح لها.
وقال نتنياهو: "قلت وأكرر، بعد الحرب، سيتعين علينا جميعاً، الجميع، أن نقدم إجابات عن أسئلة صعبة، وهذا يشملني. لقد حدث فشل ذريع هنا، وسيتم التحقيق فيه بشكل شامل. لن يبقى هنا حجر إلا وسيتم قلبه وفحصه، مهمتي الأساسية الآن هي إنقاذ البلاد وقيادة جنودنا نحو النصر".
وشهدت غزة ليلة الجمعة/السبت 2023، قصفاً من عدة محاور هو "الأعنف" منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تسبب في تدمير مئات المباني"، تزامناً مع توغل بري محدود لليوم الثالث على التوالي، وقطع للاتصالات والإنترنت بشكل كامل عن القطاع عزله عن العالم الخارجي.
وتشن إسرائيل منذ 22 يوماً عملية عسكرية في قطاع غزة أطلقت عليها اسم "السيوف الحديدية"، دمرت خلالها أحياء بكاملها، وأوقعت 7703 شهداء، بينهم 3195 طفلاً، و1863 سيدة، إلى جانب 19743 أصيبوا بجراح مختلفة.
وخلال الفترة ذاتها قتلت حركة "حماس" أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابت 5132، وفق وزارة الصحة الإسرائيلية، كما أسرت ما يزيد على 220 إسرائيلياً، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.
(وكالات)
أخبار ذات صلة
الأحد, 29 أكتوبر, 2023
قطر تحذر من ارتدادات التوغل البري الإسرائيلي في غزة على الوساطة