قصفت طائرات إسرائيلية، في وقت متأخر ليلة السبت، مطار حلب الدولي شمالي سورية للمرة الثانية خلال يومين، في رد على ما يبدو على إطلاق صاروخ من سورية باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة.
أعلن التلفزيون السوري أن هجوما إسرائيليا استهدف مطار حلب الدولي، بعد أيام على غارات مشابهة استهدفت مطاري حلب ودمشق.
وذكرت تقارير إعلامية أن غارات جوية إسرائيلية قادمة من اتجاه البحر ضربت مطار حلب، بعد وقت قليل من إعلان تل أبيب إطلاق صاروخين من سوريا تجاه مرتفات الجولان المحتلة.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه "إثر تقارير أولية عن سماع صافرات الانذار في بلدتي أفني أيتان وألما، تقوم مدفعية جيش الدفاع الاسرائيلي راهنا بقصف مصدر النيران في سوريا"، ولفت إلى إنه يتحقق أيضا من احتمال تسلل جوي من لبنان.
ونقلت صحيفة "الوطن" المحسوبة على النظام السوري، عن مصدر لم تسمه في مطار حلب الدولي، تأكيده استهداف مهبط المطار الذي تم الانتهاء من إصلاحه مساء الجمعة، وقال إن المطار خرج من جديد عن الخدمة.
وقبل ساعات من قصف مطار حلب قصف جيش الاحتلال مواقع جنوبي سورية ردا على إطلاق قذيفتين باتجاه الجولان المحتل.
وقال جيش الاحتلال إنه رصد قذيفتين أطلقتا من الأراضي السورية وسقطتا في مناطق مفتوحة، دون إطلاق صافرات إنذار.
من جانبها رصدت مواقع وصفحات محلية سقوط 3 قذائف في المنطقة الواقعة بين بلدتي تسيل وسحم الجولان غربي درعا جنوبي سورية، وذلك ردا على إطلاق الصواريخ من ذات المكان باتجاه الجولان.
والجمعة أعلنت وزارة النقل التابعة للنظام السوري عودة مطار حلب للخدمة بداية من السبت بعد قصف طائرات حربية إسرائيلية يوم الخميس الفائت مطاري حلب ودمشق بوقت متزامن ما أدى لخروجهما عن الخدمة.
واعتادت إسرائيل على قصف أهداف يرجّح أنها تابعة للحرس الثوري الإيراني وأذرعه المتعددة في سورية، حيث تسعى إسرائيل للقضاء على أوراق قوة طهران ونفوذها العسكري المتنامي في سورية.
وتلتزم تل أبيب عادة الصمت حيال هذه الهجمات ولا تعلن مسؤوليتها عنها، إلا أن كل المعطيات تؤكد أنها تقف وراء ضربات طاولت خلال سنوات الحرب السورية أهدافاً في العديد من المواقع في سورية حتى وصلت إلى حلب في الشمال السوري، حيث قصفت مطارها الدولي أكثر من مرة.
ويأتي القصف الإسرائيلي المتكرر على سورية، خصوصاً في جنوبها، في سياق استراتيجية معلنة لتل أبيب تهدف للقضاء على أوراق القوة العسكرية لإيران في سورية والتي تنامت بشكل كبير خلال السنوات الماضية، لا سيما في ريفي دمشق الغربي والجنوبي، واللذين لا يبعدان كثيراً عن الحدود السورية مع الأراضي المحتلة.
ويخشى الاحتلال الإسرائيلي من تفجّر مواجهة متعددة الساحات بعدما شرعت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في تنفيذ عملية "طوفان الأقصى"، صباح السبت الماضي.
وشهدت الحدود اللبنانية الجنوبية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة على امتداد الأيام الأخيرة تبادل قصف بين الاحتلال الإسرائيلي و"حزب الله"، وسط تساؤلات بشأن ما إذا كانت الجبهة ستتوسع ومعها رقعة المواجهات أم ستبقى في وضعية الفعل وردّ الفعل المتقطّع.
(العربي الجديد)