أفادت وزارة الداخلية المغربية مساء اليوم السبت، بارتفاع عدد ضحايا الزلزال الذي ضرب البلاد مساء أمس الجمعة، إلى 1305 قتلى، و1832 مصابا، من بينهم المئات إصاباتهم خطرة.
وقرر ملك المغرب محمد السادس إعلان الحداد الوطني وتنكيس الأعلام فوق المباني العمومية لمدة 3 أيام، وتكليف الحكومة بإحداث لجنة وزارية تضع برنامجا لإعادة بناء المنازل المدمرة جراء الزلزال.
وكان المعهد الوطني للجيوفيزياء في المغرب أن شدة الزلزال بلغت 7.2 درجات على مقياس ريختر، أفادت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية أن شدته بلغت 6.8 درجات على نفس المقياس.
وقال رئيس المعهد إن الزلزال -الذي ضرب جنوب غربي مراكش وكان مركزه في إقليم الحوز- هو الأعنف منذ قرن.
بدورها، ذكرت وكالة الأنباء المغربية أن السلطات الصحية تناشد المواطنين التبرع بالدم لإنقاذ مصابي الزلزال، فيما شرعت السلطات في عمليات بحث وإنقاذ للعالقين تحت الأنقاض.
وفي مراكش أقرب المدن الكبرى لمركز الزلزال، انهارت بعض المنازل بالمدينة القديمة المزدحمة، ويعمل الناس جاهدين لرفع الأنقاض بينما ينتظرون وصول المعدات الثقيلة، حسبما ذكر أحد السكان.
وأظهرت لقطات لسور المدينة -الذي يعود تاريخه إلى العصور الوسطى- شقوقا كبيرة في أحد أقسامه، وسقوط أجزاء منه وتناثر الأنقاض في الشارع.
وقال سكان بمراكش إن بعض المباني انهارت في المدينة القديمة المدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) وعرض التلفزيون المحلي صورا لسقوط مئذنة مسجد وتناثر الأنقاض على سيارات مهشمة.
وقال منتصر إتري (أحد سكان قرية أسنى الجبلية القريبة من مركز الزلزال) إن معظم المنازل هناك تضررت. وأضاف "جيراننا تحت الأنقاض، ويعمل الأهالي جاهدين على إنقاذهم باستخدام الوسائل المتاحة في القرية".
وإلى الغرب بالقرب من تارودانت، قال المدرس حميد أفكار إنه فرّ من منزله وإن هزات ارتدادية أعقبت الزلزال.
وأضاف المواطن "اهتزت الأرض لمدة 20 ثانية تقريبا. الأبواب فتحت وأغلقت من تلقاء نفسها عندما نزلت من الطابق الثاني إلى الطابق السفلي".
من جانبها، أفادت القناة الأولى المغربية (حكومية) بأن الزلزال خلّف خسائر مادية بعدد من مدن المملكة.
كما قال موقع "اليوم 24" (مستقل) إن الزلزال تسبب في انهيار أبنية سكنية في مدينة مراكش، بينها صومعة أحد مساجد المدينة.
ونشرت مواقع محلية عددا من المقاطع المصورة التي بثتها منصات التواصل، تظهر انهيار أبنية سكنية بسبب الزلزال.
وتحدث للجزيرة الصحفي عماد تزريت (من مراكش) عن وجود إصابات وعالقين تحت الأنقاض في منطقة الحوز.
ونقلت رويترز -عن أحد السكان من مراكش ويدعى إبراهيم هيمي- أنه رأى سيارات إسعاف تخرج من البلدة القديمة، وأن العديد من واجهات المباني تضررت.
وأضاف هيمي أن الخوف يسيطر على الكثير من الأشخاص الذين ظلوا في الخارج تحسبا لوقوع زلزال آخر.
وكانت وكالة الصحافة الفرنسية نقلت -عن أحد سكان الصويرة الواقعة على بعد 200 كيلومتر غرب مراكش- قوله عبر الهاتف "ليس هناك دمار كثير بل ذعر. سمعنا صرخات وقت الزلزال. الناس (الآن) في الساحات والمقاهي ويفضلون النوم خارجا. وثمة أجزاء سقطت من الواجهات".
وفي 24 شباط/فبراير 2004 ضرب زلزال بلغت قوته 6.3 درجات على مقياس ريختر محافظة الحسيمة على بعد 400 كيلومتر شمال شرق الرباط، وأسفر عن 628 قتيلا وأضرار مادية جسيمة.
(الجزيرة)