قضى 39 مهاجراً بعد غرق مركب كان يقلّهم في مياه المحيط الأطلسي قبالة جزر الكناري، بحسب ما أفادت المنظمة الإسبانية غير الحكومية "كاميناندو فرونتيراس" يوم الأربعاء. أمّا جهاز خفر سواحل إسبانيا فقد أعلن أنّه انتشل جثّة قاصر فيما أنقذ عناصره 24 مهاجراً آخرين من مياه المحيط.
وفي تغريدة لها على "تويتر"، أوضحت "كاميناندو فرونتيراس" التي ترصد وفيات المهاجرين وتوفّر المساعدة لذويهم، أنّ ما مجموعه 39 شخصاً غرقوا، من بينهم أربع نساء وطفل. وقالت المسؤولة في "كاميناندو فرونتيراس" هيلينا مالينو غارثون إنّ المركب الذي كان يخوض هجرة غير نظامية انتظر وصول المساعدة لمدّة تجاوزت 12 ساعة.
وفي هذا الإطار، ذكرت منظمة "ألارم فون" التي تدير شبكة لدعم عمليات الإنقاذ عبر أوروبا أنّ 35 شخصاً هم في عداد المفقودين من بين 59 كانوا على متن المركب.
وقد لفتت "ألارم فون"، في وقت سابق من اليوم الأربعاء، إلى أنّ المياه تسرّبت إلى المركب وأنّ ثلاثة من ركابه لقوا حتفهم. وقد شدّدت: "نطالب بعملية إنقاذ فوراً، لا تتخلوا عنهم".
من جهتها، قالت المتحدّثة باسم خفر السواحل الإسباني إنّ مروحية تابعة للجهاز توجّهت إلى المنطقة استجابة لطلب مساعدة وجّهته السلطات المغربية، وعثرت على جثة القاصر لكنّها لم ترصد أيّ ناجين.
ولم يؤكد خفر السواحل الإسباني ولا السلطات المغربية عدد الذين كانوا على متن الزورق أو عدد الذين يُحتمَل أنّهم في عداد المفقودين. لكنّ مصدرا في خفر السواحل الإسباني أفاد وكالة رويترز بأنّ 24 شخصاً أُنقذوا في عملية قادتها السلطات المغربية على بعد نحو 88 ميلاً إلى الجنوب الشرقي من جزيرة غران كناريا.
وفي السياق نفسه، تعذّر على وكالة فرانس برس الاستحصال من السلطات المغربية على أيّ تعليق فوري.
وكان المركب قد غرق على بعد نحو 160 كيلومتراً من السواحل الجنوبية الشرقية لجزيرة غران كناريا، علماً أنّ محاولات المهاجرين عبور الأطلسي من غرب أفريقيا إلى جزر الكناري ازدادت في السنوات الأخيرة، بعد تشدّد السلطات في التصدي للهجرة غير النظامية عبر البحر الأبيض المتوسط.
ويشتهر المحيط الأطلسي بتياراته القوية التي تجعل محاولات عبور مماثلة بغاية الخطورة. وأمس الثلاثاء، عثر عناصر الإغاثة على جثة امرأة حامل على متن مركب كان يقلّ نحو 60 مهاجراً قبالة جزر الكناري. وتُعَدّ إسبانيا بوابة عبور كبرى للمهاجرين الساعين إلى حياة أفضل في أوروبا.
وبحسب تقرير أصدرته "كاميناندو فرونتيراس" في نهاية عام 2022، قضى أو فُقد أكثر من 11.200 مهاجر منذ عام 2018 في أثناء محاولتهم الوصول إلى إسبانيا بحراً. والأسبوع الماضي، قضى 82 مهاجراً على أقلّ تقدير قبالة سواحل اليونان في خلال غرق سفينة كانت تقلّهم من ليبيا إلى إيطاليا. ولا تملك السلطات في أوروبا حتى الآن فكرة واضحة عن عدد الأشخاص الذين كانوا على متن السفينة الغارقة، إذ تتراوح التقديرات بين 400 وأكثر من 700 مهاجر، في واحدة من أسوأ كوارث غرق المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط.
وفي هذا الإطار، أوقفت الشرطة اليونانية تسعة أشخاص يحملون الجنسية المصرية ويُشتبه في أنّهم مهرّبون، من بينهم قبطان السفينة، وقد وُجّهت إليهم اليوم الأربعاء تهمة "التهريب غير القانوني" للبشر.
(فرانس برس، رويترز)